شيّعت بلدة حاروف في قضاء النبطية، جثمان الشهيد القائد عبّاس حسن كركي المعروف بـ أبو جهاد، الذي ارتقى متأثّرًا بإصاباته جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارته على طريق تول – مفترق حاروف قبل يومين.

التشييع تحوّل إلى تظاهرة وفاءٍ جماهيرية غصّت بها شوارع البلدة، وسط حضورٍ حاشد من الأهالي، ورفاق السلاح، وممثّلين عن الأحزاب والقوى السياسية، إلى جانب شخصيات دينية واجتماعية وبلدية.
المراسم والتفاصيل
انطلق موكب التشييع من أمام منزل العائلة، حيث سُجّي الجثمان الطاهر ملفوفًا بالعلم المقاوم، تتقدّمه فرق الكشافة وحملة الأكاليل والرايات، فيما دوّى هتاف الحشود بالتكبيرات والشعارات المؤكّدة على نهج المقاومة والثبات.
سار الموكب على وقع الأناشيد الحسينية واللطم، يتقدّمه حملة الصور واللافتات التي تُكرّم سيرة الشهيد وتستذكر مواقفه في الميدان.
عند وصول الجثمان إلى باحة البلدة المركزية، أُقيمت صلاة الجنازة بإمامة أحد العلماء من أبناء المنطقة، الذي ألقى كلمة تأبينية استعرض فيها سيرة الشهيد، مشيدًا بثباته وشجاعته، ومؤكّدًا أن “دماءه لن تذهب هدرًا، بل ستزهر نصرًا وكرامة لكل الجنوب”.

بعد الصلاة، حُمل النعش على الأكفّ وسط زغاريد النساء ودموع الأمهات، وجابت المسيرة شوارع البلدة قبل أن يُوارى الشهيد في جبانة حاروف إلى جوار رفاقه الذين سبقوه على درب الجهاد.
وخُتِم التشييع بقراءة الفاتحة عن روحه، وإطلاق قسم الولاء الذي ردّده المشيّعون بصوتٍ واحدٍ: “لن نحيد عن الدرب الذي سار عليه الشهداء”.
مشاعر الأهالي ورفاق الدرب
عمّ الحزن والاعتزاز وجوه المشاركين، فالكبير والصغير حمل صورة الشهيد الذي عرفوه قائدًا متواضعًا وحنونًا، لا يغيب عن الميدان ولا عن الناس.
رفاقه تحدثوا عنه بدموعٍ وكبرياء، مؤكدين أنه “كان حاضراً في كل المواقع الأمامية، وأن استشهاده لن يزيدهم إلا إصراراً على مواصلة الطريق”.

الختام
انتهى التشييع على وقع وعودٍ بالثبات، ورسائل واضحة بأنّ الجنوب لا يضعف برحيل القادة، بل يشتدّ عزماً بصمودهم في الذاكرة.
رحل أبو جهاد كركي جسدًا، لكنه بقي رمزًا لقضيةٍ تتجدّد مع كل شهيدٍ يسقط دفاعًا عن الأرض والكرامة.

الواقع برس اخبار محلية وعالمية