هل انتقل الحريري من الدفاع عن العهد الى الهجوم عليه؟

يردد اكثر من مصدر في التيار الوطني الحر أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري يحاول تطويق رئيس الجمهورية ميشال عون في اكثر من استحقاق، ويرسل له اكثر من اشارة “امتعاض استباقية” لاي رسالة يمكن ان يرسلها رئيس الجمهورية الى مجلس النواب بشأن التشكيلة الحكومية والتأخير الحاصل في مسألة التأليف.

ويعطي هؤلاء امثلة عدة حول هذا الامر ابرزها:

– تأكيد تيار المستقبل ان جلسة التشريع كانت محصورة فقط بكل المشاريع المتعلقة بمؤتمر سيدر تحت عنوان “تشريع الضرورة”، واي مشروع آخر كانت تريد الاطراف تمريره تحت هذا العنوان جوبه بالرفض وبتطيير نصاب الجلسة منعا لاي سابقة تشريعية بغياب الحكومة.

– الكلام عن الوفد الرسمي المرافق للرئيس عون الى نيويورك والملابسات المحيطة به، اضافة الى تسريب الاسماء من المطار، يشير الى ان بعض المحسوبين على الحريري على علاقة به. واللافت ان ناشطين في التيار شنوا في الساعات الماضية هجوما على مدير عام شركة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت مطالبين باقالته ليلتحق بحسب هؤلاء بمدير عام اوجيرو “عبد المنعم يوسف”.

– لم تنته القصة هنا، بل عاد الخلاف ليتجدد بين جهاز أمن المطار التابع للجيش اللبناني وسريّة التفتيشات التابعة لقوى الأمن الداخلي، وتحديدا بين رئيس جهاز امن المطار المحسوب على الرئيس عون ورئيس التفتيشات المحسوب على الحريري، وسأل البعض عن هذا التوقيت وارتباطه بالحملة على المطار وخلفيات الانقسام الدائر بين اكثر من طرف في هذا المرفق الاساسي والوحيد في لبنان.

– تصريحات نواب المستقبل المحذرة من مغبة توجيه الرئيس عون رسالة الى مجلس النواب تتضمن اي اشارة عن التأخير في التشكيل، ما يُعتبر بالنسبة للمستقبل اخلالا ونسفاً للتسوية الرئاسية والتحالف القائم مع التيار الوطني الحر.

– وفي الاطار الاقتصادي، كان الرد واضحا من قبل ما سُمي بقوى الانتاج المتمثلة بالهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة ونقابات قطاع التعليم والادارة العامة، حيث عقد هؤلاء اجتماعا رفضا للتأخير في تشكيل الحكومة، وحماية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والانتاجية، ومعظم تلك الجمعيات مقربة من تيار المستقبل والحريي وهي التي تضغط باتجاه تسريه التشكيل وتدق جرس الانذار الاقتصادي مطالبة بالتحرك السريع والا فلبنان امام شفير الانهيار، في المقابل يحرص الرئيس عون وفريقه السياسي علة التأكيد بأن كل الكلام عن وضع اقتصادي سيء هو بمثابة التهويل وتضليل الرأي العام.
يرى البعض ان الحريري يحاول الانتقال من الدفاع الى الهجوم، فهو تلقى الكثير من الضربات منذ ان تم تكليف تشكيل الحكومة، وتحديدا من قبل التيار الوطني الحر، ويسعى اليوم الى الرد الاستباقي بوجه تلويح الفريق الرئاسي بخطوات تصعيدية ضاغطة عليه لثنيه على التنازل وتشكيل الحكومة وفق معايير يحددها التيار والرئيس عون

شاهد أيضاً

نحن امام ساعات مفصلية.. يعقوب: مفاجآت حزب الله لم تنتهي بعد

أكد الكاتب والمحلل سياسي محمد يعقوب على أن التحركات المكوكية للوسيط الأمريكي هوكشتاين اليوم تأتي …