تعطّلت مبادرة وزير الخارجية جبران باسيل لأن طرح المقايضة بين وزير سني ووزير مسيحي لم يُعجب الرئيس المكلف سعد الحريري الذي زاد اعتراضات أخرى بسبب تسميتها العقدة وقذف كرة التعطيل نحوه، فيما ذهب النواب السنة إلى التصعيد والإصرار على طلب موعد من رئيس الحكومة ليتبّين أن الأخير لا يزال يضع الفيتو على استقبالهم.
عند هذا الحد لم ترصد اتصالات الويك – أند أي تقدّم على مستوى التأليف مع استمرار الرسائل المشفرة وتبادل الاتهامات على محاور بيت الوسط والضاحية الجنوبية ونواب السنة .
وكان لافتاً أن ماكينة المستقبل السياسية والإعلامية كثّفت ضخّها من التصريحات والمواقف في إطار الرد على حملة استبدال الحريري وتكليف غيره رئاسة الحكومة بعد أن أثارت مصادر في فريق 8 آذار طرح الاستغناء عن سعد الحريري والتلميح ببديل جاهز في حال استمرار الأزمة على حالها، الأمر الذي استنفر تيار المستقبل وحزب الله معاً لتوضيح ما يجري على خط الحريري وحزب الله.
يقول قيادي في تيار المستقبل إن التلويح ببديل لم يصدر بصورة رسمية عن حزب الله وهذا ما ينزع عنه صفة الصدقية والموضوعية ويضيف، “ليس حزب الله مَن يهدد بل مصادر وهمية في إطار ممارسة الضغوط”.
هناك محاولات جدية لحشر الرئيس سعد الحريري وتصويره بأنه المعطّل وغير القادر على حلّ عقدة تتعلق بالبيت السني بحسب المستقبل، لكن الرئيس المكلّف ليس في وارد الاعتذار كما أن المعلومات المتقاطعة من حارة حريك وشخصيات 8 آذار تؤكد أن خيار استبدال الحريري ليس مطروحاً في أجندة حزب الله .
ما يحصل بين حزب الله وسعد الحريري هو عرض عضلات مفتوح بحسب مصادر سياسية مستقلة، فتكليف الحريري لا يزال قائماً من قِبل حزب الله لكن الرئيس المكلّف مدعو لتسيير الوضع والحلحة والحوار مع النواب السنة لتشكيل حكومة وطنية جامعة.
الثابت حتى اليوم أن حزب الله لم يغيّر موقفه من تكليف سعد الحريري رئاسة الحكومة رغم كل المعوقات الراهنة، فالعلاقة السياسية بين الحريري وحزب الله في المرحلة الماضية إتسمت بالتهدئة وحصل فيها ربط نزاع في مسائل خلافية كبيرة كانت تهدّد استقرار البلاد.
حتى اللحظة يتمسّك حزب الله بنظرية أن الحلّ أولاً واخيراً هو لدى الرئيس المكلف، فيما تعتبر أوساط المستقبل أن تشكيلة الحكومة جاهزة بانتظار أسماء حزب الله وأن الرئيس سعد الحريري لن يعتذر ولا يملك أحد الجرأة في الانقلاب على تسميته بعد تجربة الحكم السابقة وتجاوز محطات مفصلية وخطيرة في العلاقة بين 8 و14 آذار.
وسط مشهد عرض العضلات المفتوح يبدو أن لا أحد مستعد للتنازل، فسعد الحريري ليس بوارد لدخول الحكومة مكسوراً أو محني الظهر، وحزب الله يريد ترجمة انتصاره النيابي والدخول بمروحة أمان إلى الحكومة في ظلّ ضغوط العقوبات الأميركية ويريد تكريس معادلة “الأمر لي” في الحكومة المقبلة.