أولًا نشكر لك دعوتك إلى أن نعود إلى لبنانيتنا، فهذا إقرار منكِ أننا لبنانيون وعلينا العودة إلى طبيعتنا التي نفخر ونعتز بها. ولكن يا مدام مي شدياق الإعلامية لدي سؤال قد يستحيل أسئلة متراكمة، علينا أن نطرحها، وعليكِ أن تُجيبي عليها،
1. لقد قامت إسرائيل في 1948، بعد تخطيط ورسم وسيناريوهات دامت لعشرات السنين، وجاء وعد المجرم بلفور ليسفك الدم الفلسطيني ويأتي بقوم من شذاذ الآفاق وزواريب أوروبا ويتخلص من حثالات المجتمعات الغربية ويجيء بها إلى الأرض العربية أصلًا وفصلًا وهي فلسطين.
في هذه النكبة، مع سلامة فهمك، تضرر المجتمع العربي كله، وخاصة لبنان، تضررًا إجتماعيًا وجغرافيًا، هل علينا تذكيرك أن إسرائيل قامت بجمع أهل حولا الجنوبيين في بيوت لهم وفجروهم وكانت أولى المجازر في حقنا نحن اللبنانيين؟ ذلك في 1948، يعني المولود النجس ما كان عمره أشهر بعد.
ماذا فعل رئيسك العظيم بشارة الخوري؟ لا شيء، لقد دفن رأسه في التراب وكذب على الناس كل الناس أن إسرائيل لم تقم بخرق الحدود ولم تُجزر بأهل حولا.
هل علينا تذكيرك أن القوى الأمنية الجنوبية قد منعت تشييع أهاليهم ؟ أم علينا تذكيرك أيَضا أنهم أوقفوا الجنازات بالرصاص؟
2. طيب دعكِ من حولا، فلنأتِ إلى 1978، هل نُذكرك بالإجتياح الإسرائيلي للبنان؟ ومناحيم بيغن وشارون واستباق الروح وسفك الدم اللبناني أمام أعين الكتائب. أصلًا الكتائب كان حزبًا إسرائيليًا بامتياز. لن ندخل في التفاصيل، ولكننا لسنا أغبياء يا مي، وإننا لنعلم سركم ونجواكم.
3. دعكِ من الإجتياح، هل نذكرك أننا فقدنا الإمام موسى الصدر في 1978 ؟ قد قتلوه بعدما اجتمع عليه حلفاؤكِ من العرب والغرب والأفارقة؟ أليس لأنه طالب الأمم بالوقوف في وجه إسرائيل؟ أليس لأنه اصطنع حركة أفواج المقاومة اللبنانية أمل؟ أليس لأنه دعا إلى تسليحها لتقاوم إسرائيل؟
4. دعكِ من الإمام موسى ، هل نُذكرك باجتياح 1982؟ كيف وصل شارون المجرم إلى بيروت؟ ماذا كان دوركم يا ست مي؟ لقد أتيتم على الدبابة ذاتها التي قتلتنا وشردت بنا وجئتم بصبي الموساد المدعو بشير الجميل رئيسًا بعد مسرحية التوافق عليه وأكذوبة الـ 10452 وخلط الحابل بالنابل، لا عليكِ، نحن لم نقرأ التاريخ، نحن عشناه ونعيشه واليوم نكتبُه بأناملنا المقدسة.
هل علينا تذكيرك أنكم حاصرتمونا وقتلتمونا وشردتم بنا وجوعتمونا وضربتم مساجدنا وهدمتم بيوتنا ؟
هل نذكرك بمجزرة بير العبد؟ مسجد الرضا والحركة الطلابية التي قضيتم عليها بالنار والقصف والتجزير وسفك دماء الطلاب؟
هل نذكرك بعصابة أمين الجميل لما دخلت بيروت وسفكت دماء الساكنين في بيروت زقاق البلاط والمصيطبة وبرج المر والبسطة والباشورة؟
هل نذكرك بضرب سمير جعجع أحياء الخندق الغميق بالقذائف العشوائية؟
هل كل ذلك كان ليحصل لو كان في أيدينا السلاح؟ كلا، لم يكن ليحصل. واليوم، عند حزب الله سلاح يطال أم الرشراش، ما غيرها المدينة التي سرقها سيدك وسماها إيلات، هل تجرأون على قتال حزب الله ؟ أكيد لأ، لأن فيه رجالا قد ركّعوا سيدك في الميدان، وصدقيني يا ست مي، لو أن هناك فرصة ولو ضئيلة تجعلكم تنتصرون على شيعة لبنان لكنتم فعلتموها. ولأعدتم كرة زقاق البلاط والبسطة وضرب المساجد والبيوت والذبح على الهوية يا أيتها الإعلامية العظيمة.
5. دعكِ من حزب الله، ولنكن منطقيين، لو سلم حزب الله سلاحه ورضخ لقرارات مجلس نهب الثروات وسفك الدماء الذي تدعونه مجلس الأمن، من يأتي بأرضي؟ ببيتي؟ بمالي ورزقي؟ الجيش اللبناني؟ هل سيقاتل بالمسدس أو الناضور والجهاز؟
رجاء أجيبي عن هذا السؤال:
من يمنع إسرائيل من ارتكاب مجزرو حولا من جديد؟ أو قانا أو عيتا؟ أو ضرب إقليم التفاح أو التطاول على صور التي أركعت الأمم في مقاومتها؟ أو التطاول على بيروت أم التاريخ، أم على بعلبك مدينة الشمس، أم على صيدا وطرابلس؟
من يمنعها؟ مجلس الأمن؟ ذاك المجلس الذي كان يعد جثث مستشفى المعمداني؟ أم الذي هرب عن الحدود لما أمرته إسرائيل بذلك في الأمس القريب؟
يا ست مي .. أنتم كفى غباءً ونجاسةً وحقدًا، نحن لبنانيون، دفعنا ثمن تراب لبنان ذهبًا ودمًا ودموعًا وأرواحًا وأنفسًا وأموالًا طائلة، السؤال .. أنتم ماذا فعلتم يا مي؟
سلاح حزب الله باقٍ
ونحن، المقاومة وأهل المقاومة بخير
وهيديي الرقبة يا مي ما بتنخ. نحنا ما منركع، نموت وقوفًا، وفي قبضتنا السلاح.
فارتقبوا يا مي .. إنا معكم مرتقبون.