الدكتور بلال اللقيس في حوار مع KHAMENEI.IR: البيان والتبيين موضوعٌ مطلوب في كل زمان ومكان وآن

ينشر موقع KHAMENEI.IR الإعلامي نصّ الحوار الذي أجراه في 28/9/2022 مع الباحث السياسي الدكتور بلال اللقيس، على هامش حفل إطلاق «دار الثورة الإسلامية» في «مكتب حفظ ونشر آثار الإمام الخامنئي» كتابَ جهاد التبيين، والذي يجري فيه الحديث عن أهمية البيان والتبيين، وكذلك المسؤوليات الملقاة على الشباب في هذا الصدد.

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

النقطة الأولى بالنسبة إلى مسألة جهاد التبيين أنّ مما لا شك فيه أنّ موضوع البيان والتبيين موضوعٌ مطلوب في كل زمان ومكان وآن، ولا سيما لمشروع الحق، لأن مشروع الحق يواجه عادة في تقديم نفسه محاولة الباطل أو المستكبر أو المهيمن التضليلَ في تقديم المحتوى، أو حتى أحياناً محاولة بعثرة المحتوى، أو منعه من أن يصل إلى مَن يجب أن يصل إليهم. حتى أن القرآن الكريم عبّر عن هذا كله بصور مختلفة ضمن الإستراتيجيات التي يمكن أن يفعلها المستكبر أو المهيمن في مواجهة مشروع الحق الذي يتجلى عادة في طرح الأنبياء وحركتهم. إن موضوع التبيين الذي عبّر عنه القرآن بـ«الحق المبين» موضوع قائم وقديم ومستمر ولا يتوقف، ولكن الجديد هو أن الإمام الخامنئي أضاء على نقطة في هذه المرحلة، ربما لمجموعة اعتبارات ليس منها جِدَّة الموضوع، لأنه كما قلت مطلوب في كل زمان ومكان وآن وما دام أهل الحق ومشروع الحق يعمل، ولكن الجديد ما يظهر وهو أننا إزاء أمرين، الأول له علاقة بفرصة، فرصة على المستوى العالمي، فرصة على المستوى الدولي، فرصة على المستوى الإقليمي. هذه الفرصة مفادها أن كثيراً من التجارب والطروحات والأفكار تعاني اليوم من عثرات وأزمات كبيرة، وربما من تهافت حاد نراه اليوم في كل التجارب سواء الغربية، أو النظرية الليبرالية والديموقراطية في الغرب، أو بقية الساحات. المجتمعات اليوم حتى في الغرب تبحث عن إجابات عن أسئلتها العميقة، وهذا يجعلنا نقول: إذا بذلنا جهداً مركّزاً وهادفاً في موضوع البيان والتبيين، يمكن أن يصل إليهم الإسلام الأصيل أو الصحيح بعيداً عن التشويه الذي كان يمر به هذا الإسلام خلال المراحل الماضية، تشويهاً في التجارب أو تشويهاً اعتمده الغرب لمنعه من الوصول إلى هذه الساحات.

إذاً، نحن أمام فرصة كبيرة، وفي المقلب الآخر أيضاً نحن – حتى لا ننكر – [في الأمر الثاني] إزاء عناوين نحتاج فيها إلى الدفاع لأنها مرتبطة بتحديات وتهديدات. من هذه التحديات والتهديدات أنه عندما يصل عدونا في لحظة من اللحظات إلى نوع من الفشل العسكري والإستراتيجي أو السياسي، أو حتى مثل ما صار ويصير اليوم في إيران أي المحاولة للضغط الاقتصادي بلغت الحدود، ولم يعد (العدو) قادراً على الاستمرار في هذا المسار، هو حُكماً سيكون تركيزه في المراحل المقبلة على كل ما له علاقة بالإسلام والدين والثقافة والفكر وبيان العمل لتشويه هذا المضمون. في النتيجة، سوف نكون أمام تحدٍّ كبير جداً، ونحتاج أن ندافع في أكثر من قضية وعنوان. من المفترض بهذا المعنى أن اللحظة مواتية جداً للمدافعة من جهة وللمهاجمة من جهة، ولذلك السيد القائد رأى أن العنوان الأساسي: إذا كان هناك جهاد أصغر وهو العسكري، وإذا كان هناك جهاد أكبر وهو جهاد النفس، فربما هناك عنوان جديد اسمه الجهاد الكبير، ألا وهو جهاد البيان والتبيان والتوضيح، وهو أكبر المسؤوليات في هذا الزمن.

 

بطبيعة الحال إنّ من أهم المسؤوليات اليوم الملقاة على كتلة بشرية أو اجتماعية أو فئة هي الفئة الشبابية، بصفتها المستهدفة من جهة، وهي ذات الحيوية وتمتلك الحيوية لإطلاق الديناميكيات في المجتمع من جهة أخرى، فالتركيز عليها وهي مركز الثقل. لذلك ما أود قوله هو أن السيد القائد الإمام الخامنئي، في مجموع النصوص التي أخذت عنه أو التي خطبَ بها، كان تركيزه واضحاً على مسألة الشباب ونقاش الشباب وكيف للشباب أن يلعبوا دوراً، وهو حتى قسّم، أي ساعدَ وتدخّلَ في الموضوعات والقضايا ونوعية التحديات. حتى إنه وصل ليس إلى الكلام النظري فقط، بل إلى الكلام العملي، أي ما الميادين التي يجب أن يعملوا عليها، وما الموضوعات التي [بات] الإسلام اليوم مهدداً فيها، وما طبيعتها وعناوينها؟ وفي الوقت نفسه، ما الموضوعات التي يجب أن يهجموا فيها وما طبيعتها وما عناوينها؟ أعتقد أن الشيء الجديد هو أن الإمام الخامنئي في هذا العنوان بالذات لم يبقَ في النظرية إنما دخل إلى العناوين التطبيقية ليؤكد مسألة أساسية ومحورية هي ضرورة أن نبدأ بالعمل وأن نهمّ به دون تلكؤ لأننا إزاء فرصة تاريخية.

شاهد أيضاً

إتصالات بلزوم الإخلاء/دكتور عباس

جرى خلخلة الأمن في بيروت منذ يومين إتصالات مبرمجة ناطقة بالعربية، تُطالب بإخلاء المباني هذه …