نتنياهو وترامب ما هو الرابط العقائدي والمصلحي في خدمة إسرائيل؟.

كتب إسماعيل النجار،،

نتنياهو وترامب ما هو الرابط العقائدي والمصلحي في خدمة إسرائيل؟.
لا يبدو أنه مجرد علاقة سياسية عابرة أو تلاقي مصالح آنية، بل هو في جوهره تحالف عقائدي إستراتيجي يتجاوز حدود الأشخاص. فكلا الرجلين ينطلق من خلفية أيديولوجية مشبعة بنظرة متعالية تجاه العرب والمسلمين، ترى في وجود إسرائيل على أرض فلسطين حاجزاً ضرورياً في وجه “الخطر الإسلامي” ووسيلة للهيمنة على المنطقة الأغنى في العالم بثرواتها من النفط والغاز.
العقيدة المشتركة بين الرجلين هي كراهية العرب والمسلمين،
لأن نتنياهو يمثل التيار الصهيوني الأكثر تشدداً، الذي لا يرى أي إمكانية للتعايش مع الفلسطينيين والعرب إلا تحت راية الاستسلام والرضوخ. أما ترامب فقد جاء محمّلاً بخطاب عنصري داخلي ضد المهاجرين والمسلمين، ومشبَّع بثقافة “المسيحية الصهيونية” التي تربط بين بقاء إسرائيل و”تحقيق نبوءات توراتية”. هذا الالتقاء العقائدي جعل ترامب الأقرب إلى نتنياهو مقارنة بأي رئيس أميركي سابق، ليس فقط في السياسات، بل حتى في اللغة المباشرة المعادية للعرب. فهوَ يعيش حالة نقيض مع الدولة العميقة بين العداء والالتقاء!
صحيح أن ترامب خاض حرباً مفتوحة مع الدولة العميقة الأميركية أي المؤسسات الأمنية والاستخباراتية والشركات الكبرى ، لأنه أراد أن يكون الرجل الأول بلا منازع، إلا أن نقطة التلاقي الجوهرية بينه وبينها كانت “إسرائيل”. فالدولة العميقة تنظر إلى الكيان الصهيوني كأداة لا غنى عنها لإدامة السيطرة الأميركية على الشرق الأوسط. وترامب من جهته، كان بحاجة إلى رصيد سياسي قوي في الداخل الأميركي، وقد وجده في كسب دعم اللوبي الصهيوني واليمين الإنجيلي عبر سياسات غير مسبوقة،
مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ونقل السفارة الأميركية إليها.
وشرعنة الاستيطان.
وفرض “صفقة القرن” على حساب الحقوق الفلسطينية.
هنا التقت مصالح ترامب مع الدولة العميقة، فالأولى تريد إسرائيل أداةً استراتيجية، والثاني احتاجها ورقة قوة في الداخل.
ماذا عن الصمت العربي والشراكة في المؤامرة على فلسطين والشعب الفلسطيني؟.
إن ما زاد الطين بلة أن قادة الدول العربية، وهم على علم كامل بالمخططات الأميركية الإسرائيلية، واختاروا الصمت والرضوخ، بل والتطبيع، وكأنهم شركاء في مشروع إخضاع المنطقة. هذا الموقف فتح المجال واسعاً أمام نتنياهو وترامب لترجمة رؤيتهما العنصرية إلى وقائع سياسية ودبلوماسية.
إذن، الرابط بين نتنياهو وترامب ليس مجرد صداقة شخصية أو تبادل مصالح اقتصادية، بل هو تحالف عقائدي قائم على كراهية العرب والمسلمين من جهة، وعلى قناعة بأن إسرائيل هي رأس الحربة الأميركية للسيطرة على المنطقة من جهة أخرى. ترامب قد يكون في صراع مع الدولة العميقة في مجالات عديدة، لكن في إسرائيل و”أمنها” لم يختلف معها قيد أنملة، بل كان حليفها الأبرز. لكن ما يؤرِّق مضاجعهم هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية وولاية الفقيه، ووجود مقاومة في لبنان قادرة ومقتدرة تردع العدو لذلك نرى حجم الهجمه على إيران ولبنان، وإصرار الشريكين على تجريد حزب الله من سلاحه؟!.
ولكن هل تنجح واشنطن وتل أبيب من تحقيق أحلامهم؟
المقاومة حاضرة والمعركة المرتقبه ستحسم الأمر.

بيروت في ،، 30/9/2025

شاهد أيضاً

“السيد هاشم في عين العدو”

“السيد هاشم في عين العدو” يمكن أن يُصاغ كعنوان لبحث أو مقال يتناول كيف يرى …