جميلٌ حين يتكلّم المرشّحون

جميلٌ حين يتكلّم المرشّحون، خصوصاً من هم من أرفع المسؤولين في الدولة أو ممّن انتُخبوا نوّاباً منذ سنوات، بصيغة المضارع، أي سنفعل وسنحقّق وسننجز…

 

أين كان هؤلاء، وقد أمسكوا بأيديهم السلطة التنفيذيّة إما مباشرةً أو عبر أحزابهم وكتلهم طيلة سنوات؟

 

هل يحقّ للنائب المرشّح الذي انتخب، مثلاً، منذ تسع سنوات أو منذ ١٣ أو حتى ١٨ سنة أن يعد؟ لماذا لم يحقّق طيلة هذه السنوات ما يعد به اليوم؟

 

ولكن، لا بأس. فهذا النائب المرشّح، ولا نقصد هنا اسماً واحداً بل كثيرين، من مختلف الانتماءات، لن يجد من يحاسبه، تماماً كما لم تحاسب غالبيّة المغتربين الذين انتخبوا يومَي الجمعة والأحد من تسبّب بغربتهم، فأعادوا انتخابهم وهم خارج أوطانهم حيث لا فرص عمل ولا كرامة تحفظ في كثيرٍ من الأحيان، وحيث الفساد متراكم ومتمدّد، ولو باتت له وزارة. وزارة واحدة تكافح الفساد، ووزارات وإدارات كثيرة تمعن فيه.

 

فهل ننتظر تحقيق شَيْءٍ من وعود الانتخابات؟ لا، بالتأكيد. هل سيقوم أحدنا بتسجيل وحفظ ما يعد به المرشّحون اليوم ليحاسبهم بعد أربع سنوات. الجواب لا أيضاً. إن عدنا الى برامج وشعارات الانتخابات النيابيّة الأخيرة لوجدنا أنّ معظم أصحابها انقلبوا عليها.

 

إنّها الصورة “الغنميّة” التي تتكرّر، بينما ينادي الإقطاعيّون الجدد والقدامى، والفئة الأولى أكثر سوءاً من الثانية، بالتغيير. وثمّة ظاهرة تتكرّر أيضاً في الانتخابات. بعض المرشّحين من أصحاب ثروات حقّقوها، على الأرجح، بعرق جبينهم يرفعون اليوم شعارات ويقدِّمون برامج انتخابيّة واعدة. الأمر جيّد حتى الآن. إلا أنّ هؤلاء المرشّحين يعتمدون على الرشاوى الانتخابيّة وضيق حال الناس وفقر جيوبهم وأحياناً نفوسهم لشراء أصواتٍ تؤمّن فوزاً في الانتخابات. أيّ إصلاحٍ نرجوه ممّن يجتازون عتبة المجلس النيابي بعون المال الانتخابي.

 

إنّه البحث عن سلطة أو حصانة أو وجاهة، وليس إصلاحاً.

 

يبقى أنّ الناخب اللبناني، في غالبيّة الدوائر، عليه أن يختار لا بين الجيّد والسيء بل بين السيء والأسوأ. أما بالنسبة الى شعار “بناء الدولة” الذي يرفعه الكثير من المرشّحين، فيبدو أنّ الأمر غير وارد في الوقت الراهن. حاولوا في الانتخابات المقبلة… إذا عشتم وعشنا وعاش لبنان.

موضوعات ذات صلة