السؤال الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، هو حول ما إذا كان يجب المخاطرة في المدى القريب من خلال شن هجوم يؤدّي إلى حرب، أم معالجة خطر بعيد، مثل مشروع السلاح”.

قيل

أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، استناداً إلى ما قاله محلّلها العسكري إلى أنّ “زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإستثنائية إلى بروكسل، محاولة من تل أبيب لتفعيل القناة السياسية بسرعة، من أجل معالجة مشكلة أمنية متصاعدة في لبنان”، مرجحاً أنّ “المحادثة لو كانت تندرج في إطار التنسيق تمهيداً لعملية عسكرية فورية، لكان نتنياهو اكتفى بإيفاد أحد العناصر المهنية، رئيس الموساد أو رئيس الاستخبارات العسكرية، لإجراء محادثة مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، من دون الإعلان عنها في وسائل الإعلام”.

وقال الكاتب العسكري لـ”هآرتس”، إنّ “نتنياهو يقوم بتفعيل الساعة السياسية، إذ أنّ زيارته هي بمثابة إشارة، على شكل تهديد، إلى إيران ولبنان وحزب الله بواسطة الأميركيين، وربما الفرنسيين أيضاً، بأنّ هناك ضرورة ملحة لمعالجة المشكلة قبل أن تدرس إسرائيل استخدام وسائل عسكرية”.

وأشار في هذا السياق إلى التحذيرات الإسرائيلية من إقامة مصانع أسلحة إيرانية على أراضي لبنان. كما ذكر خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول الماضي، والذي ادعى فيه أنه يكشف عن ثلاثة مواقع كهذه تستعد فيها إيران وحزب الله لتطوير دقة الترسانة الصاروخية لدى الأخير.

ولم يستبعد المحلل العسكري أن تكون إسرائيل “قلقة من التطورات الأخرى المحتملة، وبضمنها إعادة ثقل نشاط حزب الله من سوريا، مع تراجع الحرب فيها، إلى الجبهة المباشرة مقابلها في جنوبي لبنان، وتغييرات أخرى في انتشار حزب الله في المنطقة”.

ولفت إلى أنّ “التغييرات في لبنان، والنشاط الإيراني المتصاعد في العراق، نابعة من التطورات في سوريا… فروسيا تعمل على تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالإستفادة من إسقاط الطائرة الروسية إيليوشين 20 من أجل لجم إيران، وإسرائيل أيضاً. فهي تضغط على إيران لوقف نقل الأسلحة إلى لبنان عن طريق سوريا، وفي الوقت نفسه تحذّر إسرائيل من استمرار الهجمات الواسعة ضد قوافل الأسلحة والقواعد الإيرانية في سوريا”.

كما رجح أنّ “الظروف الجديدة اضطرت إيران إلى تغيير طبيعة نشاطها، إلّا أنّ قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، اختار أن يبقي على التوتر، حيث أنّ التقارير بشأن الطائرات الإيرانية التي تفرغ منظومات الأسلحة الدقيقة مباشرة في بيروت تضع تحدياً جديداً أمام إسرائيل”.

وأضاف هرئيل إنّ “لبنان مشكلة أخرى تماماً تختلف عن سوريا، وقد هدّد حزب الله مرات كثيرة بأنّه سيعتبر أنّ أيّ عملية هجومية على لبنان هي بمثابة سبب للحرب. كما حذر، الأسبوع الماضي، من أنه يستطيع إصابة مواقع بنى تحتية وقواعد عسكرية إسرائيلية بدقة إذا ما هاجم الجيش الإسرائيلي لبنان”.

وبحسب هرئيل، فإنّ “السؤال الذي يواجه الحكومة الإسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر، هو حول ما إذا كان يجب المخاطرة في المدى القريب من خلال شن هجوم يؤدّي إلى حرب، أم معالجة خطر بعيد، مثل مشروع السلاح”.

المصدر: هآرتس

شاهد أيضاً

نحن امام ساعات مفصلية.. يعقوب: مفاجآت حزب الله لم تنتهي بعد

أكد الكاتب والمحلل سياسي محمد يعقوب على أن التحركات المكوكية للوسيط الأمريكي هوكشتاين اليوم تأتي …