انطلق في بيروت أسبوعُ استكشاف مصير مأزق تشكيل الحكومة وإذا كان المناخُ الذي سادَ في الساعات الماضية حيال انتفاءِ العوامل التي كانت «تحتجز» مسار التأليف ربْطاً باستحقاقاتٍ إقليمية، سيُطْلِق ديناميةً داخليةً مختلفة لتفكيك التعقيدات التي باتت مَخارجها الممكنة معروفة.
وترى دوائر سياسية مطلعة أن «حزب الله»، يصعب ان يختار مواجهة هذه المرحلة بوضعٍ داخلي مفتوح على كل الاحتمالات او بحكومةٍ يتم التعاطي الخارجي معها على أنها «ساقطة» بيده، مع ما يرتّبه ذلك من وضْعه «في فوهة البركان» بلا أي مظلّة داخلية تتلقى معه او حتى عنه «الصدمات».
وانطلاقاً من هذا الواقع، ترى الدوائر ان «حزب الله» كما الرئيس العماد ميشال عون متمسكان بالرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة باعتبار ان شخصه يشكل أول عنصرَ طمأنةٍ للخارج، في حين أن الحريري ليس في وارد تأليف أي حكومة بمعايير وتوازنات تستدرج «نفْض» المجتمعين العربي والدولي اليد من لبنان ووضْعه في مرمى المواجهة الكبرى مع إيران، وهو ما يعني أن «المساحات المشتركة» الممكنة للحلول تدور حول مَخارج لا تمنح رئيس الجمهورية وحزبه التيار الوطني الحر الثلث المعطّل منفرديْن ولا الثلثين مع «حزب الله»، وفي الوقت نفسه تكون أقرب ما يكون الى توازنات التسوية السياسية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي الأمر الذي يقتضي حفْظ التمثيل الوازن لكل من «القوات اللبنانية» والزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وفي رأي الدوائر السياسية انه بعدما أبدى عون مرونةً حيال منْح «القوات» منصب نائب رئيس الحكومة مع ثلاثة وزراء آخرين، لن يكون من الصعب بحال كانت الإرادة جدية لتأليف التفاهمُ على مَخرج لعقدة هل تنال حقيبتين او ثلاث مع هذا المنصب، علماً ان فريق عون سلّم بحصول «القوات» على اثنتين في حين انها تسعى الى ثلاث حقائب تكون اثنتان منهما وازنتين، وقد تردّد ان الحريري تنازل عن التربية من حصّته لها الأمر الذي رفضه فريق عون