العدو لا يفهم إلا ميزان القوّة

هبه مطر

بمجرد ان يرى الاعداء منك تخوفا او تباطؤا في الجهاد او امكانية سقوط يجهزون عليك بالكامل، يعني اعداؤنا ليسوا من قبيل اذا تركناهم تركونا. انهوا الحالة الجهادية من حياتنا، بمجرد ان نسقط كحالة جهادية في لبنان، اسرائيل ترى من لبنان مسرحا ومرتعا لها تستطيع ان تصل الى أي منطقة

السيد عباس الموسوي ( رضوان الله عليه )

 

تعبّر مقولة الشهيد السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه) عن قاعدةٍ ثابتة في سلوك العدو الصهيوني عبر التاريخ: هذا العدو لا يتعامل مع الضعف بوصفه فرصةً للسلام، بل يراه مدخلًا للهيمنة والاعتداء. فمجرد أن يلمس تراجعًا في الجهوزية، أو وهنًا في الإرادة، أو شكًّا في خيار المقاومة، يبدأ بالتقدّم خطوةً بعد خطوة، حتى يصل إلى كسر المعادلة بالكامل.

 

في الواقع اللبناني، أثبتت التجربة أن إسرائيل لم تكن يومًا في موقع “الدفاع”. منذ الاجتياحات، إلى الاحتلال، إلى الاعتداءات المتكررة، كانت دائمًا تبحث عن لحظة الفراغ: فراغ القوة، فراغ الردع، أو فراغ القرار. لذلك، فإن “الحالة الجهادية” التي يتحدث عنها السيد الموسوي لا تعني فقط السلاح، بل تعني حالة وعي دائم، وجهوزية، وإيمان بأن هذا البلد لا يُحمى إلا بالقوة التي تمنع العدو من التفكير بالعدوان.

 

الواقع يقول إن كل مرحلة ضعف عربي أو لبناني قابلها تمدّد إسرائيلي، وكل مرحلة توازن وردع قابلها تراجع وحسابات دقيقة لدى العدو. حين غابت المقاومة سابقًا، وصل الاحتلال إلى بيروت، وحين وُجدت معادلة الردع، بات العدو يحسب ألف حساب لأي خطوة. وهذا ينسجم تمامًا مع جوهر المقولة: العدو لا يتركك إن تركته، بل يلاحقك حتى وأنت تتراجع.

 

من هنا، فإن الثبات ليس خيارًا عاطفيًا أو شعارًا، بل ضرورة وجودية. فبقاء الحالة الجهادية حيّة يعني بقاء لبنان خارج منطق الاستباحة، وخارج كونه “ساحة مفتوحة”. أما إسقاط هذه الحالة، فمعناه تحويل البلد إلى مسرحٍ بلا حراسة، وحدودٍ بلا حماية، وقرارٍ مرتهن لإرادة العدو.

إن ما حذّر منه السيد عباس الموسوي لم يكن تنبؤًا نظريًا، بل قراءة دقيقة لطبيعة الصراع. فالتراخي لا يصنع أمانًا، بل يغري العدوان، والثبات لا يستجلب الحرب، بل يمنعها. وبين هذين الخيارين، يتحدد مصير الأوطان.

 

 

شاهد أيضاً

9 أشهر و 14 يوماً مرّت على ولادة حكومة نوّاف سلام، ووعوده لا تزال حبرًا على ورق.

فبيان الحكومة الوزاري الذي ألزمها “بالإسراع في إعادة إعمار ما دمره الـ.ـعـ.ـدوان الإســـ..ـرائيلي وإزالة الأضرار”… …