————————-
لم يكن قد مضى على جلوسه خلف مقود القيادة سوى عام واحد وأذ بالعالم يهتزمن حوله ويكاد ينهار بأهتزاز برجين وانهيارهما فكان هذا الحدث ايذانا بأنتشار فوضى عالمية اسمها الحرب على الارهاب غيرت الكثير من خرائط الطرقات البرية والبحرية والجوية وتحولت معها الأوتسترادات العريضة الى طرق ضيقة محفوفة بالمخاطر والمطبات السياسية فبات لزاما على القائد الشاب ان ينسى كل ما تعلمه عن القيادة الكلاسيكية ويتعامل مع المستجدات بروح التحدي والأبتكار واستحضار روح القائد العظيم الذي حل خلفا له خاصة وهو يواجه العدو الأزلي او الشيطان الأكبر وقد حط رحاله ونصب معسكراته على تخوم حدوده وجاء مهددا متوعدا اما الأستسلام واما الأعدام ولم يكن يخطر ببال رسول الشيطان بأن خلف العيون البريئة لهذا الشاب الوسيم تختبىء كل عزائم الكون وبأن ابتسامته العذبة ليست للتودد وانما هي اعلان بقبول التحدي وبأنه قد اتخذ قراره بمواجهة ارهاب من جاءوا لغزو بلاده تحت شعار الحرب على الارهاب،فكان ان قدم اوراق اعتماده الاولى كقائد من طراز نادر امام محفل العربان بحيث كان حضوره هو القمة وخطابه هو دستور الأمة وتلى عليهم كلمات لم تفلح بأيقاظهم فقد تبين له انهم أموات فكيف تحييهم ولو تلوت عليهم من الكتاب ايات وقد ولى زمن المعجزات فقرر ان يخوض المعركة ولو منفردا وأذ بيد تمتد اليه من السماء تصافحه وتعاهده بأن تخوض المعركة معه جنبا الى جنب ولم تكن هذه اليد سوى يد سماحة السيد حسن نصرالله الذي كان بدوره يعد العدة لمواجهة المد الشيطاني الذي سيصل عاجلا ام اجلا الى محرابه وهكذا كان ووصل قطار الحرب المزعومة على الارهاب الى محطة لبنان بتمويل عربي وذراع عسكرية اسرائيلية وكانت الهزيمة المدوية وأعلن سيد النصر بأن لهذا النصر شريك هو ذلك القائد الشاب الذي أمد المقاومة بكافة وسائل الدعم التي مكنتها من الأنتصار وكان على أهبة الأستعداد للتدخل المباشر في حال استلزمت ظروف المعركة فكان من حقه ان يقف مزهوا بالانتصار واصفا ملوك ومشايخ وأمراء الطاعة بأشباه الرجال فأنتفضوا لكرامتهم الميتة اسرائيليا والمنتفضة عربيا بالطلب من سيدهم الدخول الى مطبخه الاستخباراتي للوقوف على اسباب الهزيمة فأجمع الخبراء ومنهم لجنة بينوغراد ان الهزيمة سببها اليد الممدودة من سوريا وبدأ الاعداد لتنفيذ خطة الأطاحة بقائدها الشاب و التي عبر عنها هنري كسينجر بخطة احراق سوريا من الداخل وقد أمنوا لها كل اسباب النجاح بأعتماد ثلاث نماذج كبروفة تونس مصر وليبيا وتجنيد كل شياطين الأرض وتسهيل تسليحهم وتمويلهم وفتح الحدود البرية البحرية والجوية والدعم الاستخباراتي واللوجستي مترافقا مع حملة اعلامية مضللة لم يسبق لها مثيلا في التاريخ ولم يكن الحصاد سوى مسألة وقت ولكن خابت كل حساباتهم وطاشت كل احلامهم فبالرغم من انهم حسبوا كل الامور بدقة علمية غير قابلة للخطأ الا انهم وكما قال الله في كتابه الكريم (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم الا قليلا)) لم يتمكنوا من سبر اغوار تلك الروح الساكنة في ذلك الجسد والذي اجتمع فيه سلطان باشا الأطرش ويوسف بك العظمة والشيخ صالح العلي وابراهيم هنانو والقائد الخالد حافظ الأسد ، هذه الروح التي استجمعت طالوت وحمزة ، علي وخالد وصلاح الدين فكيف لجيوش طالوت وأبا سفيان والفرنجة ان تنال من عزيمته التي بثها في جيشه وأسوده عندما قال في بداية المعركة ليس أمامنا سوى خيارين أما الانتصار وأما الانتصار ورفع يده نحو السماء قائلا قد أستعنت بك على حماية سوريا فأمدني بعونك فأذ بتلك اليد تعود لتمتد من جديد ويقول صاحبها لا تحزن يا صاحبي ان الله معنا فوالله لو اجتمع العالم كله على اسقاط سوريا لن تسقط وعلى رأسها قائد مثلك يقاتل مع اسوده العقائديين يحملون في قلوبهم الوطن قضية وهوية ووقف العالم بأسره مذهولا امام شجاعة وبسالة وأيمان هذا القائد الشاب الذي وبالرغم من المحاولات المستميتة لأظهاره بمظهر الطاغية تحول بقدرة حق الى رمز للبطولة والوطنية وبات قدوة ومثالا للفارس الأسطوري وها هو وبالرغم من الحرب الكونية التي شنت عليه يقف على بعد طلقات من اعتلاء منصة الأنتصار ليعلن انتصاره على الأرهاب وها هو الشيطان الأكبر يتلوى تحت وقع الهزيمة محاولا مداواة جروحه بجرعات كيماوي عله من خلالها يستطيع كي جروحه وأخفاء اثار ندوب هزائمه وانكسار هيبته ولكنه لن يحصد سوى الخيبة فمن هزمه وهو بكامل قواه ومعه كل شياطين الأرض قادر على ابطال سحره وهو المترنح الأيل للسقوط .
أجل لقد تحققت المعجزة وخرج البطل من كتاب الأساطير
وأسد نارنيا بات حقيقة وهزم الساحرة الشمطاء وجيش مسوخها البشرية وأنقذ أميرته سوريا من أيدي العمالقة والغيلان الوحشية في ملحمة دمشقية عزفت بالحان الدم والوفاء فأستحق عن بسالة أن يكون اسطورة هذا الزمان وان يحمل لقب الفارس الذي هزم الشيطان .
أنه وبكل فخر قائدنا الى الأبد بشار حافظ الأسد .