المصدر : قناة N12
- الجيش يسجل في هذه الأيام شهرين ويوماً على بدء الحرب. القوات موجودة في عمق غزة، والمرحلة الأولى من المناورة البرية في شمال القطاع في أوجها منذ أسابيع طويلة. وكجزء من المرحلة الثانية في جنوب القطاع، فإن المناورة بدأت بالتعمق مع دخول الجيش إلى خانيونس. على الحكومة التعامل مع الضغط الأميركي كي لا يسجَّل عليها الفشل، فالجيش بحاجة إلى وقت إضافي من أجل اغتيال قادة “حماس” وتفكيك البنى التحتية للتنظيم. وهذا كله يجري في الوقت الذي لا يزال هناك إطلاق قذائف نحو منطقة المركز. أما بشأن قضية المخطوفين، فإن المنظومة الأمنية لا تزال تؤمن بأن العملية العسكرية الواسعة وحدها يمكن أن تدفع بصفقة لتحريرهم.
الولايات المتحدة تضغط – والجيش يحتاج إلى وقت
- الجيش موجود في كل الأماكن التي خطّط للمناورة فيها براً، حتى لو كان هذا في مراحل أُخرى – يتقدم أكثر في شمال القطاع، لكن لا يزال هناك كثير من العمل الذي يجب القيام به في خانيونس. هذا التقدم يحتاج إلى العمل بحذر والحفاظ على القوات، وكذلك هدم مراكز السلطة والمواقع العسكرية التابعة لـ”حماس” بصورة مركزية. هذا بالإضافة إلى أن الجيش يحاول، وكجزء من العمليات، الوصول إلى قيادات التنظيم “الإرهابي” – بعضها تم اغتياله، وبعضها لا يزال يعمل، إلا إن القيادة الموجودة تحت الأرض، لا تزال في قيد الحياة.
- لذلك، فإن الجيش يحتاج إلى وقت لكي يستكمل معالجة البنى التحتية والقيادات. حقيقة أن الأميركيين بدأوا بالحديث عن النهاية، أو تغيير لهجتهم، باتت تتغلغل في المستوى السياسي الذي يمرّر هذا إلى المستوى العسكري. يمكن لهذه اللحظة أن تكون لحظة خطِرة – ذلك بأن الضغط من أجل العمل بسرعة أكبر سيؤدي إلى أخطاء أكثر.
- إن لم تستكمل الحكومة ما وعدت باستكماله، فإن هذا سيُكتب على اسمها إلى الأبد – وهو ما سيسمح لـ”حماس” بالنجاة في غزة، ولذلك، يجب على القيادات في إسرائيل أن تعرف كيف تقف أمام الأميركيين حتى تنفيذ المهمة. توجد لدى الجيش خطط عملياتية ملائمة للظروف الأميركية الجديدة، وعلى الرغم من ذلك، فإنه بحاجة إلى الوقت لتنفيذ مهماته. تتجه الأنظار إلى الحكومة – هي مَن يجب أن يدعم الجيش.
- حتى إن إطلاق القذائف على إسرائيل لم يتوقف، ومن غير المتوقع أن يتوقف حتى اللحظة الأخيرة. هذا يحتاج إلى تركيز الجهود في قضية منصات الإطلاق والخلايا داخل غزة، وأيضاً على الجمهور أن يبقى حذراً، ويصغي إلى التوجيهات – لأن القصف في اتجاه مركز البلد يمكن أن يتجدد في الساعات والأيام المقبلة.
قضية المخطوفين
- خلال الأسابيع الماضية، يبدو أن الضغط العسكري هو ما دفع إلى صفقات تحرير الرهائن. هناك جهود تُبذل من وراء الكواليس، لكن لم ينضج وينجح أيّ منها. في هذه الأيام، الجيش يندفع إلى قلب خانيونس، وهو ما يتماشى مع موقف أجهزة الأمن – وحدها العملية العسكرية الواسعة والعميقة، والمؤلمة للطرف الآخر، هي ما يمكن أن يدفع من جديد إلى تحرير الرهائن.