ينشط سوق السلاح اليوم في لبنان، وبإمكان من يريد شراء قطعة سلاح أنْ يجدها في أيّ مكان في السوق اللبنانيّة، ومن من اللبنانيّين لا يعرف مصدراً ليشتري منه أو عبره قطعة سلاح؟ ولكن اللافت أنّ الجميع يعرف تجّار الأسلحة الحربيّة إلا الدولة، ويبدو أنّ سبب ذلك تمتّع هؤلاء بالحصانات والحمايات.
يمكن إيجاد أسلحة حربيّة مستعملة في التداول اليوم وهي تلك التي يتمّ تناقلها بيعاً وشراء وبأسعار مختلفة، علماً أنّ المسدّسات تحتل الجزء الأكبر من السوق في لبنان وأسعارها متفاوتة وتخضع للعرض والطلب، لكنّها مرتفعة بشكل عام لأنّ الطلب كبير عليها.
اما الأسلحة الحديثة والجديدة أي “بالعلب” فكثيرة، وفي الآونة الأخيرة، يتم تداول مسدّسات روسيّة من نوع “بايكال”، وسعر الواحد منها يترواح بين 1500 و 1700 دولار أميركي، واللافت أنّ هذه الأسلحة دخلت لبنان حديثاً، وتاريخ تصنيعها يعود للعامين 2016 و2017.
فكيف دخلت هذه الكمّية الكبيرة إلى السوق ومن أدخلها؟
يضاف إلى ذلك، توافر مسدسات من نوع “ruger” أميركيّة الصنع وسعرها نحو 1800 دولار وهي تغزو الأسواق حالياً ويمكن الحصول عليها عبر أكثر من وسيط.
فهل غاب عن الدولة أنّ هذه الأسلحة منتشرة في الأسواق ويمكن حيازتها بسهولة؟
وهناك أيضاً مسدسات من نوع “غلوك” النمساويّة والطلب عليها في السوق مرتفع جداً وهي من الأنواع والمقاسات كافة ومعها ذخائر إضافيّة، وسعرها يتراوح بين 3000 و3500 دولار أميركي، فكيف تصل هذه الأسلحة إلى يد اللبنانيّين بسهولة؟
أصبح من الضروري تنظيم سوق السلاح الحربي وتراخيصه في لبنان على غرار ما يحصل في دول العالم المتطوّرة، لأنّ السلاح بات في متناول الجميع وكل شخص يحمل قطعة على خصره أو في سيّارته أو في منزله ما يزيد نسبة الجريمة والإشكالات المسلّحة التي نسمع بوقوعها يومياً