*25 إصابة كورونا على متن طائرة واحدة… هل تراعي الرحلات المعايير الصحيّة وهل تهدّد بالعودة الى نقطة الصفر؟*
25 حالة إيجابية على متن الرحلة التي وصلت من نيجيريا، 7 حالات أخرى من الوافدين من سيراليون بالإضافة إلى حالة إيجابية مصابة على متن الرحلة التي وصلت من الرياض، ليصبح مجموع الإصابات في صفوف الوافدين 33 في غضون 24 ساعة. أثار هذا الرقم مخاوف البعض من العودة إلى نقطة الصفر وانتشار الفيروس في لبنان بعد التطمينات من السيطرة على #الكورونا واحتلال لبنان المرتبة 15 من الدول التي سيطرت على الفيروس.
تطمينات الأرقام والبيانات للمقيمين في لبنان أرخت ظلالاً ايجابية في الأيام الماضية، وما حذّر منه بعض الخبراء والمعنيون من جسر عبور خارجي للفيروس أي بعودة المغتربين، بدأنا نلمس نتائجه اليوم حيث شكّلت نتائج رحلتيّ سيراليون ونيجيريا صفعة قاسية. وكما بات معلوماً أنه في ظل معرفة مصدر العدوى الداخلي، اتجهت الأنظار إلى المصدر الخارجي الذي قد يُشكّل خطراً ويتسبب بفقدان السيطرة لسبب أو لآخر.
صرخة بعض الركاب العائدين أو العالقين تتحدث عن طابع تجاري لبعض الرحلات من دون الالتزام بالشروط والإجراءات الصحية، “ما يجري لا يراعي الشروط الصحية، وعدد الركاب يفوق النصف، وليس كما جرى في الدفعة الأولى التزاماً بالتباعد المسافي بين الركاب، بالإضافة إلى التدابير الوقائية الأخرى”. وتفاجأ البعض بإلغاء رحلة في انتظار تأمين العدد الكامل للركاب (full).
وكان رئيس مجلس الوزراء حسان دياب اجتمع بالأمس مع اللجنة الوزارية تناول عودة اللبنانيين من الخارج، وجرى تقييم المرحلة الثانية من الرحلات، ودراسة إمكانية توسيع دائرة دول المغادرة، ورفع عدد اللبنانيين القادمين من الخارج وفق شروط الصحة والسلامة، دون التطرق إلى الانتهاكات والخروقات التي تُسجل في تنظيم الرحلات.
كذلك، ما جرى في رحلة الرياض يجدر التوقف عنده، فبعد حجر الركاب العائدين من الرياض في الفندق، والتأكد من عدم وجود أي إصابة على متنها، والتقييد بالحجر المنزلي لمدة 14 يوماً، تبين اليوم وجود إصابة على متنها.
الركاب جميعهم عادوا إلى أهلهم باعتبار أن فحوصاتهم سلبية ولا خطر لديهم بعد غياب أي إصابة على متن الرحلة، وبالتالي تلقّى الركاب جميعهم اتصالاً من وزارة الصحة تُفيدهم بضرورة الحجر المنزلي الصارم لمدة 14 يوماً وعدم رؤية أحد. وعلمت “النهار” أن “هناك راكباً كان موجوداً مع عائلته وانتقل إلى منزل آخر بعد اتصال الوزارة، كما قامت العائلة بتعقيم المنزل وتبحث في ضرورة إجراء الفحوصات للتأكد من عدم إصابتها”.
ويوضح مدير عاك وزارة الصحة العامة الدكتور وليد عمار لـ”النهار” أن “إجراء الفحوصات للمسافرين هو بهدف السيطرة على الموضوع ومتابعة كل حالة بحالتها والتعامل معها على حدة.
كل الحالات الإيجابية سيتم متابعتها في مستشفى رفيق الحريري في بيروت، وكل ركاب رحلة نيجيريا سيتمّ حجرهم في الفندق لمدة أسبوعين بهدف ضمان عدم انتقال العدوى، وبالتالي السيطرة على الفيروس لتفادي أي خطر انتشار. هذا القرار اتخذه الوزير اليوم للتعامل مع المسألة كما يجب”.
أما بالنسبة إلى الوافدين من الدفعة الثانية قبل رحلة نيجيريا، وطريقة متابعتهم، فيشدد عمار على “الوزارة تتابع معهم يومياً، وحتى هناك إصابات جديدة ومنها طفل عائد مع عائلته. ندرس كل حالة إيجابية بمفردها، ونتعامل معها بناءً على الأعراض وحالتها الصحية التي تستدعي الحجر المنزلي أو داخل المستشفى”.
“شكّلت بريطانيا في الدفعة الأولى المصدر الأول للحالات الايجابية للوافدين حيث سجلت 13 اصابة على متن الرحلة العائدة من لندن، أما اليوم فتُشكّل نيجيريا المصدر الأول للإصابات (25 اصابة). نراقب الوضع أولاً بأول”، هذا بالنسبة إلى المطار. أما بما يتعلق بالمعابر البرية بعد قرار فتحها بالأمس، فيقول عمار “بالأمس بدأنا الفحوصات على المعبر ونحن نتابع حالتهم ومدى إلتزامهم في الحجر المنزلي ولم يُسجل لغاية الساعة أي اصابة في صفوف العابرين.”
يعرف عمار جيداً نقطة القوة ونقطة الضعف، هو المتابع للملف منذ بداية ظهور الفيروس في لبنان، وما كان يتحدث في شأنه عن تمديد التعبئة العامة والاغلاق التام حتى 10 أيار وصلنا إليه اليوم. ويبدو أن توصيات وزارة الصحة لم تلق آذاناً صاغية عند الحكومة التي قررت رفع اجرءات الحظر على 5 مراحل، هذه الخطوة قد تعتبر بمثابة “دعسة ناقصة” يقف عندها بعض الخبراء ومنهم الإختصاصي في الأمراض المعدية والجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري، وهو أيضاً عضو في اللجنة الوطنية للأمراض المعدية، يقول لـ”النهار” أن “وضعنا في لبنان جيّد ويجب عدم خسارة ما حققناه والتفريط به. لذلك فان أي عودة غير منظمة للحياة الطبيعية، وفي حال غياب أي مراقبة تضعنا أمام احتمال تفلت الفيروس من جديد. وكلما عادت الحياة إلى طبيعتها تزيد مسؤولية المواطن اللبناني ومسؤولية الدولة في الرقابة. عندما تشاورنا مع الحكومة عن خطة العودة إلى الحياة، اشترطنا معرفة خطة الحماية للمهن التي سوف تعود إلى عملها، ولكننا تفاجأنا كخبراء بعدم اطلاعنا على شروط وخطة العودة الآمنة والحماية التي سوف تتبعها كل مهنة. (حتى اقترحنا مساعدة المهنة التي لا تملك خطة حماية)، والسؤال الأهم من يراقب عودتهم اليوم؟
واستطرد أنه “طالما أن العودة منظمة وآمنة ويخضع الركاب إلى الفحوصات ويلتزمون بالحجر المنزلي الصارم يمكن السيطرة على خطر استيراد الفيروس من خلال تنظيم العودة. كما أن حجم الركاب المتزايد يعتبر مسألة خطيرة، وهذا يعني أننا عدنا إلى الطريقة اللبانية بالوساطة والاستثناءات، وكان يفضل قدوم طائرتين عوّض طائرة واحدة تتسع لكل الركاب”. ورأى البزري أن “التحدي سيكون بالتشديد على مراقبة العائدين على متن الطائرة نفسها لاسيما بعد ظهور حالات ايجابية (25 حالة) على متن رحلة واحدة، وهذا يعني احتمال كبير في نقل العدوى إلى باقي الركاب. وبالتالي علينا أن نحرص على متابعتهم والتأكد من عدم الخروج نهائياً في انتظار انتهاء مدة الأسبوعين”.
وفي رأيه “يبقى السؤال الأهم حول مدى جدية مراقبة الحجر المنزلي عند القادمين. وهذا الموضوع برسم الحكومة والبلديات، فملف مراقبة الحجر المنزلي يعود إلى وزارة الداخلية والبلديات التي حددت الفنادق وأماكن الحجر والحجر المنزلي. لذلك على البلديات اللجوء إلى القوة القانونية للتقيد بالحجر، وعلى الحكومة اتخاذ اجراءات أكثر جدية وقساوة مع العائدين أكثر من المواطنين المقيمين التي سمحت لهم بالخروج تدريجياً”.
وبعد توصية وزارة الصحة برفع الحظر التام في 10 أيار، كان للحكومة قرار مختلف في العودة التدريجية، ويشير البزري إلى أننا “كخبراء جرثومة أطلعنا وزارة الصحة أن 15 ايار هو تاريخ انحسار الفيروس في لبنان وبالتالي رفع الحظر يجب أن يكون بعد هذا التاريخ، لكن ما حدث قد حصل، ومن المهم ترتيب ما نقوم به وعدم الغش بعدد الاصابات المتدني بل الحفاظ على التقيد بالإجراءات والتدابير الوقائية”.
*_________الإخبارية الإعلانية اللبنانية_________*
*يلفت سرفر موقع “الاخبارية الاعلانية اللبنانية ” انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه أو مصدره قيل قال يقال*