*11 نقطة تلخص كتاب “الغضب والنار” عن ترامب.. تعرف عليها*  

 

لندن- عربي٢١

تناولت صحيفة “ميدل إيست أي” في تقرير لها، الكتاب الذي صدر أمس الجمعة، وأثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “الحريق والغضب”.

 

وقالت إن هناك 11 شيئا يمكن أن نتعلمه من كتاب “الحريق والغضب” لمؤلفه مايكل وولف.

 

وتحدث الكتاب عن ترامب والشرق الأوسط وتحديدا السعودية، بما في ذلك الهجوم الصاروخي على سوريا، والقدس المحتلة.

 

وتاليا نص التقرير الذي ترجمته “عربي21”:

 

*رؤية ترامب للشرق الأوسط: أحد عشر شيئا تعلمناها من “الحريق والغضب”*

 

تقرير أريب الله ودانيا عقاد

 

يرد وصف السياسة الخارجية لدونالد ترامب في كتاب “الحريق والغضب” لمؤلفه مايكل وولف على أنها “خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان”. ويوثق الكتاب الفاضح للشهور التسعة الأولى من إدارة ترامب، وقوبل بتهديدات من البيت الأبيض باللجوء إلى القضاء.

 

ورفض دونالد ترامب ما جاء في الكتاب، وقال إنه “مليء بالأكاذيب”، ومحشو “بالافتراءات”.

 

وفيما يأتي قائمة بما تعلمناه مما ورد في الكتاب عن رؤية ترامب للشرق الأوسط والمعارك الداخلية التي حددت في بعض الأوقات معالمها، ابتداء من الأمر الصادر عن ترامب بقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ إلى الكيفية التي تحول بموجبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى رجل أمريكا الذي وصل إلى القمة.

 

1) ترامب ومحمد بن سلمان يكسبان في كل الأحوال

 

يصف وولف حالة التآزر ما بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة وترامب وعائلته من جهة أخرى، ويرى أنها تتغذى على صفة مشتركة بينهما ألا وهي عدم معرفة ما الذي يفعلانه:

 

“عندما عرض محمد بن سلمان نفسه على جاريد كوشنر باعتباره رجله في المملكة العربية السعودية، كان ذلك أشبه بمقابلة شخص لطيف في أول يوم تطأ فيه قدماك المدرسة الداخلية،” حسبما يقول صديق كوشنر.

 

وبمجرد أن تعهد محمد بن سلمان لفريق ترامب بأنه سوف يوصل إليهم بعض الأخبار الجيدة بجد، دُعي لزيارة البيت الأبيض، وكان ذلك عندما انطلق ترامب ومحمد بن سلمان بمنتهى الأبهة.

 

“كان ذلك نوع من الدبلوماسية الهجومية. كان محمد بن سلمان يستخدم احتضان ترامب له كجزء من لعبة السلطة التي كان يمارسها داخل المملكة. ورغم أن البيت الأبيض بساكنه ترامب ظل ينفي ذلك إلا أنه سمح له بالمضي قدماً.”

 

“وبالمقابل عرض محمد بن سلمان سلة من الصفقات والإعلانات التي رتبت بحيث تتصادف مع زيارة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية – وكانت تلك أول زيارة يقوم بها ترامب إلى الخارج منذ أن أصبح رئيساً. وكانت مكسباً لترامب.”

 

2) ترامب يعطي محمد بن سلمان الضوء الأخضر للتنمر على قطر

 

يُزعم أن ترامب هو الذي أعطى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الضوء الأخضر للتنمر على قطر وللبدء في حملة التطهير التي شنها ضد أفراد من العائلة الملكية الحاكمة وضد نخبة من رجال الأعمال السعوديين. كتب وولف يقول:

 

“في تجاهل تام لنصح دوائر السياسة الخارجية، أعطى ترامب إشارة البدء بتنفيذ خطة السعوديين للتنمر على قطر. كانت وجهة نظر ترامب ترى بأن قطر تقدم الدعم المالي للجماعات الإرهابية – ولم يبد أي اهتمام بحقيقة أن للسعوديين تاريخاً مشابهاً. (والتبرير الجديد الذي تم اللجوء إليه يقول إن بعضاً من أفراد العائلة السعودية الحاكمة فقط هم الذين قدموا مثل ذلك الدعم)”.

 

بعد أسابيع من زيارته إلى الرياض، كان ترامب يقول لأصدقائه إنه وصهره كوشنر هما اللذان هندسا عملية ارتقاء محمد بن سلمان إلى السلطة ليصبح ولي العهد السعودي ووريث العرش السعودي.

 

3) الحرب بين بانون وكوشنر بشأن محادثات السلام

 

كان ترامب عندما سلم صهره ملف الشرق الأوسط يعلم أنه كان يلقي به في المعمعة. وقد تندر بذلك مذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون حينما قال إن الرئيس لم يقدم لكوشنر أي معروف.

 

رد ترامب مستمتعاً بالنكتة: “أعلم ذلك”.

 

“اختاره الرئيس بالذات لأنه يهودي، ولعله أراد أن يكافئه على يهوديته، مكلفاً إياه بمهمة مستحيلة لكونه يهودياً، ولعله كان مندفعاً بالاعتقاد بأن اليهود يتمتعون بقدرات تفاوضية خارقة. وقد قال ترامب أكثر من مرة إن هنري كيسنغر يقول إن جاريد سيكون هنري كيسنغر الجديد. وقد يعتبر ذلك مزيجاً من الإشادة والتلطيخ.”

 

في هذه الأثناء لم يتردد بانون – والذي يقول وولف إن جاريد كان يعتبره مناهضاً للسامية – في أن يلمز به بخصوص ملف عملية السلام. وكان بانون في ذلك متواطئاً مع شيلدون أديلسون الذي كان يثير الشكوك حول دوافع وقدرات كوشنر. ومع ذلك ظل ترامب يقول لكوشنر إن عليه دائماً أن يراج أديلسون، موجداً بذلك دائرة مفرغة.

 

كان كوشنر يشعر بالحيرة الشديدة إزاء سعي بانون للاستحواذ على لقب “الأقوى بشأن إسرائيل”، وخاصة أن كوشنر نشأ كيهودي ملتزم، حسبما يقوله وولف. فبالنسبة لكوشنر، منطلق بانون اليميني في الدفاع عن إسرائيل، وهو المنطق الذي يتبناه ترامب، أصبح بشكل أو بآخر سلوكاً مناهضاً للسامية موجهاً ضده شخصياً.

 

4) القدس في اليوم الأول

 

وحسبما جاء في الكتاب، كان المستشار الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيف بانون قد أخبر الرئيس التنفيذي السابق لمحطة فوكس نيوز روجر إيليس بأن ترامب كان ينوي نقل السفارة إلى القدس في اليوم الأول. جاء ذلك في سياق حديث صريح على مأدبة عشاء مع إيليس تبين فيما بعد أن الداعي لها كان وولف. في تلك الأمسية شرح بانون رؤية ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على النحو التالي:

 

“دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتصرفون معها أو يغرقون وهم يحاولون ذلك. السعوديون على حافة الجرف، والمصريون على حافة الجرف، وكلهم يموتون خوفاً من الفرس … اليمن، سيناء، ليبيا … هذا شيء سيء … ولهذا فإن روسيا مهمة … هل روسيا بهذا السوء؟ إنهم أشخاص سيئون. ولكن العالم مليء بالأشخاص السيئين.”

 

5) تركيا: غير متأكدة بشأن ترامب

 

في وقت مبكر من الفترة الانتقالية، كتب وولف يقول إن مسؤولاً تركياً رفيع المستوى تواصل “في حالة من الارتباك الحقيقي” مع رجل أعمال أمريكي شهير ليسأله عن كيفية التأثير على البيت الأبيض في عهد ترامب.

 

سأل ذلك المسؤول ما إذا كان من الأفضل لتركيا السعي للتأثير من خلال الضغط على الوجود العسكري الأمريكي في تركيا أو من خلال منح الرئيس موقعاً فندقياً مميزاً على مضيق البوسفور.

 

على الرغم من الجهود المتعددة، إلا أن تركيا واجهت صعوبة بالغة في سعيها لإقناع الولايات المتحدة بتسليمها فتح الله غولن، الذي يقيم في بنسلفانيا ويُزعم أنه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.

 

6) جذور كراهية ترامب لإيران

 

حدد خطاب ترامب المعادي لإيران معالم سياسته الخارجية. يقول وولف إنه بتأثير من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين اقتنع ترامب بأن إيران “هي الشخص الشرير”.

 

كما وصل الأمر بترامب لأن يعتقد بأن كل من يعارض إيران فهو “شخص طيب على وجه التأكيد.”

 

7) الشرق الأوسط: أربعة لاعبين فقط

 

اختزلت الدائرة الداخلية المحيطة بترامب الشرق الأوسط في أربعة لاعبين: مصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وإيران.

 

وتشكل لديهم الاعتقاد بأن اللاعبين الثالثة الأوائل يمكن أن يتوحدوا ضد طهران، وحداهم الأمل في ألا تتدخل مصر والمملكة العربية السعودية بشكل يعارض المصالح الأمريكية طالما أنها تركت لتتصرف مع إيران كما تريد. كتب وولف يقول إن هذا الموقف الجديد تجاه الشرق الأوسط مثل:

 

“خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان. انعزالية بانون (دعونا ننأى بأنفسنا)، وعداء فلين لإيران (التي يتجسد فيها كل ما في العالم من غدر وسمية ولا مثيل لما يمثله الملالي من ذلك)، وكيسنغرية كوشنر (ليست كيسنغرية بقدر ما هي عدم وجود وجهة نظر خاصة به، سعي حثيث لاتباع ما ينصح به ذلك البالغ من العمر أربعة وتسعين عاماً).”

 

8) كيف وصل ترامب إلى قرار الهجوم على سوريا؟

 

بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون السورية في الرابع من إبريل / نيسان 2017، اتخذ ترامب قراراً غير مسبوق بإطلاق صاروخ توماهوك على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية انتقاماً منها.

 

يصف وولف كيف كان ترامب في بداية الأمر في حالة من الارتباك ولا يعرف كيف يمضي في الموضوع. ثم حصل ما يلي:

 

“في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم، أعدت إيفانكا ترامب ودينا باويل عرضاً مصوراً وصفه بانون مشمئزاً بأنه كان عبارة عن صور لأطفال تخرج الرغوة من أفواههم. وعندما قدمت المرأتان العرض للرئيس شاهده عدة مرات، وبدا مأخوذاً بما يشاهد. كان بانون يتابع رد فعل الرئيس، وبينما هو كذلك رأى الترمبية تذوب أمام عينيه.”

 

وبعد مزيد من النقاش، وفي السادس من أبريل / نيسان، كما كتب وولف، أمر ترامب بشن الهجوم في اليوم التالي.

 

“بعد انتهاء الاجتماع واتخاذ القرار، عاد ترامب في حالة من النشوة ليتحدث مع الصحفيين الذين كانوا يرافقونه على متن طائرة الرئاسة، إلا أنه لم يبح لهم بما كان ينوي فعله إزاء سوريا.”

 

وقع الهجوم بينما كان ترامب يستضيف الرئيس الصيني في مارالاغو في مقر إقامته في فلوريدا. وما أن انتهى اللقاء بين الرئيسين حتى خرج ترامب مع بعض من مستشاريه لالتقاط الصور التذكارية. إلا أن وولف يقول في كتابه: “ولكن كان بانون يغلي في مقعده على الطاولة، وقد أغضبه المشهد التمثيلي الذي رآه بما ينطوي عليه من تصنع.”

 

في بعض الأوقات كان يصعب التنبؤ بسياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط، ولكن في هذه المناسبة كما كتب وولف: “كان موظفو الرئيس لشؤون الأمن القومي أكثر شعوراً بالارتياح. فالرئيس الذي يصعب في العادة التنبؤ بما سيفعله جاء فعله هذه المرة كما كان متوقعاً تماماً. وكان الرئيس الذي يصعب التحكم به تحت السيطرة.”

 

9) حظر السفر على المسلمين: كان بانون يريد تنظيم احتجاجات في المطارات

 

كان بانون عازماً بكل إصرار على تمرير الأمر التنفيذي لمنع المسلمين من بلدان معينة من دخول الولايات المتحدة – إلا أن ثمة مشكلة طرأت.

 

“في الواقع لم يكن بانون يعرف كيف يفعل ذلك – أي تغيير القواعد والقوانين. وكان بانون يدرك أن هذه العقبة كان بالإمكان استخدامها بسهولة لإحباط المشروع. الإجراءات المطولة كانت هي العدو. ولكن تنفيذ ذلك – بغض النظر عن الكيفية – وتنفيذ ذلك في الحال كان يمكن أن يكون إجراءً مضاداً في غاية القوة.”

 

قام بانون – الذي يؤكد وولف أنه لم يستخدم الكومبيوتر في حياته – بإرسال ستفين ميلر “إلى الإنترنيت ليحيط نفسه علماً بالأمر التنفيذي ويحاول صياغته.”

 

لدى التوقيع على الأمر التنفيذي في السابع والعشرين من يناير / كانون الثاني، أراد معظم موظفي البيت الأبيض معرفة لماذا حصل ذلك يوم الجمعة “وذلك أن وقعه على المطارات سيكون الأقوى وسيجلب أعداداً أكبر من المحتجين.” وأضاف وولف في كتابه إن بانون قال: “إيه … هذا هو السبب. حتى تظهر ندف الثلج في المطارات وتحدث شغباً.”

 

10) الوزيرة هيلي والسفيرة باويل

 

كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والتي يصفها كبار الموظفين بأن لديها من الطموح ما يضاهي طموح إبليس، في جيء بها إلى دائرة ترامب من قبل إيفانكا التي تعرفت عليها وصادقتها.

 

يقول وولف إن هيلي خلصت إلى الاستنتاج بأن ترامب لن يكون رئيساً لأكثر من فترة واحدة، وأنه إذا ما حصل ذلك فعلها تكون من يخلفه في منصبه. إلا أن عائلة ترامب كانت لديها أفكار أخرى.

 

“كما أصبح واضحاً للعيان داخل الفريق الأوسع العامل في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي، وقع اختيار العائلة على هيلي لتشغل منصب وزيرة الخارجية بعد الاستقالة الحتمية التي سيقدمها ريكس تيلرسون. (وبنفس الشكل، سوف يشتمل التعديل الوزاري تعيين دينا باويل محل هيلي في الأمم المتحدة.”

 

كان بانون يشعر بقلق شديد من أن هيلي قد تفوق ترامب دهاءً، ولذلك – كما كتب وولف، دفع باتجاه اختيار مايك بومبيو ليخلف وزير الخارجية ريكس تيلرسون إذا ما – أو الأصح عندما – يستقيل في نهاية الأمر.

 

11) عربات غولف من الذهب

 

خلال الرحلة التي قام بها ترامب وشارك أثناءها في قمة الرياض بصحبة السيدة الأولى وجاريد وإيفانكا “كانوا يتنقلون داخل القصر في عربات غولب مصنوعة من الذهب” ونظم السعوديون حفلة على شرف ترامب كلفت 75 مليون دولار نصب له فيها كرسي عرش جلس فيه الرئيس.

 

“اتصل الرئيس بالبلاد ليقول لأصدقائه كم كان ذلك طبيعياً ويسيراً، وكيف أن أوباما ضيع كل ذلك بطريقة يستعصي شرحها وتدعو إلى الريبة.”*11 نقطة تلخص كتاب “الغضب والنار” عن ترامب.. تعرف عليها*

 

لندن- عربي٢١

تناولت صحيفة “ميدل إيست أي” في تقرير لها، الكتاب الذي صدر أمس الجمعة، وأثار غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “الحريق والغضب”.

 

وقالت إن هناك 11 شيئا يمكن أن نتعلمه من كتاب “الحريق والغضب” لمؤلفه مايكل وولف.

 

وتحدث الكتاب عن ترامب والشرق الأوسط وتحديدا السعودية، بما في ذلك الهجوم الصاروخي على سوريا، والقدس المحتلة.

 

وتاليا نص التقرير الذي ترجمته “عربي21”:

 

*رؤية ترامب للشرق الأوسط: أحد عشر شيئا تعلمناها من “الحريق والغضب”*

 

تقرير أريب الله ودانيا عقاد

 

يرد وصف السياسة الخارجية لدونالد ترامب في كتاب “الحريق والغضب” لمؤلفه مايكل وولف على أنها “خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان”. ويوثق الكتاب الفاضح للشهور التسعة الأولى من إدارة ترامب، وقوبل بتهديدات من البيت الأبيض باللجوء إلى القضاء.

 

ورفض دونالد ترامب ما جاء في الكتاب، وقال إنه “مليء بالأكاذيب”، ومحشو “بالافتراءات”.

 

وفيما يأتي قائمة بما تعلمناه مما ورد في الكتاب عن رؤية ترامب للشرق الأوسط والمعارك الداخلية التي حددت في بعض الأوقات معالمها، ابتداء من الأمر الصادر عن ترامب بقصف قاعدة جوية سورية بالصواريخ إلى الكيفية التي تحول بموجبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى رجل أمريكا الذي وصل إلى القمة.

 

1) ترامب ومحمد بن سلمان يكسبان في كل الأحوال

 

يصف وولف حالة التآزر ما بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من جهة وترامب وعائلته من جهة أخرى، ويرى أنها تتغذى على صفة مشتركة بينهما ألا وهي عدم معرفة ما الذي يفعلانه:

 

“عندما عرض محمد بن سلمان نفسه على جاريد كوشنر باعتباره رجله في المملكة العربية السعودية، كان ذلك أشبه بمقابلة شخص لطيف في أول يوم تطأ فيه قدماك المدرسة الداخلية،” حسبما يقول صديق كوشنر.

 

وبمجرد أن تعهد محمد بن سلمان لفريق ترامب بأنه سوف يوصل إليهم بعض الأخبار الجيدة بجد، دُعي لزيارة البيت الأبيض، وكان ذلك عندما انطلق ترامب ومحمد بن سلمان بمنتهى الأبهة.

 

“كان ذلك نوع من الدبلوماسية الهجومية. كان محمد بن سلمان يستخدم احتضان ترامب له كجزء من لعبة السلطة التي كان يمارسها داخل المملكة. ورغم أن البيت الأبيض بساكنه ترامب ظل ينفي ذلك إلا أنه سمح له بالمضي قدماً.”

 

“وبالمقابل عرض محمد بن سلمان سلة من الصفقات والإعلانات التي رتبت بحيث تتصادف مع زيارة الرئيس إلى المملكة العربية السعودية – وكانت تلك أول زيارة يقوم بها ترامب إلى الخارج منذ أن أصبح رئيساً. وكانت مكسباً لترامب.”

 

2) ترامب يعطي محمد بن سلمان الضوء الأخضر للتنمر على قطر

 

يُزعم أن ترامب هو الذي أعطى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الضوء الأخضر للتنمر على قطر وللبدء في حملة التطهير التي شنها ضد أفراد من العائلة الملكية الحاكمة وضد نخبة من رجال الأعمال السعوديين. كتب وولف يقول:

 

“في تجاهل تام لنصح دوائر السياسة الخارجية، أعطى ترامب إشارة البدء بتنفيذ خطة السعوديين للتنمر على قطر. كانت وجهة نظر ترامب ترى بأن قطر تقدم الدعم المالي للجماعات الإرهابية – ولم يبد أي اهتمام بحقيقة أن للسعوديين تاريخاً مشابهاً. (والتبرير الجديد الذي تم اللجوء إليه يقول إن بعضاً من أفراد العائلة السعودية الحاكمة فقط هم الذين قدموا مثل ذلك الدعم)”.

 

بعد أسابيع من زيارته إلى الرياض، كان ترامب يقول لأصدقائه إنه وصهره كوشنر هما اللذان هندسا عملية ارتقاء محمد بن سلمان إلى السلطة ليصبح ولي العهد السعودي ووريث العرش السعودي.

 

3) الحرب بين بانون وكوشنر بشأن محادثات السلام

 

كان ترامب عندما سلم صهره ملف الشرق الأوسط يعلم أنه كان يلقي به في المعمعة. وقد تندر بذلك مذيع فوكس نيوز تاكر كارلسون حينما قال إن الرئيس لم يقدم لكوشنر أي معروف.

 

رد ترامب مستمتعاً بالنكتة: “أعلم ذلك”.

 

“اختاره الرئيس بالذات لأنه يهودي، ولعله أراد أن يكافئه على يهوديته، مكلفاً إياه بمهمة مستحيلة لكونه يهودياً، ولعله كان مندفعاً بالاعتقاد بأن اليهود يتمتعون بقدرات تفاوضية خارقة. وقد قال ترامب أكثر من مرة إن هنري كيسنغر يقول إن جاريد سيكون هنري كيسنغر الجديد. وقد يعتبر ذلك مزيجاً من الإشادة والتلطيخ.”

 

في هذه الأثناء لم يتردد بانون – والذي يقول وولف إن جاريد كان يعتبره مناهضاً للسامية – في أن يلمز به بخصوص ملف عملية السلام. وكان بانون في ذلك متواطئاً مع شيلدون أديلسون الذي كان يثير الشكوك حول دوافع وقدرات كوشنر. ومع ذلك ظل ترامب يقول لكوشنر إن عليه دائماً أن يراج أديلسون، موجداً بذلك دائرة مفرغة.

 

كان كوشنر يشعر بالحيرة الشديدة إزاء سعي بانون للاستحواذ على لقب “الأقوى بشأن إسرائيل”، وخاصة أن كوشنر نشأ كيهودي ملتزم، حسبما يقوله وولف. فبالنسبة لكوشنر، منطلق بانون اليميني في الدفاع عن إسرائيل، وهو المنطق الذي يتبناه ترامب، أصبح بشكل أو بآخر سلوكاً مناهضاً للسامية موجهاً ضده شخصياً.

 

4) القدس في اليوم الأول

 

وحسبما جاء في الكتاب، كان المستشار الاستراتيجي السابق في البيت الأبيض ستيف بانون قد أخبر الرئيس التنفيذي السابق لمحطة فوكس نيوز روجر إيليس بأن ترامب كان ينوي نقل السفارة إلى القدس في اليوم الأول. جاء ذلك في سياق حديث صريح على مأدبة عشاء مع إيليس تبين فيما بعد أن الداعي لها كان وولف. في تلك الأمسية شرح بانون رؤية ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على النحو التالي:

 

“دع الأردن يأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعهم يتصرفون معها أو يغرقون وهم يحاولون ذلك. السعوديون على حافة الجرف، والمصريون على حافة الجرف، وكلهم يموتون خوفاً من الفرس … اليمن، سيناء، ليبيا … هذا شيء سيء … ولهذا فإن روسيا مهمة … هل روسيا بهذا السوء؟ إنهم أشخاص سيئون. ولكن العالم مليء بالأشخاص السيئين.”

 

5) تركيا: غير متأكدة بشأن ترامب

 

في وقت مبكر من الفترة الانتقالية، كتب وولف يقول إن مسؤولاً تركياً رفيع المستوى تواصل “في حالة من الارتباك الحقيقي” مع رجل أعمال أمريكي شهير ليسأله عن كيفية التأثير على البيت الأبيض في عهد ترامب.

 

سأل ذلك المسؤول ما إذا كان من الأفضل لتركيا السعي للتأثير من خلال الضغط على الوجود العسكري الأمريكي في تركيا أو من خلال منح الرئيس موقعاً فندقياً مميزاً على مضيق البوسفور.

 

على الرغم من الجهود المتعددة، إلا أن تركيا واجهت صعوبة بالغة في سعيها لإقناع الولايات المتحدة بتسليمها فتح الله غولن، الذي يقيم في بنسلفانيا ويُزعم أنه وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة.

 

6) جذور كراهية ترامب لإيران

 

حدد خطاب ترامب المعادي لإيران معالم سياسته الخارجية. يقول وولف إنه بتأثير من مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين اقتنع ترامب بأن إيران “هي الشخص الشرير”.

 

كما وصل الأمر بترامب لأن يعتقد بأن كل من يعارض إيران فهو “شخص طيب على وجه التأكيد.”

 

7) الشرق الأوسط: أربعة لاعبين فقط

 

اختزلت الدائرة الداخلية المحيطة بترامب الشرق الأوسط في أربعة لاعبين: مصر وإسرائيل والمملكة العربية السعودية وإيران.

 

وتشكل لديهم الاعتقاد بأن اللاعبين الثالثة الأوائل يمكن أن يتوحدوا ضد طهران، وحداهم الأمل في ألا تتدخل مصر والمملكة العربية السعودية بشكل يعارض المصالح الأمريكية طالما أنها تركت لتتصرف مع إيران كما تريد. كتب وولف يقول إن هذا الموقف الجديد تجاه الشرق الأوسط مثل:

 

“خلطة من الأفكار التي تثير الغثيان. انعزالية بانون (دعونا ننأى بأنفسنا)، وعداء فلين لإيران (التي يتجسد فيها كل ما في العالم من غدر وسمية ولا مثيل لما يمثله الملالي من ذلك)، وكيسنغرية كوشنر (ليست كيسنغرية بقدر ما هي عدم وجود وجهة نظر خاصة به، سعي حثيث لاتباع ما ينصح به ذلك البالغ من العمر أربعة وتسعين عاماً).”

 

8) كيف وصل ترامب إلى قرار الهجوم على سوريا؟

 

بعد الهجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون السورية في الرابع من إبريل / نيسان 2017، اتخذ ترامب قراراً غير مسبوق بإطلاق صاروخ توماهوك على قاعدة جوية تابعة للحكومة السورية انتقاماً منها.

 

يصف وولف كيف كان ترامب في بداية الأمر في حالة من الارتباك ولا يعرف كيف يمضي في الموضوع. ثم حصل ما يلي:

 

“في وقت متأخر من عصر ذلك اليوم، أعدت إيفانكا ترامب ودينا باويل عرضاً مصوراً وصفه بانون مشمئزاً بأنه كان عبارة عن صور لأطفال تخرج الرغوة من أفواههم. وعندما قدمت المرأتان العرض للرئيس شاهده عدة مرات، وبدا مأخوذاً بما يشاهد. كان بانون يتابع رد فعل الرئيس، وبينما هو كذلك رأى الترمبية تذوب أمام عينيه.”

 

وبعد مزيد من النقاش، وفي السادس من أبريل / نيسان، كما كتب وولف، أمر ترامب بشن الهجوم في اليوم التالي.

 

“بعد انتهاء الاجتماع واتخاذ القرار، عاد ترامب في حالة من النشوة ليتحدث مع الصحفيين الذين كانوا يرافقونه على متن طائرة الرئاسة، إلا أنه لم يبح لهم بما كان ينوي فعله إزاء سوريا.”

 

وقع الهجوم بينما كان ترامب يستضيف الرئيس الصيني في مارالاغو في مقر إقامته في فلوريدا. وما أن انتهى اللقاء بين الرئيسين حتى خرج ترامب مع بعض من مستشاريه لالتقاط الصور التذكارية. إلا أن وولف يقول في كتابه: “ولكن كان بانون يغلي في مقعده على الطاولة، وقد أغضبه المشهد التمثيلي الذي رآه بما ينطوي عليه من تصنع.”

 

في بعض الأوقات كان يصعب التنبؤ بسياسة ترامب الخارجية تجاه الشرق الأوسط، ولكن في هذه المناسبة كما كتب وولف: “كان موظفو الرئيس لشؤون الأمن القومي أكثر شعوراً بالارتياح. فالرئيس الذي يصعب في العادة التنبؤ بما سيفعله جاء فعله هذه المرة كما كان متوقعاً تماماً. وكان الرئيس الذي يصعب التحكم به تحت السيطرة.”

 

9) حظر السفر على المسلمين: كان بانون يريد تنظيم احتجاجات في المطارات

 

كان بانون عازماً بكل إصرار على تمرير الأمر التنفيذي لمنع المسلمين من بلدان معينة من دخول الولايات المتحدة – إلا أن ثمة مشكلة طرأت.

 

“في الواقع لم يكن بانون يعرف كيف يفعل ذلك – أي تغيير القواعد والقوانين. وكان بانون يدرك أن هذه العقبة كان بالإمكان استخدامها بسهولة لإحباط المشروع. الإجراءات المطولة كانت هي العدو. ولكن تنفيذ ذلك – بغض النظر عن الكيفية – وتنفيذ ذلك في الحال كان يمكن أن يكون إجراءً مضاداً في غاية القوة.”

 

قام بانون – الذي يؤكد وولف أنه لم يستخدم الكومبيوتر في حياته – بإرسال ستفين ميلر “إلى الإنترنيت ليحيط نفسه علماً بالأمر التنفيذي ويحاول صياغته.”

 

لدى التوقيع على الأمر التنفيذي في السابع والعشرين من يناير / كانون الثاني، أراد معظم موظفي البيت الأبيض معرفة لماذا حصل ذلك يوم الجمعة “وذلك أن وقعه على المطارات سيكون الأقوى وسيجلب أعداداً أكبر من المحتجين.” وأضاف وولف في كتابه إن بانون قال: “إيه … هذا هو السبب. حتى تظهر ندف الثلج في المطارات وتحدث شغباً.”

 

10) الوزيرة هيلي والسفيرة باويل

 

كانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، والتي يصفها كبار الموظفين بأن لديها من الطموح ما يضاهي طموح إبليس، في جيء بها إلى دائرة ترامب من قبل إيفانكا التي تعرفت عليها وصادقتها.

 

يقول وولف إن هيلي خلصت إلى الاستنتاج بأن ترامب لن يكون رئيساً لأكثر من فترة واحدة، وأنه إذا ما حصل ذلك فعلها تكون من يخلفه في منصبه. إلا أن عائلة ترامب كانت لديها أفكار أخرى.

 

“كما أصبح واضحاً للعيان داخل الفريق الأوسع العامل في شؤون السياسة الخارجية والأمن القومي، وقع اختيار العائلة على هيلي لتشغل منصب وزيرة الخارجية بعد الاستقالة الحتمية التي سيقدمها ريكس تيلرسون. (وبنفس الشكل، سوف يشتمل التعديل الوزاري تعيين دينا باويل محل هيلي في الأمم المتحدة.”

 

كان بانون يشعر بقلق شديد من أن هيلي قد تفوق ترامب دهاءً، ولذلك – كما كتب وولف، دفع باتجاه اختيار مايك بومبيو ليخلف وزير الخارجية ريكس تيلرسون إذا ما – أو الأصح عندما – يستقيل في نهاية الأمر.

 

11) عربات غولف من الذهب

 

خلال الرحلة التي قام بها ترامب وشارك أثناءها في قمة الرياض بصحبة السيدة الأولى وجاريد وإيفانكا “كانوا يتنقلون داخل القصر في عربات غولب مصنوعة من الذهب” ونظم السعوديون حفلة على شرف ترامب كلفت 75 مليون دولار نصب له فيها كرسي عرش جلس فيه الرئيس.

 

“اتصل الرئيس بالبلاد ليقول لأصدقائه كم كان ذلك طبيعياً ويسيراً، وكيف أن أوباما ضيع كل ذلك بطريقة يستعصي شرحها وتدعو إلى الريبة.”

شاهد أيضاً

الثورة لا تحدها الأرض ، وقفة تضامنية من برلين مع لبنان

خاص الموقع الواقع برس أقامت الجالية اللبنانية في ألمانيا بالتنسيق مع الرئيس السيد أحمد أحمد …