التدخل السعودي اصبح على مراى و مسمع من الجميع
استقبلت قناة ام تي في البارحة ضمن برنامجها الحواري السياسي “بيروت اليوم “, صحافيا سعوديا, احمد عدنان للتكلم عن معضلات تشكيل الحكومة اللبنانية و عقباتها الكثيرة القليلة. نتج عن هذا الحوار المتلفز اسئلة كثيرة في ذهن المواطنين اللبنانيين , عن سبب استقبال صحافي سعودي الجنسية في برنامج لبناني بامتياز يتناول في هذه الحلقة شان, مفترض انه لبناني داخلي بحت.
كما هو متوقع صوّب الصحافي السعودي سهامه و اصابع الاتهام على حزب الله, و وصفه بالمعطّل الاول و الرئيسي لتشكيل الحكومة. كما و انه كشف ان الرئيس المكلّف سعد الحريري يواجه تهديد استبداله بالوزير السابق فيصل كرامي, بطلب خاص من الرئيس السوري بشار الاسد. و الملفت بهذا التحليل و بهذه المعلومات ان الصحافي السعودي يدين تدخل سوريا بقرارات لبنانية مصيرية.
فلنحلل هذا المشهد و نتعمّق فيه: شخص غير لبناني, يناقش و يعطي رايه بامور لبنانية داخلية , و يتكلّم بالسوء عن فريق لبناني وازن ذو شعبية كبيرة , يعترض على تدخل خارجي بالشؤون اللبنانية الخاصة .ما هذا التناقض المخيف؟ من اعطاه الضوء الاخضر ليتصرّف بالطريقة عينها التي يدينها بشدة من الجهة السورية؟ كلها اسئلة مباحة يبقى جوابها معلقا بين الوعي السياسي و التاريخي و بين التبعية العمياء و محرّكها الطائفي.
جاءت هذه المقابلة للتاكيد على ان الصراع العربي-العربي ما زال قائما و لا بوادر تبشر بوضع حدّ له قريبا. جاءت ايضا ايجابات الضيف لترسخ اكثر و اكثر الصراع الطائفي التاريخي. كما و ان احمد عدنان, شدّد على دور و عروبة المملكة العربية السعودية . فاذا المملكة لا يمكن ان ينافسها احد. و قصد احمد عدنان بكلامه هذا, ان دور السعودية الديني هو مصدر قوتها و سلطتها و نفوذها في المنطقة العربية عموما و المسلمة خاصة.
تخلّلت الحلقة ايضا جريمة قتل الخاشقجي التي هزّت العالم باسره و تداعياتها على السعودية. حسب راي احمد عدنان, على الرغم من الادانة العالمية و الاتهام المباشر للسعودية و لقيادتها بهذه المسالة, فالمملكة لديها نظام صارم يقتضي بمعاقبة كل من تجرّا على القتل ايا كان. و ان هذا النظام و تطبيق القوانين المتفّق عليها من قبل منظمات حقوق الانسان, يحمي المملكة من اي عدوان ثقافي و قضائي عالمي ضدها.
يارا اللقيس