قوم بوس جنبلاط / عباس الاطرش

لدى رؤيتك الصورة الفوتوغرافية الملتقطة للقاء الخماسي في بعبدا، لا يتسع عقلك الا ان يستذكر احد مشاهد الممثل المسرحي جورج خباز “خايف يا رفيقي الشهيد تكون رحت عالفاضي”. كان كفيلاً توقيت انذار السفارة الأميركية لحلحلة العقد في حادثة البساتين، ويجتمع طرفا النزاع بحضور الرئيسين بري والحريري في بعبدا، ويتحول بيّ الكل لشيخ عشيرة يصلح بين الطرفين. فبصرف النظر عن بيان عوكر الموجه فحسب الى رئيس الجمهورية وفريقه، باعتبارهما طرفاً في النزاع القائم، قد ابلغ الرئيس عون من قبل الرئيس الحريري ان البلاد على شفير الهاوية وتحديدا اقتصادياً ومالياً، حيث يلوح في الأفق تصنيف ينتظر لبنان في 23 آب المقبل يصدر عن وكالة «ستاندر أند بورز» والمتوقع بخفض لبنان من درجة (-B) إلى (+CCC) ليصبح في مستوى «الخردة». ومع صرخة الرئيس المجلس النيابي بأن الوضع لم يعد يحتمل، وان البلاد مقبلة على تصنيفات سلبية تكاد تطيح بنا. بدا عون محكوماً بإنزال ارسلان عن “الميدنة” بعدما علا عليها بفضل فريقه السياسي، والسير بمبادرة رئيس المجلس القاضية بمبدأ “لا غالب ولا مغلوب”.
موافقة الأطراف تأمنت صباح امس، وخصوصاً حزب الله، الذي ابدى عدم امتعاضه من مبادرة بري، طالما حليفه الدرزي موافق. حليفه الدرزي الذي ليس بيده حيلة.
سبق هذه “المصالحة العشائرية” لقاء مالي اقتصادي بين الرؤساء الثلاثة، انضم إليه الوزراء: علي حسن خليل، منصور بطيش وسليم جريصاتي، بالإضافة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ورئيس جمعية المصارف سليم صفير ورئيس لجنة المال النيابية ابراهيم كنعان، للبحث في كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بسبب سوء الحال وبلوغه درجة عالية من الخطورة نتيجة التعطيل الحكومي.
بعد اكثر من شهر و10 ايام على الحادثة اكترث رئيس الجمهورية وفريقه السياسي من تنبيهات رئيس الحكومة ووزير المال على ان البلد اصبح على حافة الإفلاس. امام هذا المشهد، ليس ممكناً سوى السؤال عن السبب الذي دفع الرئيس وفريقه للتصعيد والمطالبة بالذهاب الى المجلس العدلي وتعطيل البلاد في ظل الأوضاع الراهنة، وهم على بينة ان التعطيل الحكومي من شأنه التعطيل عليهم كقوى سياسية قبل باقي القوى الأخرى.

شاهد أيضاً

يعقوب: هناك مفاجآت ستجعل كيانهم تحت لهيب ساخن

أكد الكاتب والمحلل سياسي محمد يعقوب على أن الحل في المنطقة لن تكون على حساب …