“ليبانون ديبايت” – كريستل خليل:
ملّ المواطن اللبناني من حالة اليأس التي تجبره الظروف في هذا البلد على عيشها. كثُرت السلبيات في يومياته، والتشاؤم، والاخبار الروتينية. وكونه عصر التطور ومواقع التواصل الاجتماعي هي التي تلعب الدور الاكثر تأثيرا في حياتنا اليومية، يختار اللبناني اللجوء الى صفحات عبر فيسبوك نشأت لنقل الواقع الذي نعيشه الى نكات وسخرية وتعليقات محاولة تخفيف الاعباء والتأثير في المجتمع فنّيا، واجتماعيا، واعلاميا، وسياسيا، حتى اصبحت هذه الصفحات أشهر من ان تُعرّف.
في بعض الأحيان، يتجاوز تفاعل الصفحات والمتابعين الحدود، حتى تتحول التعليقات من السخرية الى الاساءة، ومن الانتقاد الى التجريح، لتصبح نقمة بين جهة وأخرى، تصل في بعض الاحيان الى اغلاق الصفحات. ويتابع جمهور كل صفحة عبر “فيسبوك”، وفق اهتماماته، بحسب “TOP 10” الصفحات اللبنانية للعام 2017، كان لافتا تربّع تلك لفنية الساخرة والتعليقات، في المراتب الاولى.
على الرغم من أهميّتها وخطورة الحصول على المعلومات التي تنشرها، حلّت صفحة “وينية الدولة” الغامضة في المرتبة العاشرة، مع حوالي 21 ألف متابع. هذه الصفحة أمنية بامتياز، لا بل أقرب لأن تكون مخابراتية، فهي تكشف عن جرائم ومخالفات من مختلف انواعها، كالسرقة والنشل والتحرش والتعدي بالضرب وغيرها. كما تنقل فيديوهات للحظة وقوع الجرم كاشفة الوجوه والاسماء. عمل هذه الصفحة مفيد جدا في ظل انتشار المخالفين، والمحتالين، ولكن السؤال كيف يمكن لمثل هذه الصفحات الحصول على فيديوهات من مكان وقوع الحوادث؟
في المرتبة التاسعة حلت صفحة الاعلامي علي مرتضى، بعدد حوالي 85 ألف متابع، فإلى جانب السياسة، وانحيازه لخط سياسي معيّن والدفاع عنه، اشتهرت الفيديوهات التي يطل من خلالها مرتضى بخفة الظل والطرافة متناولا مواضيع اجتماعية وسياسية وامنية وشخصية، ناهيا كل فيديو بعبارته الشهيرة التي أصبحت على كل لسان “Take care ya bibi”.
أما الناشط المثير للجدل بيار حشاش، المشاغب والمعلّق الساخر، الذي لا يرحم أحداً من الفنانين، والسياسيين والإعلاميين، ويتناول مواقفهم بشكل لاذع، فقد احتل المرتبة الثامنة مع 123 ألف متابع. تعرض حشاش للاعتداء بالضرب، والتهديد، ورُفعت دعاوى قضائية عدّة بحقه، الّا ان لا شيء يعترض طريقه لإبداء رأيه بكل حرية وجرأة واستهزاء من خلال فيديوهاته عبر فيسبوك.
تأتي الصفحة الاجتماعية الساخرة “موتورة” بالمرتبة السابعة مع 147 ألف متابع، وهي صفحة كوميدية اجتماعية، وفنية، وسياسية ساخرة، تنقل حال البلد الموجع بقالب من السخرية والضحك، من خلال منشورات انتقادية للفنانين والسياسيين والمظاهر في مجتمع لبناني تغلفه هذه الأمور السطحية ويخفي عيوباً كثيرة. هجاء غير جارح يحمل في طياته رسالة وعي وتنبيه لما وصلنا اليه. وخلف الصفحة “ادمين” شاب في مطلع الثلاثين، هادئ.
في المرتبة السادسة، إحدى أقرب الصفحات الى القلب، جمعت حوالي 213 ألف متابع، خلفها شخصية برزت في الآونة الاخيرة وبرعت بالإعلام والغناء والكتابة، صفحة “بيك أسود” لصاحبها الشاب جيري غزال، بطل مواقع التواصل الاجتماعي. تمكن من التأثير على كل من قرأ كتاباته، والدخول الى قلوبهم، واستطاع عبر مشاركتنا بما يعيشه ويشعر به، بدفع العديد من اصحاب المواهب امثاله تفجير ما بداخلهم عبر صفحات مماثلة، لكن جيري يبقى جيري وحبر “بيكه الأسود” يبقى الألم والاكثر تميّزا.
واستطاع المعلّق غيد شماس، عبر صفحته “El 3ama” الفيسبوكية ان يحصد حوالي 441 ألف متابع، بتعليقاته المضحكة الساخرة، على فيديو كليبات، ومقابلات وغيرها، واحتلاله بذلك المرتبة الخامسة.
تندرج صفحتا أمل حمادة وشرطة المشاهير في المرتبتين الثالثة والرابعة. أمل حمادة التي بدأت مسيرتها مع “انقرضوا الرجال”، جعلتها صفحة “شرطة المشاهير” لصاحبها راغد قيس ان تصبح ناقدة فنية بامتياز تنقل الواقع بطريقة ساخرة عفوية وجريئة ولا يسلم أحد من شرّها، حتى وصل عدد المتابعين الى حوالي 619 ألف متابع. فيما استمر قيس الى جانب مقابلته الحصرية مع حمادة ان يصبح صاحب الصفحة الفضائحية التي تعتمد بشكل اساسي على الفضائح للفنانين والمشاهير الى جانب السخرية من ازياء ومنشورات وفنّهم…
والأوسع شُهرة بين الصفحات تلك التي أصبح مشاهير لبنان والعالم “يحسبلا حساب”، هي “عديلة” مع 770 ألف متابع، وسرعان ما تحوّلت هذه الشخصية الافتراضية إلى نجمة من نجوم مواقع التواصل الاجتماعي. تتمتّع الصفحة ومن خلفها من “ادمين” (مجهولا الهوية وهما شابان في مطلع الثلاثين) بطرافة وخفة دم، وذكاء، جعل شعبية الصفحة تتضاعف بسرعة كبيرة. فأصبحت تلعب دور الإعلاميّة الساخرة انطلاقا من انتقاداتها للحالة السياسية، وللفنانين، وشكل تفاعل المشاهير معها، موضوعاً شيقاً للجماهير.
مع مليون و341 ألف متابع، تمكنت صفحة “FreeStyle” اللبنانية ان تحتل المرتبة الأولى. فإلى جانب النكات، والكليبات، والفيديوهات انطلقت شهرتها عبر هذه الصفحة التي برزت شخصيتا سحر خليل ووليد شلق اللذين حاولا نقل المشاكل الاجتماعية التي يعيشها اللبناني بشكل يومي عبر احداث وفيديوهات مرحة وطريفة. ويكاد لا يمر حدث ايجابي او سلبي، خاص او عام، اجتماعي سياسي اعلامي فني أو اي كان من دون ان تقوم الصفحة بالتعليق عليه، حتى انها تقوم على مشاركة متابعيها بأي فيديو طريف يمثّل حالة نعيشها في البلد