أخبار عاجلة

ألا تزال إسرائيل ملجأً آمناً لليهود؟

المصدر : ديعوت أحرونوت

المؤلف : توبا هرتسل

  • في بداية طريق الصهيونية، كان لها هدفان أساسيان: إقامة بيت قومي؛ وبناء ملجأ لليهود الملاحَقين. ومنذ إقامة الدولة، كان النهج هو أن الهدفين يتحققان معاً.
  • لنتفق أولاً، إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. هنا الوطن التاريخي، واللغة هي العبرية، كما أن رموز الدولة مأخوذة من الإرث ذاته. توجد أيضاً قضايا أُخرى، كالادعاء أن الحياة اليهودية الكاملة تتطلب الحياة في إسرائيل، لأن فيها فقط، توجد سيادة يهودية. وفي مقابل هذا الادعاء، يوجد الادعاء القائل إن اليهود شعب، واليهودية ثقافة مرتبطة بهم، ويمكن ممارستها في كل مكان. وهناك أيضاً نموذج وجود أكثر من مركز، كبابل والقدس – على الرغم من البعد والتوتر الذي كان بينهما، فإن هناك علاقة ودية. يمكن أيضاً أن نناقض مكانة الإسرائيليين الذين لا يعيشون في البلد، وهل لدى دولة إسرائيل التزامات إزاء يهود العالم؟
  • من هنا، ننطلق إلى الهدف الثاني، وبحسبه، إن هدف الصهيونية هو إقامة ملجأ. فعلى مدار أعوام، شجعت إسرائيل الهجرة إليها، ليس فقط بادعاء أن اليهود يمارسون هويتهم فيها، وليس فقط من أجل تقوية نفسها، بل بدافع أن اليهود آمنون فقط فيها. النماذج الأكثر شهرةً هي حملة “أرسلوا أبناء شعبي”، التي سمحت لمئات الآلاف من اليهود في الاتحاد السوفياتي عبور الستار الحديدي القامع، وكذلك إنقاذ يهود أثيوبيا، عبر معسكر تمت إقامته على شواطئ السودان، والتغطية عليه بأنه مركز للغطس. إلا إن أغلبية العمل في هذا المجال تجري بشكل يومي.
  • وفي الصباح المر، هذه الرؤية أيضاً تغيّرت. لقد شهدنا كثيراً من الحروب والعمليات، لكن لا حاجة إلى الشرح كيف يختلف 7 تشرين الأول/أكتوبر عنها، وكيف تتم عملية إعادة تكرار الادعاء الذي سُمع كثيراً قبله، وبحسب هذا الادعاء، فإنه من الآمن أكثر لليهودي أن يعيش في الشتات. وفي المقابل، نحن نشهد انتشاراً لـ”معاداة السامية” في الخارج. لطالما اختبأت “معاداة السامية” وراء انتقاد إسرائيل، لكن هذه المرة، ومن الممكن أن يكون ذلك بسبب حدة الأحداث والجهل الذي لا يفرّق بين إسرائيل واليهود، سقطت الأقنعة. فما يحدث لليهود في الشتات هو بمثابة هزة أرضية مضاعفة: ضربة استهدفت شعورهم بالأمان في أماكن وجودهم؛ وزعزعة الشعور والثقة بقوة إسرائيل ومكانتها كملجأ محتمل. هل يمكن أن نقول، بصراحة، إن مكانهم معنا، وإن كانوا يهتمون بمستقبلهم ومستقبل أولادهم؟
  • سيكون هناك مَن يقول – إن ما حدث كان فشلاً موضعياً، والأمور ستُصلّح، وهنا فقط، لا توجد “معاداة السامية”، وعلى إسرائيل أن تكون الوجهة. لنأمل هذا، إلا إن ترميم مكانتنا كملجأ لن يجري فوراً. والآن؟ حتى ذلك الوقت، ترتفع مكانة البيت القومي في المعادلة. إذا كانت إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي، ويشعر اليهود بالتقرب منها، فما هي مسؤولية الدولة في هذا السياق؟ وخصوصاً مع اندلاع صراع لا دخل لهم به. إلى أي حد علينا البحث في أوضاعهم وآرائهم عندما نتخذ القرارات، وخصوصاً أننا نتوقع تجنُّدهم بالمال وتشكُّل الرأي العام في أماكن وجودهم، وفي قضايا أُخرى أيضاً.
  • الوضع – وضعنا جميعاً، هم ونحن – مركّب. إلا إن الأحداث الأخيرة أوضحت أن بيننا شراكة مصير. الفجوات (سأسميها هنا ببساطة “محافظين” في مقابل “ليبراليين”) توسعت حتى جاء 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ليثبت أن المشترك بيننا أكثر بكثير مما يقسّمنا. ولأن إسرائيل هي كيان منظّم مع أغلبية يهودية، في وقت يشكل يهود الشتات أقلية موزعة في دول كثيرة، فإن واجب مد اليد يقع علينا.
  • سأستعمل مصطلحاً من مجال آخر، وأقترح أن نتعامل مع يهود الشتات على أنهم شركاء في الائتلاف. فكما تتنازل الأحزاب من أجل الحفاظ على الائتلاف، علينا العمل للحفاظ على هذا الحلف المهم بين إسرائيل ويهود العالم. فعلى سبيل المثال، في سنة 2016، وبعد مسار طويل، تم إيجاد معادلة تسمح بصلاة النساء، وبالصلاة المختلطة أمام حائط المبكى، من دون إلحاق الضرر بصلاة المعني بالفصل. لكن وبسبب معارضة جهات حريدية، وافقت في البداية، لم يتم تطبيق الخطة. عملياً، إسرائيل تنازلت عن الائتلاف الخارجي من أجل المصلحة الداخلية. وبذلك قلنا للأغلبية اليهودية في العالم إن ما يريدونه غير مهم بالنسبة إلينا. أدرنا ظهرنا لهم في الوقت نفسه الذي توقعنا منهم دعمنا.
  • أعتقد أنه في الوقت الحالي، وإلى أن نعود لنكون الملجأ الآمن، علينا أن ننتبه إلى المركّب الصهيوني ذاته الذي رأى أن الأساس هو إقامة بيت قومي للشعب اليهودي. وذلك للحفاظ على الائتلاف، علينا أن نقدم حلولاً للخلافات. علينا أن نعمل لمنع التفرقة، والعمل معاً مع إخوتنا من أجل التعامل مع المستقبل المجهول، مستقبلنا ومستقبلهم.

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …