الثلثاء.. يوم التحدّي الكبير: من يربح ومن يخسر؟!

الثلثاء.. يوم التحدّي الكبير: من يربح ومن يخسر؟!

اندريه قصاص

|قيل

لقد بات الجميع على أهبة الإستعداد. أهل الإنتفاضة يتحدّثون عن مفاجآت ستحصل يوم الثلثاء. أهل السلطة يقولون إن الإجراءات الأمنية المتخذة كفيلة بتأمين وصول النواب إلى ساحة النجمة لإعطاء الثقة النيابية لحكومة “مواجهة التحدّيات”. الحكومة جاهزة لمواجهة أول تحٍد لها. النواب الذين سيحضرون من حيث المبدأ منقسمون.

الجميع يقف على “سلاحه”. إنه يوم التحدّي الأكبر. الجميع يلعبون “صولد” بعدما أصبحت اللعبة مكشوفة، وإن كان كل طرف يحتفظ بأوراقه المستورة حتى آخر لحظة ما يعني أن المواجهة حاصلة حتمًا. فإما خسارة وإما ربح. لا شيء آخر بين حدّي الربح والخسارة، في الوقت الذي يبدو حتى الآن أن البلد هو الخاسر الوحيد مما يجري.

فعلى رغم سرية مداولاته فإن ما رشح عن إجتماع المجلس الأعلى للدفاع يشير إلى أن الأجهزة الأمنية، وبتنسيق تام بين مختلف القطاعات من خلال غرفة عمليات مشتركة، ستتخذ كل الإجراءات الممكنة والضرورية لتأمين أمن النواب وأمن جلسة الثقة، وهي ستتعاطى مع المتظاهرين من منطلق الحفاظ على أمنهم في حال كانت التظاهرات سلمية، وهي مستعدة لكل الإحتمالات والمفاجآت، إذ لكل مفاجأة من قبل المتظاهرين ستكون مفاجأة مماثلة من قبل القوى الأمنية. أما إذا خرج المتظاهرون عن سلمية حركتهم فلدى هذه القوى تغطية سياسية بالقيام بكل ما يلزم للحؤول دون تحقيق الغايات المبتغاة.

فلا إقفال للطرقات. لا للتعدي على الأملاك العامة والخاصة. لا لرشق القوى الأمنية بالحجارة. فإذا لجأ المتظاهرون إلى هذه الأساليب فإن التعامل معهم سيكون بمنتهى الحزم والشدّة، خصوصًا أنه سيصدر عن قيادة القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي بيانات تحذيرية ودعوة المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية تحركهم. وبذلك تكون هذه القوى في حلّ مما سينتج عن أي تصرّف يُشتّم منه بأنه تهديد للسلم الأهلي، بحيث تسقط كل الخطوط الحمر، ويكون قد أعذر من أنذر.

أمّا المتظاهرون فلم يكشفوا حتى الساعة عن خطّة تحركاتهم سوى تكثيف الدعوات والإتصالات من أجل تأمين أكبر حشد ممكن، على رغم رداءة الطقس، وهم يعتبرون أن تحركهم سيكون بمثابة الخرطوشة الأخيرة لإسقاط الحكومة بالضربة القاضية، وهم سيلجأون إلى كل الوسائل المتاحة لتحقيق غايتهم المنشودة، مع علمهم المسبق بالإجراءات الأمنية المتخذة، والتي تنذر بمواجهة حتمية لا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجها السلبية، مع الأخذ في الإعتبار أن الدول الخارجية المتعاطفة مع الإنتفاضة ستكون حاضرة من خلال ما سيبلغها من تقارير، وسيكون لها موقف حازم في حال تعرّض المتظاهرون لأي إعتداء من أي نوع، مع تسليمها بأهمية الحفاظ على الإستقرار العام وعدم زج البلاد في أتون الصراعات غير المجدية، والتي سيكون لها إنعكاسات سيئة بالنسبة إلى علاقات لبنان بالخارج، الذي لا يزال يرهن المساعدات التي يمكن تقديمها إلى الحكومة بما ستكون عليه الحالة العامة والطريقة التي ستتعاطى بها الحكومة مع كل ظرف بظرفه.

فهل تقبل الإنتفاضة بأن تنكسر شوكتها، وهي التي تعتبر أن يوم الثلثاء سيكون يومًا مفصليًا بالنسبة إلى مستقبل حركتهم، وهل تقبل القوى الأمنية بكسر هيبة الدولة وأجهزتها؟.قيل

شاهد أيضاً

مجازر إسرائيل = عدالة السما كتير قوية/دكتور عباس

بسم الله الرحمن الرحيم إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ …