*زيارة ما كينزي الى لبنان، تعارفية في الشكل الأمريكي الى لبنان، استمرار للوصاية وخطف لبنان من بوابة الاقتصاد، وتقاطع بين الدبلوماسية والعسكر في الأهداف.
لم تنحصر زيارة قائد ما يسمى بالمنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي الجنرال ماكنزي في برتوكول التعارف، كونه عين مؤخراً في منصبه.
بل رصدت الأوساط المتابعة مجموعة أهداف حملتها مواقفه، تشير بشكل واضح الى أهداف زيارته الى بيروت، وخاصة ما سبق من معلومات عن اقامة حفل وضع اكليل مكان مقتل جنود المارينز أبان الاحتلال الصهيو امريكي للبنان عام ثلاثة وثمانين، ما استدعى تحركاً شعبياً عفوياً منع بموجبه اقامة هكذا احتفالية.
وتقول المصادر ان ماكينزي احاط من التقاهم من المسؤولين في الدولة تلميحاً وتصريحاً عن موقف بلاده الواضح من المقاومة، وما تمثله من مسار رادع لأي نوايا عدوانية لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهذا ما برز من خلال كلامه عن خروقات العدو للسيادة اللبانية اولاً وللقرار 1701 ثانياً، معللاً هواجس الاحتلال مما أسماه بحماية أمنه ولو من خلال تخطي القرارات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة التي ترعاها بلاده حكماً ووصاية، وتدخلاً وانحيازاً للجلاد على حساب الضحية، هذا بالإضافة الى تقاطع المواقف المحرضة بين الدبلوماسية والعسكر اتجاه لبنان، وبث الفتنة بين ابنائه من بوابة اقتصاده ولقمة عيش المواطن.
و ترى المصادر المتابعة ان زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث ماكينزي، حملت أكثر من رسالة الى الداخل اللبناني، وطرحت في توقيتها الكثير من التساؤلات حول ما تحمله الإدارة الأميركية لبيروت ولمستقبل لبنان على حدّ سواء، في ظلّ الأزمة الكبرى التي يعاني منها.
وعلى الرغم من علامات الاستفهام التي رسمت حول التوقيت، الا ان إشارات التقتطها الإرصاد المعنية من امر عمليات وخارطة طريق اراد الزائر الأمريكي ايصالها الى اللبنانيين، في غمرة الحرب الامريكية على اقتصاده وماليته عبر العقوبات الظالمة والعوائق التي تضعها واشنطن في طريق اي مسعى للحصول على مساعدة، او هبة او حتى تبادل تجاري مع دول اخرى.
تتابع المصادر، ان كل ما انطوت عليه زيارة ماكينزي ترسم مؤشرات في الشكل والمضمون، إن دلت على شيء انما تدل على استمرار الإمعان الأمريكي في محاولات تطويع لبنان واخضاعه للاجندة الأمريكية التي تصب في النهاية في المصلحة الاسرائيلية.
بينما حرص لبنان الرسمي على تظهير نفسه ضمن إطار تجسيد العلاقات الطبيعية مع اميركا، او عدم فك الارتباط بين بيروت وواشنطن حسب توصيف المصادر.
من جهة أخرى مصادر دبلوماسية غربية قالت، ان الإدارة الأميركية رفعت من مستوى المواجهة مع حزب الله، من زوايا عسكرية ومالية ونفطية وسياسية، وكأن بومبيو عبر تصريحه الأخير المتعلق بمنع مد ايران للبنان بالمشتقات النفطية، يقول الأمر لي ونحن بالمرصاد، مما يعني ان المواجهة إلى ارتفاع.
وتختم المصادر، إن الضغط الأمريكي الذي بات ياخذ منحاً تصاعدياً عبر اكثر من مسؤول وخاصة ضد المقاومة، كانت بدأته السفيرة الأمريكية في بيروت قبل أسبوعين عبر اتهامها حزب الله وتحميله مسؤولية التردي الاقتصادي، في مسعى منها بإتجاه تعزيز الفوضى واستعمال بعض الحراك المطلبي ليتناغم مع اجندتها ليشكل ذلك تحريضاً مفضوحاً، استدعى احد القضاة الى إصدار قرار، يمنع بموجبه الوسائل الإعلامية اللبنانية من استضافة سفيرة عوكر بعد تجاوزها كل أعراف العمل الدبلوماسي، وضربها عرض الحائط الاتفاقات الدولية وخاصة برتوكول جنيف الذي ينظم ويحدد عمل السفراء في الدول التي يتواجدون فيها.