*الشهيد حسن البيز…*
ذاك الذي حمل في قلبه *وجع الجرحى وصوت الشهداء، فكان الكاتب لوصاياهم، والأمين على كلماتهم، يدوّن بحبر الوفاء ما تبقّى من أنفاسهم على الورق.* لم يكن مجرّد رفيق، بل كان لي الأخ والصديق، والسند في دروب الحياة الوعرة.
أوصاني أن أذكر كلّ شهيد، وأن أكتب عنهم ما استطعت، كأنّه كان يعلم أنّ قلمي سيبقى بعده وحيدًا يفتّش عن أثره بين السطور. كنتُ أهرب من تلك الوصايا، لا نكرانًا لها، بل هربًا من الوجع، لأنّها كانت تفتح في القلب جرحًا لا يندمل.
رحل حسن، وبقي صوته يهمس في الذاكرة: “لا تدعوا أسماءنا تذوب في الصمت.”
وها أنا اليوم أكتب عنه، عن من خطّ وصايا الشهداء، وصار هو وصيّته الأخيرة.
رحيله أوجعني، جعلني وحيدةً في دربٍ كنتُ أظنّه لنا معًا، لكنّ الأيام تصرّ أن تذكّرنا أنّ الشهداء لا يغيبون، بل يخلّدون في الحروف والوجدان.
وحين يعود شريط الذكريات، وتفيض الدموع من بين الكلمات، نضع أيدينا على قلوبنا ونكمل…
نكمل لأنّهم أرادوا لنا الحياة بعزّة، كما اختاروا همل موت بكرامة.
*وفي ختام الحكاية، يبقى حسن البيز* *شاهدًا على صدق العهد وعمق الإخلاص، رفيقًا وإن غاب، وصوتًا وإن صمت الجسد.*
*ترك في قلبي أثرًا لا يُمحى، وكلماتٍ تُضيء لي الطريق كلّما أظلمت الدروب.*
*نم قرير العين يا حسن، فوصاياك لم تمت، وسأبقى أكتب عن الشهداء كما أوصيت..*
*سأكمل الطريق، وإن كنتُ وحدي، لأنّ روحك ما زالت تسندني، وتدلّني إلى المعنى الأسمى للوفاء لدم الشهداء*