خاص الواقع برس و صفحة اثار السيد هاشم صفي الدين
الستّون ليست رقمًا عابرًا، بل تختزن دلالات روحية وتاريخية:
في القرآن الكريم: كثير من المفسرين يربطون عمر الستين باكتمال الحجة على الإنسان، حيث يصبح قد استوفى عمر التجربة والبصيرة، كأنها محطة يُختَم فيها السعي وتُعرض فيها الثمار.
في حياة الأولياء والعظماء: الستين هو العمر الذي يجتمع فيه رصيد العمر الجهادي والروحي والفكري، فلا يبقى في القلب إلا النقاء، ولا في العقل إلا صفاء الحكمة.
في مسيرة السيد هاشم: وصوله إلى الستين لم يكن عمرًا بيولوجيًا فقط، بل عمرًا جمع فيه:
ستة عقود من الجهاد المتواصل.
ستين عامًا من حمل الفكر الحسيني والسير في نهج الولاية.
ستين عامًا جعلها شهادة حية على الثبات رغ التحديات.
حين يُذكر اسم السيد هاشم صفي الدين تتجسّد أمام العين صورة رجلٍ لم يختصر نفسه في لقب أو منصب، بل حمل معنىً أوسع بكثير.
هو المجاهد المفكّر، الذي لم يرَ المقاومة بندقيةً فقط، بل مشروعًا متكاملًا: وعيًا، وإعلامًا، ونساءً ورجالًا، وصبرًا طويل الأمد.
هو السياسي الصبور الذي واجه محاولات العدو لفهمه وإحباط خططه، فبقي في عيونهم لغزًا مُقلقًا، يعرفون أثره ولا يعرفون كل مداخله.
هو المربي والقدوة الذي خاطب الأجيال بالثبات واليقين، وعلّمهم أن القوة ليست فقط في ميدان القتال بل في وضوح الفكرة وصلابة الموقف.
السيد هاشم يعني:
امتداد خطّ الإمام الخميني والسيد حسن، حيث العقيدة تصنع النهج، والنهج يصنع الرجال.
مدرسة ترى أنّ المقاومة ليست لحظة غضب، بل تراكم سنين من الشهادة، والدم، والصبر، والعلم.
معنى أن تبقى حاضراً وإن غبت، ثابتاً وإن واجهت الرياح.
أه من شهادة السنين…
فكل سنة مرّت عليه، كانت شهادة إضافية على صدقه، على صلابته، وعلى أنّه اختار أن يكون بين صفوف الذين يحملون أمانة الدماء والأرض، حتى صار اسمه رمزًا للثبات والفكر المقاوم.