عن استقلال لبنان و غياب الحكومة
بلأمس احتفل لبنان بذكرى مرور 75 عاما عن استقلاله عن الانتداب الفرنسي. و كما هي العادة في كل سنة، انقسم الشارع اللبناني بين مؤيدين لهذا الاستقلال و بين معارضين لمفهومه. بالنسبة لهؤلاء، غياب أدآء الصحيح للدولة الذي سمح بتفاقم كارثة النفايات، بلإضافة إلى ازمة الكهرباء الجديدة القديمة و غيرها من الازمات اليومية، لا سيما الاقتصادية منها، لا تعطي انطباعا ان لبنان استفاد من خروج الفرنسي و نجح بمفرده ببناء دولة العدالة و الكرامة، دولة السيادة و الاستقلالية عن الخارج، دولة تتمتّع و تفرض حرية قرارتها و خياراتها السياسية و الاستراتيجية.
أقامت قيادة الجيش عرضا عسكريا مميّزا حضره سياسيين لبنانيين و غير لبنانيين. لعلّ ابرز الحضور، ما يسما بال” اللقاء الثلاثي” فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، إلى جانب دولة الرئيس نبيه بري. و كما البروتوكول المتعارف عليه يوم عيد الاستقلال، توافد الحضور الى تقدمة التهاني، بلأخص الى الرؤساء الثلاثة، متمنيين ان يجلب هذا العيد بيوبيله الماسي البركة للبنان، و ان تتشكّل الحكومة في القريب العاجل.
و عن ملف الحكومة، لم يدلي رئيس مجلس النواب باي تصريح عن امكانية حلحلة الملفات و العقد التي لانزال سارية الفعول، باعتباره ان الرئيس سعد الحريري هو المسؤول الاول و الاخير عن ازمة توزير سنّة 8 آذار، فالرئيس الحريري في آخر مؤتمراته الصحافية قد اطلق على نفسه لقب “بيّ السنّة”. و ها هو اليوم يقول ان حلّ هذه الازمة ليس بمتناول يديه، كما يسأل عن من هؤلاء السّنة مستقلون؟
في بلد مقسّم طائفيا، مسألة تمثيل كافة سنّة لبنان في حكومته، سواء المتنميين لتيّار المستقبل او غير المنتسبين لهذا التيار، عند من يجب ان تكون؟ عند فخامة رئيس جمهوريتنا الماروني العقيدة؟ عند رئيس البرلمان الشيعي الطائفة؟
اننا نناشدك ايها الرئيس المكلّف الى عدم المماطلة اكثر و الاسراع الى اتخاذ قرار عاجل و بالتمسك بكافة المستجدات السياسية للحلحة واقع المواطن الذي طفح كيله.
يارا اللقيس.
شاهد أيضاً
مجازر إسرائيل = عدالة السما كتير قوية/دكتور عباس
بسم الله الرحمن الرحيم إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ …