هبه مطر / الواقع برس
في زمنٍ يحاول فيه العالم كسر الإرادات قبل كسر الأجساد، يقف هذا الشعب ليقول كلمته بوضوح لا لبس فيه:
نحن لسنا جماعة يمكن إخضاعها بالضغط، ولا بيئة يمكن تفكيكها بالتهديد، ولا قضية يمكن مقايضتها بالحصار.
بيوتنا لم تكن يومًا مجرد جدران، بل كانت خطوط دفاع عن الكرامة.
وأموالنا لم تكن غاية، بل وسيلة في معركة الوعي والحق.
وأولادنا لم نربّهم على الخوف، بل على معنى العزّة، والانتماء، والبصيرة.
فليعلم العالم بأسره أن هذا الخيار ليس ظرفيًا ولا عاطفيًا،
بل هو قرار راسخ نابع من وعيٍ عميق وتجربةٍ طويلة وتضحياتٍ قدّمت،
وأن كل محاولات الضغط، والاعتداء، والظلم،
لن تغيّر من قناعتنا شيئًا، ولن تدفعنا إلى التراجع قيد أنملة.
لقد أثبتت السنوات أن من يساوم على كرامته طلبًا للأمان،
لا ينال لا كرامة ولا أمان.
وأن من يخرج المجاهد من منزله خوفًا على الحجر،
يخسر المعنى قبل أن يخسر المكان،
ويُلبس نفسه ثوب الذل والعار ولو توهّم غير ذلك.
نحن أبناء مدرسةٍ لم تعلّمنا ردّ الفعل، بل وضوح الموقف،
ولم تزرع فينا الغضب الأعمى، بل الوعي والثبات،
مدرسةٍ علّمتنا أن الصمت أمام الظلم مشاركة فيه،
وأن الثبات موقف،
وأن الانحياز للحق ثمنه غالٍ… لكنه أشرف من حياةٍ بلا كرامة.
نحن أولاد السيد حسن،
أولاد فكرٍ لا ينكسر،
وأبناء ثباتٍ لا تهزّه العواصف،
تربّينا على أن الكرامة قرار،
وأن الوعي سلاح،
وأن الطريق مهما طال لا يُترك في منتصفه.
نحن أبناء العهد الذي لا يُنكث،
وأبناء الوضوح في زمن الالتفاف،
وأبناء مدرسةٍ صنعت إنسانًا يعرف لماذا يقف،
ولمَن يقف،
وكيف يبقى ثابتًا مهما اجتمعوا على كسر هذه الإرادة.
الواقع برس اخبار محلية وعالمية