هبه مطر / الواقع برس
إلى كل منصة إخبارية بلا ضمير،
إلى من قرّر أن يحوّل جثة إنسان إلى مادة عرض،
وأن يبثّ الأشلاء على الشاشات وكأنها مشهد عابر في نشرة عادية…
أيُّ إنسانٍ أنتم؟
وأيُّ مهنةٍ هذه التي تسوّغ لكم انتهاك كرامة الموتى باسم “الخبر”؟
هل توقّف أحدكم لثانية واحدة ليسأل نفسه:
أن لهذا الجسد أمًا قد ترى ابنها ممزقًا على الهواء؟
أن لهذا المشهد أولادًا سيكبرون وهم يحملون صورة أبيهم المهانة؟
أن لهذا الإنسان اسمًا وتاريخًا وكرامة، لا مجرد “لقطة”؟
ما فعلتموه ليس نقلًا للواقع، بل تعرية للوحشية.
ليس سبقًا صحفيًا، بل سقوط أخلاقي مدوٍّ.
وليس حرية إعلام، بل تواطؤ مع القسوة وتطبيع مع الإجرام.
الإعلام الذي يدوس كرامة الإنسان
ويغذّي الصدمة والرعب
ويحوّل الألم إلى مادة استهلاك
هو إعلام شريك في الجريمة، لا شاهد عليها.
كفى متاجرة بالدم.
كفى امتهانًا للموت.
فالكرامة الإنسانية ليست خيارًا تحريريًا،
بل واجب لا يسقط… حتى في أقسى اللحظات.
الواقع برس اخبار محلية وعالمية