أخبار عاجلة

قرار 1701 وملف الاعمار / دكتور عباس

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

في هذا المقال سينتحدث عن :

1. قرار مجلس الأمن 1701

2. لبنان وحزب الله قبلًا وبعدًا

3. الإعمار؟

4. قيادة المقاومة الإسلامية

5. شعب المقاومة

 

أولًا :

قرار مجلس الأمن – 1701

قد أصرّ الغرب، أوروبا والولايات المتحدة، على تطبيق «ال قرار الـ 1701» من مجلس الأمن الذي يدعو إلى:

• وقف كامل للأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل (لا نزال في 2006).

• سحب إسرائيل لجميع قواتها من لبنان بالتوازي مع انتشار جنود لبنانيين واليونيفيل في مختلف أنحاء الجنوب.

• حل طويل الأمد يعتمد على :

1. نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان (وخاصة حزب الله).

2. لن تكون هناك قوات مسلحة غير اليونيفيل واللبنانيين جنوب نهر الليطاني، يعني ممنوع على حزب الله اللبناني التواجد بعسكره في الجنوب، وكذلك ممنوع على إسرائيل مواصلة احتلالها له.

3. لن تكون هناك قوات أجنبية في لبنان دون موافقة حكومته.

4. تزويد الأمم المتحدة بجميع خرائط الألغام الأرضية في لبنان التي بحوزة إسرائيل.

5. أهمية السيطرة الكاملة للحكومة اللبنانية على لبنان.

6. الحاجة إلى معالجة عاجلة لمسألة الإفراج غير المشروط عن الجنديين الإسرائيليين المختطفين، اللذين تسببا في نشوء الأزمة الحالية (2006).

 

ويؤكد القرار أيضاً على دعم مجلس الأمن القوي للتالي :

• الإحترام الكامل للخط الأزرق الذي رسمته قوات اليونيفيل (هو ليس الحدود الجغرافية الحقيقية للبنان).

• السلامة الإقليمية والسيادة والاستقلال السياسي للبنان داخل حدوده المعترف بها دولياً، هذا من فقرة 5 في القرار.

 

وغيرها من البنود البديهية التي تقضي قاطعةً بسيادة لبنان على أرضه وجوّه وسمائه وبرّه وبحره.

 

قد يظنّ الكثيرون أن هذا القرار هو وليد حرب أيلول/سبمتمر 2024، وأن لبنان بتوقيعه الرسمي عليه قد وقّع على قرار العار، أو الإستسلام، أو غيرها من العنوانات المختلقة الخادعة التي تزج بها مخابرات خليجية وإسرائيلية في مواقع التواصل الإجتماعي وتُغرق الإنترنت وصفحات الإعلام بها، بين حوار ومقابلة وبوديوم ونقاش وإلى آخره.

 

للتوضيح، ما هو قرار الـ1701 :

قرار مجلس الأمن، رقم 1701، هو نتيجة الحرب المدمرة التي اشتعلت بين حزب الله وإسرائيل بعدما قامت المقاومة الإسلامية بأسر جنود من الصهاينة على حدود لبنان في تموز آب 2006، وقد علم الناس أن المخطط لهذه العملية هو عماد مغنية، قائد المقاومة ورئيس أركانها.

 

إسرائيل لم تبتلع عملية الأسر، بل سارعت إلى اجتماع مصغر خلُص إلى شنّ حرب واسعة في 12 تموز 2006 ضد حزب الله في لبنان وعلى كامل أراضيه.

وهذا ما جرى، قد دمرت الجسور وقطّعت المواصلات وضربت وهدمت وطالت ونالت وأفرغت حقدها بصواريخ بالغة التدمير إسمها : ثيرمو بار، ThermoBar، المتصفة بقوتها التدميرية القائمة على مبدأ الإفراغ للتهديم.

 

ما هي صواريخ الثيرمو بار؟؟

أنصح الناس بقراءة المواضيع العلمية حولها، هي صواريخ مغلفة باليورانيوم والفولاذ المقوى لتخرق البنى الإسمنتية ومن ثم تنفجر على مرحلتين:

1. الأولى بنشر غاز خفيف الوزن وسريع الإشتعال (مثل كلور، فليور وغيرها والأوكسيجين معًا تجعل الإشتعال إنفجارا فتاكا بشكل غير موصوف)

2. الثانية على تفجير المواد المتفجرة الصلبة في داخل القنبلة.

بهتين الخطوتين يقوم الصاروخ بإفراغ الجو من الغلاف الجوي، فيختلق حجمًا هائلًا من الفراغ، تعمل الفيزياء بعده عملها فتقوم برصّ الغلاف الجوي على البنى المستهدفة فتهشمه في جزء صغير من الثانية.

وزن الغلاف الجوي (مئات آلاف الأطنان) مع قوة التفجير (آلاف ال باسكال) تُطيح بأي هيكل بنائي فتبخّره وتبخّر مواده المختلفة في لحظة.

 

ومع ذلك .. بقيت المقاومة الإسلامية صامدة، وانتصر لبنان.

وقال عن الإنتصار السيد حسن نصر الله: “إنتصار إلهي”.

ولم تحقق إسرائيل هدفًا واحدًا من حربها، ولبث الأسيران سنتين في الأسر حتى جرت عملية التبادل سنة 2008، واُطلق سراح سمير القنطار مع المُطلقين.

 

إذًا، قرار مجلس الأمن 1701 ليس جديدًا، بل عمره 18 سنة. وبنوده قد وافق عليها كلا الطرفين، لبنان وإسرائيل.

أما تسميته بقرار الذل، والعار، والإستسلام والانبطاح وغيرها فهي مجرد سفاهات إخبارية بتمويل إستخباراتي لتشويه ما قام به حزب الله في تشرين الأول 2024.

 

ثانيًا : لبنان وحزب الله

فما الذي جرى في حرب أيلول 2024 ؟

ببساطة، إسرائيل فكّت شيفرة حزب الله الأمنية بعوامل أربعة لا خامس لها :

1. العميل الباشر :

وهو عدو مأجور ليُعطي معلوماته بعد رصد ومتابعة وتجسس.

2. العميل غير المباشر :

وهو مخروق أمنيًا، متبوع مرصود، يُعطي معلومات بغير إرادة أو قصد. وهو غالبًا ما يكون من أقارب الهدف، مثل ابنه بنته أمه أبيه الناطور الديليفري الكوّى المغسل المصنع المدرسة الجامعة المؤسسة، حبيبته صديقته عشيقته رفيقته خدينته جارته وإلى آخره.

3. التكنولوجيا الحالية :

مثل الكاميرات، الواي فاي، الهاتف مكنات التصوير مكنات الطباعة، الخلوي، زر الجرس، لمبة تعمل على أشعة تحت الحمراء، وإلى آخر اللائحة الطويلة جدًا من الآلات الإلكترونية التي قد تكون عرضة للقرصنة أو تكون مصنوعة خصيصأ للرصد والتتبع بقوالب خداعة (مثل كاميرا المراقبة التي تعمل عل الانترنت، أو تلك النظارات التي تحوي كاميرا على قياس حبة العدس).

4. الذكاء الإصطناعي :

هو يقوم بخياطة كل المعلومات، ومهمته إعطاء سيناريو وتحليل واحتمال. يجري تدريبه بحيث يقوم بتصحيح نفسه تلقائيًا، واذا ما جرى تدريبه جيّدًا فإنه سلاح فتاك يكاد يغلب العقول الإستراتيجية البشرية.

 

هذه العوامل قابلها من حزب الله التالي :

1. الجشع على المال والحاجة الماسة إليه أوصلا إلى تجنيد عملاء.

2. الغباء الأمني، والإستلشاق، المواعدات المريبة، والتعجرف والتكبّر، خطوط الداخلي التي هي مكشوفة أصلًا وظنّوا أنهم مانعتهم حصونهم أفضت إلى رصد أشخاص بلا معرفتهم.

3. السذاجة الفكرية والجهل في علوم التكنولوجيا من جهة، ومن ثم عدم وجود أولي العلم والمعرفة في مواقع القرار من الجهة الثانية أوصلت مراكز الحزب واتصالاته وملفاته المدنية وغير المدنية إلى الكشف المُطلق.

4. عدم وجود ذكاء اصطناعي في استراتيجية الحزب، بل ممنوع الذكاء كل الذكاء من الوجود.

 

وهذا شيء طبيعي، فالذي يجهل علوم الإتصالات سيجهل كيفية اختراقها، والذي يجهل علوم الأمن سيجهل التستر والتخفي، والجاهل في العلوم لن يقيم لها وزنًا، وعدم التطور وعدم تحديث البنية الفكرية ولا الهيكل العلمي ولا حتى التفكير في كيفية التخلص من المستهلك ليأتي بعده الجديد .. وفي النتيجة .. دمار شامل.

 

أين سياسة لبنان؟

باختصار، أتوا برئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية جوزيف عون ليجري تنفيذ وبالقوة اثنين من البنود فحسب :

((“نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان (وخاصة حزب الله)

لن تكون هناك قوات مسلحة غير اليونيفيل واللبنانيين جنوب نهر الليطاني”))

 

وبالنتيجة، نزع سلاح حزب الله لهم هو واقع لا محال له، وقوات اليونيفيل هي ليست يونيفيل بل مخابرات عسكرية هجينة من الإنجليز والموساد والأمريكيين والفرنسيين. وللملاحظة جميعهم عدو لحزب الله.

 

 

كيف يجري نزع سلاح حزب الله؟

بالقتال العسكري ، فشلت إسرائيل في ذلك مرات عدة.

في 1982 بدأ حزب الله، في 1985 بدأ العبث بين أبناء الطائفة الواحدة، حرب الإقليم ، حرب 1991 1992 1996 1999 2006 2008 2024 ..

 

وللتذكير، فإن بنود الـ 1701 قد جرى طرحها قبل الإغتيالات في منتصف 2024 على حزب الله. وأراد الغرب المضي بهدنة تخفف من وطأة الهجمات العسكرية. لكن الغرب خادَع وأورب المطلب، فاتخذت الولايات المتحدة مسارها التي بدأته في كانون الثاني 2024 وهو الإغتيالات.

 

ولو تلاحظون، كأنّ خطة التصفيات قد وُضعت قبل سنة، فجرى إنهاء الصفوف الأمامية للقيادة واحدًا بعد الآخر حتى وصلوا إلى الأمين العام بنفسه. وكان أمرًا مفعولًا.

نعم الولايات المتحدة برأيي هي التي قامت بكل الإغتيالات، من الرصد والمتابعة إلى التنفيذ على الأرض.

 

بالقتال المدني :

منها تفجير المرفأ، الكورونا وأزمة الطبابة، المظاهرات المطالبة بالسيادة والحرية والإستقلال، حقوق المرأة، حقوق الشاذين عن الطبيعة، حقوق الفجرة، حقوق الرقاصات، حقوق خلع الحجاب، صناعة برامج تلفزيونية مهمتها النعيق والنقيق على الإسلام والسخرية من آل البيت، التطاول على الشيعة والتشيع، بل الإستهزاء من اللكنتين البقاعية الجنوبية وإلى آخره.

 

ولا ننسى المسلسلات اليومية، التي تحمل عنوان الحب والعشق ولكن مضامينها كلها هي زنا دعارة وبورنو وفسوق وفجور وعهر، تنال من التقاليد التربوية والأسس البنوية للمجتمع. تجهد في تغيير المفهوم الديني والحلال والحرام (خيانة مشرعة، وحب ممنوع، العشق الممنوع) كلها تصب في حرف الناس عن الخط السليم إلى خطوط الزنا وتشريع الدعارة الجنسية والدعارة الفكرية.

 

كذلك لا ننسى التعري والإنحلال والهبوط الأخلاقي اليومي المصبوغة بشهر رمضان، وحفلات المجون والسكر والعربدة بعنوان أعياد المسلمين الفطر والأضحى وإلى آخره.

 

هل نجحوا؟ نعم للأسف، لقد ذكرت آنفًا في عوامل الإنكشاف الأمني : رفيقته حبيبته خدينته جارته .. هنا المصيبة.

 

في السياسة :

التطبيل المستمر حول السلاح، الكهربا مقطوعة لأن حزب الله معه سلاح، الشيخوخة من السلاح، الضمان من السلاح ، أزمة الأجور، الجامعات، التعليم، النزوح، السوريين، الفلسطينيين، طرابلس، بيروت، مدن لبنان الكبرى، أزمة المرور، والمواصلات، والبحر والجو والسماء وزحل وعطارد كلها مأزومة لأن سلاح حزب الله هو السبب. كذلك .. إيران هي السبب.

 

على نفس موسيقى برامج التطبيل هناك تزمير سياسي رسمي، نشاهده يوميًا من وزير الخارجية الشهم ونواب فريقه تلك التي شمتت بأطفال حزب الله المجزر بهم في بيوتهم علنًا على شاشة الجديد وقالت : تلك عدالة السماء.

مواقف الحكومة والرئاسة ليست ببعيدة عن نغمة الموسيقى وتصفيق الجوقة.

 

ثالثا : الإعمار

من هذا الباب سنسأل : أين الإعمار قد وصل؟

الجواب = لا إعمار في لبنان. هذا تحليل شخصي بينتُه على ما نشاهد ونسمع ونرى، أدعو الله صباحًا ومساءً أن أكون من الكاذبين، لكني أرى غمامة سوداء آتية في الأفق.

 

رابعًا : حزب الله وقيادة المقاومة؟

المهم .. على رأي الناس الجنوبيين : حاصلنّه؟

حزب الله بخير ما دام شعبه بخير . نقطة آخر السطر. انتهى.

 

خامسًا : شعب المقاومة

المسؤولية اليوم على الشعب قبل الحزب، على الناس قبل النواب، على الجمهور قبل القيادة :

كن واعيًا، كن فطنًا، إقرأ إسمع شاهد، لا تتآخذ بأخبار الواتساب ولا الإنترنت، كلها مشوبة يخالطها الباطل. مزيفة متلونة ومتزينة. ابحث انت عن الحقيقة، ولا تصدق شيئا مما يقال قبل التفنيد والتأكيد، وإياك والتصفيق قبل التصديق.

 

لا ضير في مشاهدات التحاليل، ولو كانت قمرية فضائية، لعل فيها الحق، خذ منها ما يتناسب مع المنطق، مع الحقيقة، مع التاريخ والجغرافيا، واجتنب منها ما يخالف الأسس السياسية أو العسكرية للحالة في لبنان.

 

واعلم أنك أنت المقاومة، قلمك مقاومة، رأيك مقاومة، علمك مقاومة، شهادتك في المدرسة مقاومة

مؤسستك، محالك، عملك، شغلك، جامعتك، مهنتك مقاومة.

وجودك مقاومة، أن تكون يعني أنت مقاومة !!

 

يريد بنا الغرب أن نهاجر؟ هو يريد وذاك يريد وذلك يريد

والله يفعل ما يريد ..ولله رجالٌ إذا أرادوا أراد

 

لن ينصرك الله وأنت قاعاد .. بل قم جاهد قاتل بمالك ونفسك لتصدق الآية : ولينصرنّ اللهُ من ينصرُه إنّ الله قويٌّ عزيزٌ

 

د. عباس

شاهد أيضاً

بيان صادر عن حزب الله حول *استهداف العدو الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة:*

بِسْمِ اللَّـهِ الرحمن الرَّحِيمِ بيان صادر عن حزب الله حول *استهداف العدو الإسرائيلي لمستشفى الأهلي …