رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أننا دخلنا في مرحلة حكومية جديدة بشكلها وعنوانها ومهماتها، وربما هذه المرة الأولى في لبنان على الأقل منذ اتفاق الطائف الذي نرى فيه تشكيل للحكومة بهذه الطريقة والصورة، وهذا أمر إيجابي يسجل لرئيس الحكومة وللحكومة وللقوى التي ساهمت وسمت وتريد أن تعطي الثقة.
وخلال حوار سياسي أقامه حزب الله مع الأهالي في حسينية بلدة النفاخية الجنوبية، شدد النائب فضل الله على ضرورة أن يكون العمل في هذه المرحلة أكثر من الكلام، أي الكثير من العمل والقليل من الكلام، فهذا نبض الناس، وإذا سألنا أي مجموعة من الناس، لقالوا بأننا لا نريد الكلام، وإنما نريد أن نرى الأفعال والنتائج، وفي الوقت نفسه علينا أن نعطي هذه الحكومة وقتها وفرصتها الكاملة، وأن لا نستعجل عليها، وأن لا يحملها أحد المسؤوليات الكاملة عن كل ما حصل من تبعات، لاسيما وأن رئيس الحكومة وهؤلاء الوزراء الجدد ليس لهم علاقة بكل هذه الأزمة التي حصلت في لبنان.
وطالب النائب فضل الله الحكومة مجتمعة وكل وزير في وزارته، أن يبدأوا التخطيط الجدي والفعلي، لكي نرى النتائج مع الوقت، وكذلك هناك مسؤولية على كل القوى السياسية الحريصة على البلد، سواء شاركت في الحكومة أو لم تشارك، أعطت الثقة أو لم تعطي، والمواقف التي سمعناها من بعض القوى مقبولة ومعقولة، ولكن نأمل أن لا تكون فقط مواقف إعلامية، ويكون في المقلب الآخر رهان على فشل الحكومة أو إفشالها، لأن في البلد اليوم توجد هذه الحكومة، والمطلوب منها أن تعمل وتنجح من أجل إنقاذه.
واعتبر النائب فضل الله أنه لا يوجد أي عقبات أو معوقات في موضوع البيان الوزاري لإقراره، وبالتالي يفترض أن ينجز في أسرع وقت، حتى تذهب الحكومة إلى المجلس النيابي وتنال الثقة، لتصبح كاملة الصلاحيات، وتبدأ العمل، حتى وهي تحضِّر البيان الوزاري من المفترض أنها بدأت تفكر بالبرنامج الإصلاحي، لأن الأساس في الحكومة هو أن تنقلنا إلى الاقتصاد المنتج، وتعالج الموضوع الذي له علاقة بأموال المودعين في المصارف، ويجب أن تضع موضوع مكافحة الفساد والهدر في رأس أولوياتها، ونحن سنكون عنصراً وعاملاً مساعداً لهذه الحكومة سواء داخل المجلس أو كجهة سياسية، لكن على أسس وطنية داخلية، لأن البرنامج الإصلاحي الذي نريده، ليس لأن هناك دولاً تريد مساعدتنا ومن شروطها أن يكون هناك برنامج إصلاحي، وإنما لأنه يجب أن يكون لدينا برنامج إصلاحي، سواء كان هناك دولاً تريد أن تساعد أو لم يكن، وأما في ما يتعلق بمشروع مكافحة الفساد والهدر، فهو مطلوب وطنيا أيضاً بمعزل عن مطالبات الخارج بهذا الأمر، وهذا واجب الحكومة والمجلس النيابي وكل الحريصين على هذا البلد.
وأوضح النائب فضل الله أن الأزمة حادة وصعبة وشاقة، ولكن فرص الحل الداخلية اللبنانية موجودة، وأما الوصفات النقدية الدولية الخارجية فإنها لا تتناسب مع وضع لبنان، أو على الأقل فإن الكثير من هذه الوصفات لا تتناسب مع الوضع اللبناني، ولذلك نحن كنا واضحين منذ اليوم الأول وفي الموقف الذي أعلناه، بأنه في ما يتعلق بسيادتنا الوطنية سيكون لدينا رقابة صارمة، وسنقيِّم أداء الحكومة على أساس هذا المبدأ، وبالتالي يجب أن لا نذهب تحت عنوان “بأن وضعنا سيء” إلى أي مؤسسة خارجية لتفرض علينا شروطا تمس بسيادتنا الوطنية وبحقوق شعبنا، وأي وصفة تمس بهذه السيادة، فسيكون لنا منها موقف واضح وتبلّغ من يجب أن يتبلغ أن هذا الأمر حساس وخطير.
وأشار النائب فضل الله إلى أن من بين الوصفات الجاهزة موضوع الضرائب التي تطال الفئات الشعبية الفقيرة وذوي الدخل المحدود المرفوض من قبلنا، وعليه مَن يستطيع أن يتحمل أن يكون هناك ضرائب على هذه الفئات، وإذا أرادت بعض الوصفات الدولية أن تقول لنا افرضوا ضرائب جديدة على بعض السلع وغيرها، فهل يستطيع أحد أن يسير بها.
وأضاف النائب فضل الله نقول للحكومة ولكل الوزراء عليكم أن لا تستعجلوا، وأن تنتبهوا أن هناك من يهول عليكم كثيراً، فوزير الخارجية الأميركية “بومبيو” كان يلوّح بالأمس بضغوط جديدة على اللبنانيين، ونحن لسنا من الجهات التي يمكن أن نخضع لمثل هذه الضغوط، وقد جربونا في شتى أنواع العقوبات، ولكنهم لم يستطيعوا أن يغيروا بأدائنا وسياستنا وأهدافنا وتراكم قدراتنا وقوتنا، وعليه، فإننا لا نقبل أن يرمى لبنان في أحضان أي وصفات تمس بسيادته وحقوقه ونفطه وغازه وثرواته وكرامته، فهذا الموضوع بالنسبة لنا حاسم جازم.
ووجه النائب فضل الله التحية للشعب العراقي على الموقف التاريخي من خلال تظاهرات يوم الجمعة التي وجّه من خلالها رسالة وصفعة قوية إلى إدارة ترامب والولايات المتحدة الأميركية، وإلى ما كانت تدّعيه بأن الشعب العراقي لا يتظاهر ضدهم، وعليه، فإن التظاهرات التي حصلت كانت محطة مفصلية في سياق مواجهة السيطرة والهيمنة والاحتلال الأميركي.
ورأى النائب فضل الله أن ما جرى في العراق هو حدث كبير، وهذا هو عهدنا للشعب العراقي، وبالقيادات المخلصة في العراق التي عبرت عن موقفها بشكل واضح، لافتاً إلى أن وزير الخارجية الأميركي كان يصرح بالأمس بأن التظاهرات في العراق ولبنان ليست ضد أميركا، ولكن بعد المشهد الذي رأينها في العراق، فقد أكد العراقيون بأنهم تظاهروا ضد أميركا، وهذا أمر يجب أن نتوقف جميعاً عنده، لأن له الكثير الكثير من الدلالات.