أخبار عاجلة

الوعي الأمني في فكر السيّد هاشم صفي الدين: درع المقاومة وسرّ استمراريتها

خاص الواقع برس

حين نتحدّث عن المقاومة، فإنّنا لا نتحدّث عن بندقيةٍ فقط، ولا عن جبهةٍ عسكرية فحسب، بل عن مشروع متكامل، عن مجتمعٍ بأسره يتبنّى خيار المواجهة ويعيش لأجله. ومن أبرز ركائز هذا المشروع: الوعي الأمني، الذي لطالما شدّد عليه السيّد هاشم صفي الدين، معتبرًا إيّاه شرطًا أساسياً لبقاء المقاومة وصون دماء الشهداء وحماية الإنجازات.

 

*الأمن عقيدة وإيمان*

السيّد هاشم ينطلق من أنّ الأمن ليس عملاً تقنياً محصورًا بأجهزة متخصّصة، بل هو التزام عقائدي وإيماني. فالمجاهد الذي يحمل روحه على كفّه لا يجوز أن يفرّط بسرّ، ولا أن يغفل عن يقظة، لأنّ أي ثغرة قد تكون مدخلاً للعدو يهدّد بها جماعة بأكملها. وهنا يصبح الوعي الأمني جزءًا من العقيدة الجهادية، تمامًا كما الصلاة والجهاد والشهادة.

 

*المقاومة والعدو… معركة عقول قبل أن تكون معركة سلاح*

في خطابات السيّد، يظهر بوضوح أنّ المواجهة مع العدو ليست فقط في ساحات القتال. العدو يراقب بالكلمة، بالصورة، بالمعلومة الصغيرة، بالهاتف الذكي وبوسائل التواصل. ولذلك كان يؤكّد أنّ أي تساهل في نشر معلومة أو تمرير تفصيل قد يختصر للعدو سنوات من العمل الاستخباري.

 

إنها معركة وعي، حيث تتحوّل الكلمة إلى سلاح، وتتحوّل الشائعة إلى خنجر في خاصرة المجتمع. وهنا يتجلى شعار السيّد: “الأمن الإعلامي جزء من المعركة”.

 

*الوعي الأمني ثقافة مجتمع مقاوم*

يرى السيّد هاشم أنّ المقاومة لا يمكن أن تستمر إذا حصرنا الوعي الأمني داخل غرف ضيّقة. هو ثقافة يجب أن يعيشها كل فرد في بيئة المقاومة

* في الحديث اليومي، حيث الكلمة قد تفضح سرًا.

* في الإعلام، حيث الخبر قد يُستخدم ضدّنا.

* في التكنولوجيا، حيث نقرة على تطبيق قد تفتح ثغرة للعدو.

 

بهذا المعنى، يتحوّل كل بيتٍ مقاوم إلى خطّ دفاع، وكل إنسان واعٍ إلى حارس للمشروع.

 

 

*مواجهة الحرب الناعمة والاختراق الثقافي*

لم يحصر السيّد رؤيته في الجانب العسكري. فهو يدرك أنّ العدو لا يكتفي بالتجسس أو الاغتيال أو المراقبة، بل يخوض حربًا ناعمة تستهدف الهوية والثقافة والإرادة. وهنا يصبح الوعي الأمني مواجهة فكرية وثقافية أيضًا، لتحصين المجتمع من الشائعات، ولحماية الوجدان من الانكسار أمام الدعاية المعادية.

 

*الثقة والسرية… معادلة دقيقة*

يقول السيّد إنّ المجتمع المقاوم يحتاج إلى ثقة داخلية متينة، لكن هذه الثقة لا تعني التسيّب. في المقابل، الحذر والسرية لا يجب أن يتحوّلا إلى عزلة أو قطيعة. فالمطلوب هو توازن: ثقة راسخة وحذر يقظ.

 

*الوعي الأمني ضمانة لاستمرار المقاومة*

لقد أثبتت التجارب أنّ أكبر الانتصارات قد تنهار إذا أُهملت التفاصيل الأمنية. لذلك يؤكّد السيّد هاشم أنّ الانتصار الحقيقي لا يُصان بالبطولة فقط، بل باليقظة المستمرة. فالأمن هو الحصن الذي يحمي السلاح، والوعي هو الدرع الذي يحفظ الروح المعنوية.

 

إنّ حديث السيّد هاشم صفي الدين عن المقاومة لا ينفصل يومًا عن حديثه عن الوعي الأمني. فالمقاومة التي تصمد أمام أعتى الحملات العسكرية، تحتاج أيضًا إلى يقظة تحميها من حرب العقول والاختراقات الخفيّة.

 

ومن هنا نفهم أنّ الوعي الأمني في فكر السيّد ليس تعليمات عابرة، بل ثقافة حياة، وصيّة شهداء، وشرطٌ جوهري لكي تبقى المقاومة حيّة وقادرة على مواجهة عدوّ يترصّدها في كل زاوية.

 

 

شاهد أيضاً

صحيفة “معاريف” العبرية – آفي أشكينازي: في حادثة أمس

صحيفة “معاريف” العبرية – آفي أشكينازي: في حادثة أمس، أصابت طائرة حوثية مسيرة قلب المركز …