وكأن المستهلك اللبناني لا تكفيه الضرائب التي فرضت مع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، من كل حدب وصوب، لتأتي الزيادات المتواصلة على أسعار المحروقات والمرشحة الى مزيد من الارتفاع في الاسابيع المقبلة لتزيد عليه الاعباء.
بعد الانخفاضات الكبيرة التي سجلها سعر برميل النفط عالميا خلال العامين 2015 و 2016، استعاد الذهب الاسود بعضا من خسائره في العام 2017، حتى بدأ مع مطلع العام 2018 الاقتراب من عتبة الـ 70 دولارا للبرميل.
في هذا السياق، اشار مستشار نقابة اصحاب محطات البنزين فادي ابو شقرا لـ”الجمهورية” الى أن “سعر صفيحة البنزين بنوعيه 95 و 98 اوكتان ارتفع منذ كانون الثاني 2017 حتى كانون الثاني 2018 حوالي 2300 ليرة من ضمنها 200 ليرة زيادة هي عبارة عن نسبة 1% اضافية على الضريبة على القيمة المضافة. اما اسعار المازوت، فقد ارتفعت في الفترة نفسها 2800 ليرة”.
وبناء على المعطيات العالمية لتحرك سعر برميل النفط، يرجح ابو شقرا ان يصل سعر صفيحة البنزين في الاسابيع المقبلة الى 27 الف ليرة، اذا استقر سعر برميل النفط عالميا على 70 دولارا، علما ان سعر صفيحة البنزين في الوقت الراهن هو حوالي 26 الف ليرة.
اما اذا زاد سعر برميل النفط عن الـ70 دولارا فستزيد عن ذلك. ولفت الى ان زيادة اسعار المحروقات ستزيد دون شك العجز في الخزينة الناتج عن ارتفاع كلفة انتاج الكهرباء.
ومن المتوقع ان تواصل اسعار المحروقات ارتفاعها في الاسبوعين المقبلين بما بين 200 الى 300 ليرة على كل من اسعار البنزين والمازوت وذلك بشكل اسبوعي.
ولفت ابو شقرا الى تراجع كمية استهلاك المازوت خلال شهر كانون الثاني بسبب حال الطقس الدافئ بنحو 40 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
البراكس
في قراءة للاسباب التي دفعت سعر برميل النفط الى الارتفاع عالميا، شرح الخبير النفطي جورج البراكس، لـ”الجمهورية”، انه “خلال سنتي 2015 و 2016 تراجعت اسعار النفط العالمية بشكل ملحوظ ما ادّى الى تراجع سعر صفيحة البنزين محليا، وذلك بسبب زيادة كميات النفط المعروضة نسبة الى الطلب في الاسواق الدولية.
اما الاتفاق الذي حصل العام الماضي بين دول اوبك لخفض الانتاج الى 200 الف برميل في اليوم لضبط الاسعار قبيل رفعها مجددا لا يزال ساري المفعول ومن المتوقع ان يتم تجديده. وقد ادّى تراجع اسعار المحروقات الى ارتفاع نسبة العجز في بعض دول الخليج لا سيما منها في السعودية ويصب الارتفاع التدريجي الذي سجله سعر برميل النفط في العام 2017 لصالح اقتصاد هذه الدول”.
واشار البراكس الى بعض العوامل التي ساهمت في رفع اسعار النفط عالميا مجدداُ، منها تراجع مستوى المخزون الاميركي الاستراتيجي في الاسبوعين الاخيرين بما دفع الى رفع سعر برميل النفط صعودا، الى جانب توقف استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة منذ العام تقريبا.
ورداً على سؤال، استبعد البراكس وصول سعر البرميل الى 100 دولار قريبا، لكن يجب التروي في الوقت الحاضر ومراقبة بعض المعطيات قبل استدراك ما يتوقع ان يصل اليه سعر برميل النفط في الوقت القريب، منها ما سيكون عليه مصير الصراع الاميركي- الايراني؟ هل سيستمر شد الحبال مع روسيا؟ هل ستبقى السعودية على سياسة ضبط الانفاق؟
وقال: “قد يتحسّن مخزون الولايات المتحدة من النفط في غضون اسبوعين وقد تستأنف اميركا استخراج النفط الصخري كلها عوامل قد تزيد من كمية النفط الموجودة في الاسواق بما قد يؤثر انخفاضا على اسعار النفط عالميا”.