حين تبقى البدلات… ويغيب الرجال إلى الخلود

هبه مطر / الواقع برس

في هذا المشهد الصامت،
لا جثامين ولا دماء،
بل بقايا بدلاتٍ عسكرية مرمية على ترابٍ يعرف أصحابها جيدًا.
هنا مرّوا،
وهنا وقفوا،
وهنا قرّروا أن يكونوا شهداء.

هذه ليست أقمشةً مهترئة،
بل آثار رجالٍ خلعوا عنهم الدنيا قبل أن يخلعوا البدلة.
بدلاتٌ بقيت شاهدة على لحظة المواجهة،
وعلى أجسادٍ تقدّمت حيث تراجع الخوف،
وحيث كان الموت أقرب من النجاة.

في هذه الأرض،
لم تُترك البدلات لأن أصحابها هربوا،
بل لأنهم صعدوا.
تركوا ما يثبت حضورهم المادي،
وأخذوا معهم البطولة إلى مقامٍ لا يُرى،
لكن يُحَسّ في كل شبرٍ من هذا التراب.

الصورة لا تحتاج تعليقًا طويلًا،
فهي تقول بوضوح:
هنا رجال قاتلوا حتى آخر ما يملكون،
حتى آخر نفس،
حتى صار الجسد غائبًا،
والأثر حاضرًا.

هذه البدلات ليست نهاية حكاية،
بل بدايتها.
هي شهادة صامتة على أن في هذه الأرض
من قدّم نفسه قربانًا
ليبقى الوطن واقفًا،
وليظلّ الطريق مفتوحًا لمن يأتي بعدهم.

سلامٌ على من خلعوا البدلة
وارتدوا الخلود.
وسلامٌ على شهداءٍ
تركوا آثارهم على الأرض،
وزرعوا أسماءهم في الذاكرة… إلى الأبد.

شاهد أيضاً

جولة الجيش للسفراء جنوبًا.. دفاع مستمر في وجه الحرب “الإسرائيلية” على “درع الجنوب”

سامر حاج علي – مراسل وسط حالة دفاعية، يواصل الجيش اللبناني سلوك مسارات إثبات دوره …