*♨♨وهاب أمام القضاء اليوم؟*
إذا كان من الصعب تقدير حجم ونتائج انعكاس حادث بلدة الجاهلية على المسار السياسي في البلاد وعلى مفاوضات تشكيل الحكومة، وان كان البعض يعتقد انها قد تؤخّر هذا الأمر نظراً لتبعاتها السياسية وارتباطها بقوى سياسية على خلاف كبير، فإن الأنظار ستتجه اليوم إلى مسارين، بعد ان نجحت الاتصالات في لملمة ما أمكن من تداعيات ما حصل، وتوفير ظروف أمنية آمنة لغاية الآن في مناطق الجبل، بخلاف الوضع الذي ساد العاصمة بيروت ليلاً حيث قطعت طرقات في البربير والمدينة الرياضية وبشارة الخوري بالاطارات المشتعلة سارع تيّار المستقبل إلى نفي علاقته بها.
المسار الاول: كيفية معالجة القضاء لاحداث الشوف والجاهلية، في ضوء التعقيد الذي نتج عن مقتل مرافق الوزير السابق وئام وهّاب في ظروف غامضة، وما سيتركه عدم مثول وهّاب امام القضاء للتحقيق معه في قضية الإساءة لعائلة الرئيس الحريري؟
المعلومات، ضمن هذا المسار، تؤكد، لـ “اللواء،” أن وهّاب خلافاً للتوقعات، سيمثل اليوم امام مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود أو من ينتدبه وليس أمام شعبة المعلومات، في مقابل ضمان عدم توقيفه، في حال العكس، بمعنى ان عدم حضور وهاب شخصياً، أو الاكتفاء بارسال محاميه، لا يكفي، وهذا الأمر سيترتب على القضاء إصدار مذكرة توقيف غيابية بحقه، بكل ما يعنيه هذا الأمر من تداعيات سياسية وأمنية.
♨بعد أحداث الجاهليّة… كيف سيتدخّل الرئيس عون؟
شكّل «القطوع» الذي اجتازه الجبل السبت مع محاولة القوى الأمنية إحضار الوزير السابق وئام وهاب من منزله في منطقة الجاهلية (الشوف) إنفاذاً لإشارة قضائيةٍ، جرسَ إنذار إضافياً إلى أن الواقع اللبناني دَخَل «مثلّث الخطَر»، السياسي – المالي – الأمني.
ففيما كانت تتمادى عملية «الإنهاك المتبادل» على جبهة تأليف الحكومة الجديدة وتتوالى التحذيرات بـ «مكبرات الصوت» من المخاطر المالية – الاقتصادية المتصاعدة، جاءت «خضّة الجاهلية» وملابساتها لتطرح علامات استفهام حول إذا كان ثمة قرارٌ ما باقتياد البلاد إلى مَخْرج «على الساخن» للأزمة الحكومية في غمرة اشتداد لعبة «عضّ الأصابع».
ورأت أوساطٌ مطلعة أن ما حدَث في الجاهلية لم يكن معزولاً عن «مقدّماته» التي «تناغمتْ» مع «أمر عملياتٍ» بـ «فتْح النار» السياسي على الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ووالده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولاً الى إطلاق وهاب، القريب من «حزب الله» والنظام السوري، أقْذع الحملات على الحريري الابن والأب ظهرتْ في فيديو صار موْضع الملاحقةِ القضائية، قبل أن ينقل الوزير السابق حرَكَته التصعيدية الى قلْب الجبل وتحديداً معقل زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر عراضةِ المواكب السيّارة التي جابتْ العديد من مناطق الشوف وبينها المختارة مُطْلِقة النار في الهواء (ليل الخميس).
ولم يحرف السقوط الغامض لأحد مرافقي وهاب، محمد ابو ذياب (شُيِّع أمس) بعيد خروج القوة الأمنية من محيط منزل الوزير السابق في الجاهلية ولا تركيز «العدسات» الإعلامية على هذا التطوّر، عن الأبعاد التي عبّر عنها الإصرار على مثول وهاب أمام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بموجب قرار قضائي على خلفية الإخبار بحقه «بجرم إثارة الفتن والمسّ بالسلم الأهلي» وتحوّله مطلوباً للقضاء الذي أصدر بحقه منْع سفر من دون استبعاد ان تنضمّ «أحداث الجاهلية» وما تخلّلها من مظاهر مسلّحة ومواقف غير مألوفة بحق الحريري والمدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان «مادة إضافية» في الملف القضائي للوزير السابق.