الواقع برس اخبار محلية وعالمية
ساعتين وربع الساعة كانت كفيلة بأن تفعل ما لم تفعله سلسلة مؤتمرات كمؤتمر استانة او جنيف للسلام في سوريا، ففي قمة اجتمع فيها القطبين العالميين ترامب-بوتين وعلق عليها الكثير من الأمال لحل بعض المشكلات الاقليمية والدولية، تتطرق هذين القطبين في هذه القمة الى عدة مسائل دولية ومنها: الوضع في اوكرانيا والملف النووي لكورية الشمالية وعلاقة روسيا وامريكا بالاتحاد الاوربي ولاسيما العقوبات التي تفرضها امريكا والدول الاوروبية الغربية على روسيا وبالإضافة لقضايا الارهاب وفي صدد القمة تطرق هذين القطبين الى الملف السوري بكل تداعياته وانعكاساته على وضع المنطقه وارتباطاته بالملف الايراني.
فمما لا شك فيه ان الأدارة الأمريكية سلمت جدلا بالانتصار الروسي وحلفائه بسوريا والشرق الأوسط وبأن روسيا اصبحت من الموازين الإقليمية التي تلعب دورا مهما ولاسيما الدور الذي كانت تلعبه الولايات المتحدة سابقا بالشرق الأوسط، وفي هذا السياق مضطرة امريكا للجلوس مع الروس بعد سلسلة الانتصارات بالمنطقة لمحاولة ضمن بعض مصالحها المشروطة بالمنطقة وخاصة مع اقتراب نهاية الحرب الكارثية في سوريا
فتساءل المحللون السياسييون اذا كان ترامب سيسلم سوريا والمنطقة إلى الرئيس فلاديمير بوتين وضمن اي شروط سيتم التسليم ؟؟ وما هي الشروط التي تم التوصل لها في قمة ترامب-بوتين؟
يعتبر ترامب أن عودة موسكو إلى المجتمع الدولي أمر لا مفر منه، لذلك يتعين عليها تقديم بعض التنازلات للخروج من الحرب محافظا على ماء وجهه ضمن شروط توصل الى انهاء الازمة السورية بالحل السياسي وهي:
-انسحاب الولايات المتحدة من قاعدة التنف وتدريجيا من سوريا مقابل انسحاب ايران وحزب الله من الجولان وعودة القوات الدولية مع الشرطة الروسية لحماية امن اسرائيل من اي اعتداء
-الضغط من قبل روسيا على ايران وحلفائها في المنطقة لإنجاح «صفقة القرن» بإعتبار ان الدول العربية جميعها مؤيده ومسانده لصفقة القرن وان حكام العرب هم اول المعنيين بالقضية الفلسطينية،ولايجوز لإيران اوغيرها ان تكون ملكية اكثر من الملك، وهذا ماجعل نتنياهو يزور روسيا لثلاث مرات متتاليه خلال فتره زمنيه اقل من اربعه اشهر واذا نجحت روسيا بتمرير صفقة القرن سيجبر ترامب الدول العربية على اعادة اعمار سوريا
وفي هذا الصدد، يرى الخبراء أن موسكو لن تفوت فرصة تعزيز مواقفها في السياسة الخارجية، وخاصة بعد التنازلات التي قدمتها امريكا والمغريات الكثيرة في الملف الاوكراني والغاء بعض العقوبات وانضمام روسيا إلى مجموعة الدول الصناعية السبع بالعالم
