في أقلّ من أربع ساعات ، نفّذ عنصران في الجيش السوري جريمتي قتل في بلدهما، ذهب ضحيتها خال أحدهما وسائق أجرة، قبل أن يفرّا الى الأراضي اللبنانيّة ليعمل أحدهما حلّاقاً نسائيّاً والآخر في ملهى ليلي.
إثر شيوع خبر الجريمة المزدوجة وهرب المنفذيَّن الى منطقة جونية، كثّفت الأجهزة الأمنية تحركاتها وتمكنت في خلال أسبوع واحد من توقيف الجانيين فاعترفا بما فعلاه.
يخدم علي وفيق أسعد ومحمد بسام ظاظا، من الجنسية السورية، في نادي الضباط في اللاذقيّة. وقد نشأت بينهما علاقة صداقة وطيدة وكانا يتحدثان باستمرار عن سبل جني المال.
وبتاريخ 29|11|2018 تمّ اختيار خال علي أسعد ليكون الضحيّة كونه يحمل عادة مبالغ ماليّة كبيرة كونه يتاجر بالمواد الغذائيّة فراحا يخططان لسرقته وقتله.
تنفيذاً للإتفاق، إنتقلا الساعة 20:30 ليلاً الى قرية بترياس بعد أن طلبا من المغدور عمر محمود أسود، وهو على معرفة بالمدعى عليهما كونه جارهما في السكن في مدينة جبلة، أن يقلّهما على متن سيارته الأجرة الى بلدة بترياس وهي مسقط رأس وفيق أسعد ومكان إقامة خاله وحيد عباس، وكان بحوزتهما أسلحتهما الحربية.
جلس “علي” في المقعد الأمامي بجانب السائق، في حين جلس “محمد” في المقعد الخلفي. لدى وصولهما الى قرية بريتاس طلب منه “علي” أن يتوجه الى آخر القرية نحو الجبل وحين وصلا الى طريق خالية أشار إليه “محمد” بالتوقّف من أجل قضاء حاجته. فور توقّف السيارة عاجله “محمد” بإطلاق النار عليه من البندقية التي كان يحملها فأرداه قتيلاً.
ترجّل “محمد” و”علي” من السيارة وأخرجا جثة المغدور عمر أسود من السيارة وفتشاها بحثاً عما يحمله من أموال، فعثرا على مبلغ عشرة آلاف ليرة سورية ليعمدا بعدها على رمي جثته في الوادي، واستوليا على السيارة وتوجّها بها الى قرية حليا المجاورة وكان يقودها “علي” حيث من المعروف لدى الأخير، بأنّ خاله يمرّ من هناك يوميا فكمنا له في تلك المحلّة وكانت الساعة بلغت الثانية عشر ليلاً.
بالفعل حضر الخال وحيد عباس على متن سيارة – بيك أب فتوجّها بالسيارة واعترضا طريقه وتمكنا من إيقافه بعد افتعال حادث معه، فترجّل من السيارة وحصل تلاسن وشجار بينهما فتناول “علي” البندقية من ظاظا وأطلق النار على رأسه وأرداه قتيلاً وفتشاه وعثرا بحوزته على مبلغ 150 ألف ليرة إستوليا عليها ورميا بجثته في الحرش ومن ثمّ أقدم “علي” على قيادة السيارة الى أوّل القرية بعيداً عن الجثة بهدف إخفاء معالم الجريمة ولاذا بالفرار وتوجها الى جبلة.
في اليوم التالي، عادا الى خدمتهما العسكرية وكأنّ شيئاً لم يكن. وخوفاً من كشف أمرهما إتفقا على الهرب الى الأراضي اللبنانية وإتصلا بشخص ملقب “أبو معاوية” ساعدهما في الدخول خلسة الى الأراضي اللبنانية عبر منطقة وادي خالد، ومن بعدها إنتقلا الى منطقة جونية حيث يُقيم المدعو “أحمد.ع” صديق المدعى عليه ظاظا ومكثا هناك، وبعد حوالي أسبوع إنتقل “علي” الى منطقة برج حمود وبدأ العمل في صالون حلاقة في حين بقي ظاظا في جونية وعمل في أحد الملاهي الليلي، ليتم توقيفهما بعد أسبوع من قبل مديرية جبل لبنان الإقليمية في أمن الدولة – مكتب جبيل، فاعترفا بما تقدّم سرده.
قاضي التحقيق في جبل لبنان أحال المدعى عليهما علي أسعد ومحمد ظاظا للمحاكمة بجرم قتل المغدورين وحيد عباس وعمر أسود بهدف سلبهما وفقاً لمواد قانونية تنص على عقوبة الإعدام.