” أكلناها.. وصدق نصر الله ” : هكذا حول نتنياهو الكيان إلى “ بيت العنكبوت ”

معاريف : ران أدليست

أيها الرفيقات والرفاق، أكلناها. فحيثما نظرتم حولكم في هذه الحرب اللعينة، الضرورية حتى التعب وغير الضرورية على نحو ظاهر، بما في ذلك بهجة القتال لدى الأولاد المندفعين في الهجوم والجنرالات الذين يخططون للانتصار على العدو بشكل كامل الأوصاف وكأنه إبداع موسيقي، أكلناها. واضح أننا سننتصر مثلما هو واضح كيف ولماذا أكلناها. وهذه ليست الحرب التي ننتزع من ثمنها الرهيب تغييراً وأملاً، وهذان ليسا الجيش والمجتمع المدني اللذين يؤديان مهامهما اليوم. هذه هي الدولة التي تتدهور إلى الهوة بينما تتناثر أشلاؤها في كل صوب. إنه الملك الذي وهو في طريقه إلى التحطم يأخذ معه الدولة، ليس وحيداً، إنما حوله جوقة متزلفين ينهشون جثة الدولة بضحكات صاخبة.
بعد الانسحاب من لبنان، ألقى نصر الله خطاب “خيوط العنكبوت” الذي قدر فيه بأن الكيان في الطريق إلى التفكك. وقال إن “الكيان يبدو قوي من الخارج، لكنه سهل على الهدم والهزيمة.
مثل خيوط العنكبوت تبدو قوية كأنها قوة عسكرية عظمى بتفوق تكنولوجي، لكن المجتمع الإسرائيلي لن يصمد أمام هجمات إرهاب وعمليات وكاتيوشا؛ فقد تعب من الحروب، وفقد المتانة والمناعة للصمود في صراع دموي وتكبد الإصابات”. عن حق كان يمكن أن نتعاطى مع أقواله كترهات تامة. الكيان، رغم الخلافات، كان قلعة صلبة في غابة، وأكثر مما ينبغي. صلب لدرجة أنه كان بوسعنا السماح لأنفسنا بسياسة وقحة وعديمة المسؤولية. كان واضحاً للجميع بأننا نملك القوة لأن نفرضها. لمصيبتنا.
هكذا حتى صعود حكومة يمين كاملة، عندما استيقظنا بواقع جديد. ليس الجميع وليس فوراً بما في ذلك نصر الله الذي تحدث بخطاب عن “الحكومة الغبية الحالية” التي تدفع نحو المواجهة في داخل الكيان، وبين الكيان والفلسطينيين، مع إمكانية كامنة لخلق اشتعال إقليمي. وماذا تعرفون؟ الرجل محق. حتى ذلك الحين، كانت خيوط النسيج السياسي قوية ومرنة. مع صعود الائتلاف الحالي، أصبح النسيج متصلباً ومتطرفاً دينياً في صالح اليمين المجنون وإحباط محاكمات نتنياهو.
النتيجة: شهران من القتال دون أفق معقول.
بعد ضغط متوازن من جانب الأمريكيين، فهم نتنياهو بأنه ملزم بتوضيح كيف ترى حكومته إنهاء القتال واليوم التالي. النتيجة: مناورة مكشوفة لتسويف الوقت. فقبل شهر، أقيم “طاقم سري” لفحص اليوم التالي حين تعذرت رؤية نهاية اليوم الحالي.
بالمناسبة لم تكن السرية عن الجمهور أو عن العدو، بل عن الجيش الذي يؤيد المخطط الأمريكي لليوم التالي، أي إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة والإعداد للدولتين. الجيش الإسرائيلي لم “ينشر” رأيه. غانتس تحدث باسم رئيس الأركان عن “تسليم الحكم”، ولم يفصّل، لكن واضح من الذي قصده. هكذا؟ نتنياهو يضحي بجسده: “لن تقام دولة فلسطينية في غزة ولو على جثتي”. يبلغ عدد الجثث الحقيقية حتى الآن عشرات الآلاف. لنا ولهم.

شاهد أيضاً

دفورا ليس :مرّ 12 أسبوعاً، وقد ضقت ذرعاً من الادعاء بأن كل شيء على ما يرام

المصدر :هآرتس المؤلف : دفورا ليس أنا محطَمة؛ لقد مرّ 12 أسبوعاً، وكل ما أريد …