اغتيال السيد حسن نصر الله – استخبارات ورصد واستهداف وتنفيذ الولايات المتحدة حصرًا/ د. عباس _ دكتوراه في الفيزياء

كل الذين اغتيلوا هم مطلوبون على لوائح أم الإرهاب.

لقد شغل الناس موقع السيد حسن، وأين مكانه ومنامه ومبيته وإلى آخره، ولقد كان هذا الرجل محط أنظار العدو قبل الصديق.

وكان حزب الله يبرع في إخفاء مكان السيد، وبرع في إخفائه حتى من بين الجموع في عاشوراء وغيرها من المناسبات حيث ظهر السيد عدة مرات بين الناس فجأة واختفى بسحر ساحر فجأة.

 

لكن الإستخبارات العسكرية والأمنية لا يغيب عنها فنون الأمن، والساحر لا تنطلي عليه حيلة الساحر، فجرى رصده من تموز – آب 2006 إلى أن أتى القرار باغتياله في أيلول 2024.

 

وقت الإغتيال:

لا شك أن الولايات المتحدة تعي تمامًا أن موجة اغتيال المطلوبين لديها ستؤدي إلى زعزعة في لبنان لن تقدر على الإمساك بها، ومن المطلوبين المشهورين : عماد مغنية، مصطفى بدر الدين، فؤاد شكر، إبراهيم عقيل وإلى آخر اللائحة التي تضم الصف الأول من حزب الله العسكري الأمني القتالي.

لكن الولايات المتحدة قد انتظرت الوقت المناسب لهكذا تصفيات، فبدأت ب2008 في شباط في كفرسوسة في دمشق سورياـ اغتالت عماد مغنية، وللصدفة من بعده جرى تطويق حزب الله أمنيًا في بيروت وطالبت كل النواعق بخطوط الداخلي. فحصلت أزمة 7 أيار 2008.

 

طبعًا في هذه المرحلة قد امتدت يد الإستخبارات الأمريكية إلى شبكات الداخلي التي يظن حزب الله أنها محصنة، لكنها للأسف ليست كذلك، ومن وقتها كان الخرق يمتد.

 

في 2024، عندما نضجت فكرة توسعة الحرب في شمال فلسطين، أخذ الأمريكيون قرار التصفية، فبدأوا بكبار القادة وأولهم فؤاد شكر، كذلك للصدفة العجيبة الفظيعة هو مطلوب لديها من 1984 حيث أنه متهم بتفجير مبنى القوات البحرية مع رفيقه عماد مغنية.

 

بعده إبراهيم عقيل، كذلك كما حزرت، هو مطلوب لدى الأمريكيين بتهمة تفجير القوات البحرية في 1984، ومن يُمسك به فله جائزة 5 مليون دولار أمريكي.

 

كان الرصد على حزب الله يعتمد على 4 عناصر مبدئيًا:

1. العميل

2. الخرق الأمني

3. العميل الأحمق

4. الذكاء الإصطناعي

 

1. العنصر البشري المباشر – عميل على الأرض، وهو العميل المأجور الموظف خاصة لإستجلاب المعلومة واجترارها بأي طريقة.

2. الخرق الأمني – أجهزة رصد وتصوير وآلات إلكترونية، والآلات التصويرية التي وضعها حزب الله في الشوارع وفي المكاتب وعلى أبواب البيوت وبوابات البنيات، آلات فحص بالأشعة السينية، أجهزة الكومبيوتر وإلى آخر الحكاية. كلها مخترقة ولا استثناء فيها.

3. . العميل الأحمق: ديليفري، المختار، الناطور، خادمة البيوت، الإستلشاق والسذاجة عند العنصر، الغباء أو الجهل وعدم العلم حول التكنولوجيا وأجهزة الراديو وإلى آخره.

4. الذكاء الإصطناعي، وهو كومبيوتر خارق، قادر على جمع معلومات كثيرة ويحسبها بوقت استثنائي، حيث يقوم بتخييط النسيج الإستخباري الذي جرى استمداده من العميل والخرق الأمني وأجهزة التصوير كافة ويبدأ بتوقع الأحداث واتخاذ القرار الوهمي ويُعطي سيناريو متعدد الإحتمالات لسيّده حول المهمة الموكلة إليه.

لا ننسى أن الهاتف الذكي هو عميل مبرمج على تصوير وتسجيل وأخذ بصمات الإصبع والعين وبصمة الصوت بغير استئذان.

 

طبعًا، كل ذلك كان يجري لسنوات، وإسرائيل وحزب الله ندّان وجهان لوجه، وهي معركة وجود بينهما، وبينهما عشرة عمر، وكل منهما قد حفظ الآخر عن ظهر قلب، حتى وصلت الأمور إلى توقع دقيق جدا في كيفية عمل الآخر، وقد علم الفرد منهما كل العلم والمعرفة في أداء وتنفيذ وتخطيط وأسلوب العمل لدى الآخر…

وهنا الجريمة، لقد كانت إسرائيل تتوقع من حزب الله فعل الشيء .. فيصير كما توقعت. وحزب الله يتوقع من إسرائيل فعل الشيء فتفعل كما توقّع.

 

الولايات المتحدة:

درست أسلوب الحزب، وكيفية تفكيره ونمط عمله وحياته ومنامه وبياته وقيامه وقعوده، فصار كل شيء مكشوفًا.

 

أتت ساعة الصفر، أمرت الولايات المتحدة بتصفية السيد حسن، وبعده بأيام السيد هاشم.

 

كيفية الإغتيال:

هناك طريقتان للإغتيال:

الأولىى = سرب من طائرات سريعة خارقة لجدار الصوت مثل أف35

الثانية = طائرة البي 2 أو ال بي 52 (B2 or B52)

 

والطريقتان تعتمدان على رمي قنابل ثقيلة جدا جدا من شأنها اختراق التحصينات وبلوغ عمق واسع تحت الأرض والتفجير داخل الأنفاق.

والطريقتان بحاجة ماسة وضرورية لوجود عميل مباشر على الأرض، إذ بكل بساطة هو مفتاح الإستهداف وبيده إما احداثيات البناية أو شعاع لايزر يقود القنابل إليها.

 

القنبلة المشهور: جي بي يو ، GBU، هي قنبلة ثقيلة جدا، تُشبه المسمار بأبعادها، مغلفة بهيكل فولاذي سميك جدا (سماكة 5 إلى 10 سنتم)، وطبقة أخرى من التانغستين وهو معدن أقوى من الحديد بأضعاف، وطبقة ثالثة من اليورانيوم وهو معدن أقوى من الفولاذ وأثقل منه ويتحمل ضغط لا يتحمله معدن آخر.

 

طار سرب الطائرات لاستهداف السيد، بالتنسيق بين الأسراب (سرب متعدد الأسراب) قد رمت 83 طن من الصواريخ، كما قيل.

وزن القنبلة : 6 طن إلى 15 طن

إذا كان وزنها 6 طن فهي بحاجة إلى 15 طائرة

وإذا كان وزنها 15 طن فهي بحاجة إلى بي 2 (B2) لأن الطائرة العادية لا تستطيع حملها لوحدها.

هذه القنبلة تسقط عموديا بسرعة بالغة (تفوق سرعة الصوت بأضعاف)، وقد تسوق نفسها متبعة شعاع لايزر يضربه العميل على الأرض أو طائرة مقاتلة في الجو.

 

قنبلة ال جي بي يو لا يُمكن رميها من البوارج، بل هي بحاجة ضرورية إلى طائرة لأنها تحول الطاقة المكانية إلى طاقة حركية مما يُعطيها القدرة على الخرق. يعني بحاجة إلى ارتفاع 10 كيلومتر و20 كيلومتر فوق البحر لأن تسقط عموديًا زيادة على سرعة الطائرة (التي تكون قد خرقت سرعة الصوت في حينها) فتسقط القنبلة وتتحول إلى رصاصة عملاقة من شأنها اختراق كل الحصون.

 

عمق الضربة:

تستطيع جي بي يو 58 اختراق 100 متر من الأرض أو33 متر من الباطون المسلح.

لا تنفجر القنبلة عند الاصطدام بل لها مؤقت يُفجرها بعد لحظات من الاصدام والخرق، فتنفجر تحت 100 من السطح، مما يزيد من هول الإنفجار قوة وتدميرًا وتهشيمًا.

 

خلاصة، الولايات المتحدة هي التي اغتالت السيد حسن والسيد هاشم وهي ليست شريكة في الحرب، بل هي المحارب الأول.

 

ليس لدى إسرائيل القدرة على أسراب الطائرات إذ ليس لديها مطارات لها، كما ليس لديها القدرة الإستخبارية البالغة التي لدى الولايات المتحدة.

أضف أنها لا تملك ال بي2 أو ال بي 52 التي من شأنها حمل 200 طن من القنابل الإستراتيجية والتحليق بهل فوق 20 كيلومتر من سطح البحر.

 

شاهد أيضاً

إسرائيل تخترق الإلكترونيات كما الهواتف والفايسبوك والإتصالات/ الدكتور عباس

عملية مار إلياس ليست استهدافًا بريئًا لمحال إلكترونيات. بل هو بكل بساطة : إعدام-لجهاز-أرادت-له-الفناء. لن …