أثار حديث الرئيس ميشال عون، عن تأخير إنجاز الموازنة التقشفية، التي تسعى إليها الحكومة، بعد الخلوة التي عقدها مع البطريرك الماروني عاصفة من التأويلات والتفسيرات على لسان مسؤولين ورؤساء أحزاب كانوا يشاركون في المناسبة، تمحورت حول هوية من يتهمه عون بالتقصير.
في السياق، أوضحت مصادر رئاسية عبر صحيفة “الشرق الاوسط”، أن عون لم يقصد لا الرئيس سعد الحريري، ولا أحد محدداً عندما انتقد التأخير بإنجاز الموازنة، مستغربة الضجة المثارة حول العبارة التي أطلقها من بكركي.
واشارت المصادر الى أن الرئيس يقول: بكل بساطة أنتظر الانتهاء من مشروع الموازنة، وأسمع وزير المال يقول إنه أنجزه منذ شهر آب. ويسأل الرئيس عن سبب عدم وصولها إلى مجلس الوزراء إذا كانت جاهزة من آب.
ومن ناحيتها، أفادت صحيفة “الجمهورية”ـ أن “موقف عون في بكركي أثار تساؤلات في الأوساط السياسية حول من هو المستهدف بكلامه، وما دفعه الى هذا التصعيد، وتعدّدت “الروايات والسيناريوهات”، التي أفاد بعضها بأنّ عون مستاء لأسباب عديدة، فلم يكن مرتاحاً لما صدر عن وزير الخارجية جبران باسيل حول الموظفين وخفض رواتبهم. وانّه قال ما قاله لوزير الخارجية حيال هذا “الفاول”.
كما انّ عون، بحسب “الروايات”، لم يكن مرتاحاً لما عرضه وزير المال علي حسن خليل في مقابلته التلفزيونية الاسبوع الماضي، والتي أثنى عليها الحريري، بقوله: “بعد هذا الكلام بالتأكيد ليس كما قبله”.
وتضيف “الروايات”: “انّ عون مستاء من مشاورات الحريري مع القوى السياسية التي يسعى من خلالها الى توفير غطاء سياسي للقرارات الكبيرة، اذ انّ هذه المشاورات اظهرت الرئيس وكأنه في موقع المتفرّج لا اكثر.”
وبحسب الروايات، فإنّ استياء عون قد زاد، حينما طرح قبل عطلة الفصح، عقد اجتماع في القصر الجمهوري حول هذا الموضوع، الا انّ رغبته هذه لم تلق استجابة، لاضطرار الحريري الى السفر لتمضية العطلة خارج لبنان.
وهو امر حمّس بعض المتفهمين لموقف رئيس الجمهورية الى القاء المسؤولية على رئيس الحكومة، “لحركته البطيئة، وانه يفضل شؤونه الخاصة على شؤون البلد، من خلال السفر المتواصل في الوقت الذي يتطلب الوضع منه حضوراً دائماً وجدّية كبيرة في مقاربة الامور والملفات الملحة، فضلاً عن عدم ابتداع اي فكرة إنقاذية لعجز الموازنة، واللجوء الى اسهل الطرق، التي من شأنها ان تفاقم الازمة اكثر”.