في رحيل أبي عبيدة، لا نودّع رجلًا عابرًا، بل نفقد صوتًا سكن القلوب قبل الآذان، وصار جزءًا من الذاكرة والوعي. كلماتُه لم تكن خطابات، بل شواهد حقّ، حُفرت في الوجدان ولن يطالها النسيان.
من خلف اللثام، واجه العالم بثبات، لا صراخ فيه ولا تردّد، وحين قال «يا حثالة الأمم» لم يكن سبًّا، بل مرآة صافية عكست قبح التواطؤ وسقوط القيم.
بقي اللثام لأن القضيّة أكبر من الأسماء والوجوه، وبقي الأثر لأن الصدق لا يزول، ولأن الكلمة حين تولد من الإيمان تصبح حياةً لا تنتهي.
رحل الجسد، لكن الوصيّة ظلّت واضحة كالشمس: الجهاد نصرٌ أو استشهاد.
هكذا يرحل الكبار… يغيبون حضورًا، ويخلدون أثرًا، وتبقى كلماتهم نبضًا حيًّا في الذاكرة والتاريخ، كما أرادها مَن آمن بالقضيّة حتى آخر الكلمة.
الواقع برس اخبار محلية وعالمية