يحاول الرئيس سعد الحريري أن يكون سيد كلامه في مجلس النواب، مدافعا عن أرقام موازنته والسياسيات المالية الموضوعة من قبل حكومته، ولكن مواقف الحريري “الارتجالية” كلفته فاتورتين:
ا
الاولى: تتعلق بصندوق النقد الدولي حين قال ان الصندوق يطرح على الحكومة أن تبقي سعر الليرة اللبنانية بحال ارتفاع وانخفاض..” وهذا الامر شكل “نقزة” عند المستثمرين ورجال الاعمال وصولا الى البنك الدولي نفسه، الذي طلب توضيحا من الحريري فجاءه سريعا ومن مستشاره نديم الملا الذي “كحَّل” كلام رئيس الحكومة، حيث اشار الى ان “صندوق النقد لم يقترح تحرير سعر صرف الليرة في الآونة الأخيرة أو في السنوات القليلة الماضية”، وكلامه جاء في إطار “وصفات عامة” يوصى بها الصندوق للحكومات وليست توصيات محددة للبنان. والرد عبر وكالة رويترز جاء ليؤكد أن اصداء كلام الحريري تلقاها الصندوق الدولي والوكالات المالية الاخرى بسلبية أجبرته على التوضيح ولو جاء رد مستشاره ك “تكذيب” لموقفه في المجلس.
الثانية: تتصل بتسرعه في الرد على النائب فيصل كرامي الذي اتهم الحكومة بالتقصير والفشل في ادارة الدولة، مصوبا على الموازنة التي لم تكن على مستوى التحديات.
هنا استفز كرامي الحريري الذي طلب الرد بالنظام فذكر نائب طرابلس بأن “اللقاء التشاوري” الذي ينتمي اليه كرامي ممثل في الحكومة ولديه وزير وافق على مشروع الموازنة.
هنا سارع النائب جهاد الصمد الى “اقتناص الفرصة” لشكر الحريري لأنه اعترف “باللقاء التشاوري” الذي ظل “مجهول الهوية” بالنسبة للحريري لفترة طويلة. وهذه أيضا “دعسة ناقصة” للحريري الذي جاء رده بمثابة اعتراف طال انتظاره من قبل فيصل كرامي وجهاد الصمد وآخرين من “سنة 8 آذار”.