كشفت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أجرى محادثات مع عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين حول إمكانية إصدار عفو عن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المتهم في قضايا فساد خطيرة، ودعا بعضهم إلى الترويج علنًا لهذه الفكرة وتشجيع الرأي العام على تأييدها.
ووفقًا لمصادر نقلت عنها الصحيفة، جرت هذه المحادثات قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، حيث تجاهلت بعض العائلات طلب هرتسوغ، فيما رأت عائلات أخرى أن العفو قد يسهّل تنفيذ الصفقة. وأكدت المصادر أن الرئيس لم يطرح العفو كشرط لاستعادة الأسرى.
من جانبها، أقرت مصادر في ديوان الرئيس بأن هرتسوغ تحدث بالفعل مع عائلات الأسرى حول مسألة العفو، لكنها نفت أن يكون هو من بادر بهذه المحادثات، ووصفت ما ورد في التقرير بأنه “كذب مطلق”، موضحة أن الحديث جاء بناءً على اقتراح أحد أولياء الأسرى بإصدار عفو عن نتنياهو مقابل الإفراج عن المحتجزين.
وأشارت الصحيفة إلى أن هرتسوغ تناول الموضوع أكثر من مرة خلال الأسابيع السابقة لتوقيع الاتفاق، خصوصًا بعد تصريح نتنياهو الذي قال فيه: “نحن على أعتاب إنجاز كبير جدًا، وآمل خلال الأيام المقبلة ومع حلول عيد العُرش أن أزفّ بشرى عودة جميع المخطوفين”، وهو ما زاد من ضغط الرأي العام على عائلات الأسرى، ودفعها إلى التزام الصمت حيال طلب الرئيس.
وأضاف التقرير أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخلال خطابه في الكنيست الأسبوع الماضي، دعا هرتسوغ إلى إصدار عفو عن نتنياهو، ما عزز لدى بعض العائلات الاعتقاد بأن تصريحات ترامب كانت جزءًا من خطة منسقة، رغم أن هرتسوغ بدا متفاجئًا منها.
وذكّرت الصحيفة بمحاولات سابقة لهرتسوغ للتأثير في مسار محاكمة نتنياهو، إذ حثّ في مارس الماضي المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا على القبول بتسوية عبر التحكيم لإنهاء الإجراءات الجنائية ضد نتنياهو، رغم معارضتها لذلك. كما التقى بعدد من الشخصيات المقربة من نتنياهو لبحث إمكانية العفو عنه وتشجيع الأطراف على التوصل إلى تسوية.
وفي تعقيبه على التقرير، قال ديوان الرئيس إن “الادعاءات بأن الرئيس بادر أو شجع عائلات الأسرى على التحدث في موضوع العفو هي كذب مطلق”، مؤكّدًا أن هرتسوغ اكتفى بشرح الإطار القانوني الذي ينظم العفو، كما يفعل في أي مناسبة عامة.