أكد رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي أنه “في بلد مثل لبنان، لا يجوز اعتبار وزارة السياحة وزارة ثانوية أو هامشية، باعتبار أن الجميع يعرف بأن جزءا أساسيا من الاقتصاد اللبناني قائم على السياحة. أنا لا أريد أن أقول إنها وزارة سيادية، أو وزارة خدماتية، لكنها بلا أي شك، وزارة وطنية من الطراز الأول، لها بعد اقتصادي وثقافي وحضاري يتعلق بالاقتصاد ككل من جهة، كما يتعلق بنقطة مهمة في لبنان وفي الداخل اللبناني، وهي التلاقي والتعارف بين اللبنانيين، ولا تعجبوا إن قلت التعارف، فاللبنانيون يكادون لا يعرفون بعضهم البعض ولا يعرفون مناطقهم، وتحديدا أستطيع أن أجزم لكم، بأن قسما كبيرا من اللبنانيين لا يعرفون طرابلس، يتخيلونها كما يقدمها الإعلام.
الكثيرون لم يقوموا بأي زيارة إلى طرابلس، وهم حين يجيئون إلى طرابلس صدفة، ويكتشفون أنها مدينة كبيرة وجميلة، ولديها مميزاتها، من هنا أؤكد على فكرة أن وزارة السياحة لها دور وطني، خصوصا بعد الحرب التي لم تؤسس لسلام حقيقي، والتي كرست القطيعة بين المناطق”.
وخلال غداء على شرف وزير السياحة أفيديس كيدانيان، أكد “أننا لن نطلب من وزير السياحة ما ليس من اختصاصه ومن اختصاص الدولة، لن نطلب أن يبني الفنادق وأن يرمم المعالم وأن يستثمر، نحن نطلب بكل بساطة، أن توضع المدينة على الخارطة السياحية، والأمور تبني نفسها، والقطاع الخاص جاهز لكي يستثمر، ولكي يطول حين يلمس، بأن هناك خطة جدية، وبأن هناك منتجا سياحيا يمكن تسويقه ويمكن استثماره بشكل جيد، وأبرز دليل على ذلك أن طرابلس المشهورة بالحلويات هي الأولى في لبنان.
وأسمي الأمور بأسمائها تحديدا حلويات الحلاب، الحلويات العربية المعروفة التي تقدمها حلويات الحلاب، وهي معروفة في كل لبنان والعالم العربي، وهذا نشاط خاص واستثمار خاص نجح بامتياز، ومؤخرا نشهد أيضا استثمارا آخر شق طريقه إلى كل لبنان والعالم العربي، وهو خان الصابون، فطرابلس المشهورة بخان الصابون، استطاعت بجهد فردي خاص أن تصل إلى كل لبنان ومعظم العالم العربي”، مشيرا إلى أنه “إذا كانت خطط وزارة السياحة داعمة لباقي المنتجات السياحية وللأهم منها، فإن الأمر سيأخذ طريقه بسرعة، وسيجتذب المستثمرين لحظة يطأ السياح هذه المدينة”.
وشدد كرامي على “أننا عاتبون لا بل غاضبون، لأن طرابلس غير موجودة ضمن البرنامج السياحي اللبناني في كل النشرات السياحية اللبنانية، وفي كل البرامج السياحية اللبنانية، طرابلس غائبة، البرنامج السياحي اللبناني حين يتجه شمالا، يتوقف عند البترون وتنتهي الحكاية، وهنا نطالب وزير السياحة أن يخالف ماكينزي ونصائح وإرشادات ماكينزي وتوصياته وأن يعطي طرابلس حقها، بأن تكون على الخارطة السياحية اللبنانية”، لافتا إلى أنه “عمليا لا يوجد مكتب لوزارة السياحة في طرابلس، وهذا أمر غريب، فالمفروض أن يكون هناك مكتب وأن يكون ناشطا وأن يقوم بدوره كاملا، على غرار ما يحصل في الكثير من المناطق اللبنانية المقصودة سياحيا”.