أخبار عاجلة

يوميات عشرة الفجر.. اليوم الأول

 

مع إشراقة شمس الأول من شباط/فبراير 1979 ميلادي الموافق لـ 2 بهمن 1357هـ.ش/3 ربيع الأول 1399هـ.ق، كان الكون على موعد مع بزوغ فجر المستضعفين في العالم، فقد كانت طائرة الـ AirFrance تستعد لنقل راكب مميز على متن رحلتها المتوجهة إلى طهران.. وبعد تأجيل انطلقت على اسم الله معلنة صرخة الله أكبر مدوية رغم التهديد باستهدافها.

عاد الإمام الخميني إلى أرض الوطن بعد 14 عاماً من النفي والإبعاد بين تركيا والكويت والعراق، فباريس محطته الأخيرة. شهدت إيران الإسلام أعظم استقبال في التاريخ. كان التواجد المليوني الذي شكّل طوابير المستقبلين الممتدة من مطار طهران إلى جنّة الزهراء يعبر عن مدى حبّ الجماهير وتعلّقهم المنقطع النظير بقائدهم.

وجرياً على عادته، أصدر سماحة الإمام لدى مغادرته فرنسا بياناً شكر فيه الشعب الفرنسي على حسن الضيافة مودعاً.

 

وبعد أداء فريضة الصلاة على متن الطائرة، نام الإمام الخميني بسكينة على بطانيتين، في حين أنّ جميع محبّيه وأنصاره وأقربائه كانوا في قلق من هذه الرحلة، فخطرُ تحطّم الطائرة أو اختطافها في السماء كان من الأمور التي أقلقت الجميع حتى اللحظات الأخيرة لهبوطها في مطار طهران.

نزل الإمام من الطائرة يتهادى فاهتزّت قاعة الوصول بهتاف “الله أكبر” لدى دخول الإمام إليها، وعلا صوت المستقبلين بنشيد “خميني يا إمام”.

من المطار كانت أولى محطات الالتحام بالشعب فشكر سماحة الإمام الخميني شعبه قائلاً:” أشكر مشاعر الشعب بمختلف طبقاته، إنّ مشاعر الشعب الإيراني تثقل عاتقي ولا أستطيع أن أجازيه”. معاهداً أنّ طرد الشاه كان الخطوة الأولى في الانتصار وحثّ الجميع على وحدة الكلمة والمضي في المواجهة حتى الاجتثاث الكامل لجذور الفساد، ثمّ غادر المكان متّجهاً نحو جنّة الزهراء لتجديد العهد.

وألقى سماحته خطابه التاريخي من جوار مراقد آلاف الشهداء وسط حشد كبير من محبّيه وقال: “إنّني لا أستطيع تقديم الشكر لهذا الشعب، لأنّه قدّم كلّ شيء في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى هو الذي سيعطيه الأجر الجزيل، أنا أقدّم مواساتي للأمّ التي فقدت ابنها، وللآباء الذين فقدوا أبنائهم، وللأبناء الذين فقدوا آبائهم”، وأضاف سماحته قائلاً: “عندما تقع عيني على البعض ممّن فقدوا أولادهم أشعرُ بثقل على كاهلي لا أستطيع تحمّله. إنّ محمد رضا البهلوي قد هرب وبدّد جميع ما عندنا، فقد حطّم بلادنا وعمّر مقابرنا”.

ووجه نصيحته لمنتسبي الجيش: “نريد أن يكون الجيش مستقلاً، أيّها السيد العقيد ألا تريد ذلك؟ أيّها السيد الفريق ألا تريد أن يكون الجيش مستقلاً؟ ولكنّي أشكر الفئات التي التحقت بصفوف الشعب”.

ثم أطلق رده على كلام شاهبور بختيار في “لوماتن”: “سأقوم ـ وبدعم هذا الشعب ـ بتشكيل الحكومة، سألقّن الحكومة الحالية درساً لن تنساه”، وهنا تعالت صرخات الله أكبر من ملايين الحناجر، ورغم البرد القارس قضى آلاف التائقين لزيارة الإمام الليل نياماً في الطريق الذي سيسلكه.

وفيما كان التلفزيون الايراني يعرض ببث حيّ مراسم عودة الإمام، هاجمت قوة من الجيش مبنى التلفزيون وسيطرت عليه وحالت دون إكمال البثّ، فما كان من بعض أبناء الشعب الا ان قاموا بإلقاء أجهزتهم التلفازية إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهم من هذه الخطوة.

 

 

شاهد أيضاً

ما مدى تأثير العمليات اليمنية ضد قوى الهيمنة ؟!/ الزميل جلال زيد

بسم الله الرحمن الرحيم ما مدى تأثير العمليات اليمنية ضد قوى الهيمنة ؟! يراقب الكثير …