بات محسوماً لدى مختلف الاوساط السياسية أنّ ملف التأليف يُحتضَر. واللافت في هذا السياق زحمة التوقعات التي توالَت بشكل لافت للانتباه في الساعات الماضية، وأثيرت تساؤلات حول دوافعها وكذلك حول مَن أوحى بها، ولعلّ أبرزها ما تَوقّعه مقرّبون من الرئاسة الأولى من أنّ الامور ستنحى في وقت قريب الى مبادرة الرئيس المكلف الى تقديم تشكيلة لحكومة من 30 وزيراً، ولكن من دون 4 أسماء، على أن تملأ لاحقاً، وهو أمر سرعان ما سُحب من التداول بعد اتصالات قيل فيها “كلام كبير” لصاحب هذا التوقع اعتبر ما قاله “أمراً بالغ الخطورة، ويلبّي ما ترمي إليه جهات ودول خبيثة”.
وبرز في هذا السياق أيضاً حديث البعض عن تنازل يقدّمه “حزب الله” بمبادلة وزير شيعي من حصّته بوزير سني يُسند الى أحد نواب سنّة 8 آذار، وهو أمر تَبيّن، بحسب مصادر “حزب الله”، أنه غير صحيح في الشكل والمضمون، ولا مكان له أصلاً في حسبان “الحزب”، وأشبَه ما يكون بالطرح الذي سبق أن صاغَته بعض الغرف السياسية، ونسبت الى الرئيس نبيه بري طرحاً مُماثلاً يقضي بتخَلّيه عن مقعد شيعي لمصلحة توزير أحد نواب سنّة 8 آذار، وهو الطرح الذي اعتبره بري خبيثاً يستبطن كميناً.