شيّع حزب الله وجماهير المقاومة، يوم 24 نوفمبر 2025، القيادي الكبير هيثم علي الطبطبائي (أبو علي)، الذي استُشهد في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. التشييع عبّر عن الحضور الجماهيري الكبير والرمزية العالية لطالب المقاومة، والرد السياسي على ما وصفه الحزب بالعدوان.

انطلق الموكب من موقف بلدية الغبيري باتجاه روضة شهداء المقاومة الأبرار في الغبيري، وسط تظاهرة ضخمة من المناصرين.
شارك في التشييع شخصيات سياسية ودبلوماسية وعسكرية ووزارية من لبنان، إلى جانب قادة فصائل فلسطينية.
حضر أيضًا علماء دين من مختلف الطوائف، وفعاليات ثقافية واجتماعية، مما يدل على البعد الشعبي والاستراتيجي للتشييع.
خلال المراسم، أدى فرقة عسكرية من المقاومة “قسم البيعة” أمام نعوش الشهداء، مؤكّدة استمرار “مسيرة الجهاد والمقاومة حتى تحقيق النصر على العدو الإسرائيلي.”
الصلاة على الجثامين أُدّيّت بإمامة الشيخ علي دعموش، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله.

وصف الحزب الطبطبائي بأنه “رجل ميداني كبير” وأحد أبرز المخططين والقياديين في العمليات النوعية، وأن تاريخه الجهادي يمتد لعقود.
الشيخ علي دعموش قال إن استشهاد الطبطبائي “لن يضعف المقاومة” بل يضيف عزيمة جديدة، لأن “حزب الله يزداد قوة وتماسكًا مع كل شهيد.”
في بيان نعيه، الحزب وصف الطبطبائي بأنه “القائد الجهادي الكبير” واعتبر أن تضحياته “ستبقى جزءًا من الذاكرة الجهادية للمقاومة.”

الطبطبائي وُلد في الباشورة عام 1968 حسب العلاقات الإعلامية لحزب الله.
التحق بالمقاومة منذ نشأتها، وشارك في عمليات نوعية قبل تحرير لبنان، وشارك في معارك عدة عبر مسيرته.
في الغارة التي استُهدف فيها، أعلن الحزب أن أربعة من مقاتليه استشهدوا مع الطبطبائي.

حزب الله استخدم التشييع ليؤكد أن “المقاومة” مستمرة ولن تتراجع، وأن اغتيال قادتها هو “جزء من الحسابات الخاطئة للعدو”.
من جهة أخرى، دعا الحزب الدولة اللبنانية إلى التحرك “لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة” ورفع الصوت دوليًا.
التشييع أيضًا حمل بعدًا رمزيًا استراتيجيًا: “النصر قادم” و”دماء الشهداء تُثبت مشروع المقاومة” في خطاب رسمي من القيادات.

تشييع هيثم الطبطبائي يُعد حدثًا مهمًا سياسيًا وعسكريًا لحزب الله، ليس فقط لتكريم قائد بارز، وإنما أيضًا لتوجيه رسالة واضحة لإسرائيل والعالم — أن المقاومة مستعدة للاستمرار، وأن استهداف القادة لن يوقف مسارها. الحضور الجماهيري والرسائل الملهمة من القيادات تؤكد أن فقدانه يُعد خسارة كبيرة للمنظمة، لكن في الوقت نفسه يُستخدم كمصدر تعبئة معنوية ورسالة قوة.
الواقع برس اخبار محلية وعالمية