الواقع برس اخبار محلية وعالمية
لبنان بعد تشكيل الحكومة: هل فعلا دخلنا عصرا جديدا ام سنبقى على حالنا هذه؟ وزراء يعيدون بالتغييرالجذريّ و لكن هل يمكننا ان نثق بهم؟
منذ عشرة ايام تقريبا, ابصرت الحكومة النور بعد جهد جهيد من التفاوض و المفاوضات. حكومة ثلاثينية تتضمّن باكثريتها الاسامي عينها شاركت بحكومات سابقة فاشلة اوصلت اللبناني الى اقصى درجات الياس و الفقر و القهر.و الكن المفارقة هذه المرة, اربعة نساء دخلن المعترك الوزاريّ ليبعثن الامل في نفوس الكثير من اللبنانيين. لعلّ ابرزتحدّيات الحكومة الجديدة وضع خطة عمل تنهض بلاقتصاد.
لبنان ثالث اكبر دولة عالميّا من حيث كبر الدين العام. لبنان ذو ال 10452 كلم مربّع تصدّر قائمات العجز الاقتصاديّ في العالم. و لكن هناك بصيص امل في الافق, فالمسؤولين بالحكومة مدركين لهذا الوضع الاقتصاديّ الكارثيّ. يامل الشعب اللبناني ان يكون السياسيين و الوزراء جادّين حينما يتكلّمون عن خططهم الجديدة لمحاربة المعيشة الباهيظة الثمن, و خلق فرص عمل جديدة تمنح للشباب اللبناني خيار البقاء في لبنان و عدم السعي الى الهجرة
و كما هي العادة في لبنان, لا يخلو حدث تشكيل الحكومة من الانتقادات, اذ انّ القيّمين على تسمية الحقائب الوزارية , يخيّل لنا انهم لا يفكّرون مليّا قبل تسمية وزارة ما.فالوزارة التي استلمتها فيوليت خيرالله الصفدي احدثت امتعاضا و احتجاجا, ما دفع الى تغيير اسمها من وزارة “تاهيل” الى وزارة “تمكين” الشباب و المراة. فا كلّ نساء لبنان شعرن بالغضب للايحاء انّهنّ مواطنات درجة ثانية بحاجة الى اعادة تاهيل للانخراط في المجتمع.
يبدو ان الحكومة الجديدة لا يمكنها تضييع الوقت بعد ان تنال الثقة يوم الثلثاء من مجلس النواب. فالازمات كثيرة و متعاقبة و لعلّ ابرزها ماساة جورج زريق امس. و بعد مواقف المسؤولين المستنكرين للحادثة و تكفّل وزارة التربية بجميع مصاريف دراسة ابناء جورج, الّا ان الماساة عينها ممكن ان تتكرّر اثر تعب اللبناني من العبئ الاقتصاديّ.
ايتها الحكومة الجديدة, نامل ان تكوني ذات ضمير حيّ و ان تكوني قادرة على استدراك كافة المواقف والحالات في لبنان. فدقّ ناقوس الخطر و بدا العدّ العكسيّ لضياع لبنان نهائيا. فلا القطاع الكهربائي يستطيع تحمّل المزيد من التاجيل في بتّ المشاريع التي تؤمن الكهرباء 24/24 لسائراللبنانيين, و لا المياه تتحمّل اكثر تلوّث و انقطاع عن عدد كبير من المواطنين.ولا البيئة التي لطالما اشتهر بها لبنان, تتحمّل اكثر تنكيل و اهمال, فما كان سبب جمال لبنان اصبح اليوم عارعليه. تبقى هذه عيّنة صغيرة عن مشاكل لبنان العديدة الغير مسموح بعد اهمالها.
لعلّ ابرز خطوت على الحكومة الجديدة اتّخاذها للنهضة بلبنان, هي محاربة الفساد. الفساد الذي ساد و انهك لبنان, برّا و بحرا و جوّا و انسانا. الفساد , هذه الحلقة السرطانية المتفشية في كافّة اعضاء اركان لبنان. ان الاوان ان يتم استئصالها و البتّ بالعلاج بعدها.علاج لبنان من وقائع هذا الفساد الذي انتج ابشع انواع التلوث البيئي و الاخلاقي و السياسيّ. عند لبنان فرصة ذهبية اتت هدية من السماء, النفط. هل ستتصدّون للفساد قبل ان يعبث ايضا بهذا القطاع الذي قد يكون خلاص لبنان و جلاءه؟
ايها اللبنانيين الموجوعين, المقهورين, الفقراء, لا تخضعوا للامر الواقع بعد اليوم, لا نريد جورج زريق ثاني, فكونوا بالمرصاد لكلّ من يقصّربحقكم وينكّل بحقوقكم. فلا تظنّوا ان هناك من يريد فعلا ان يعمل لاجلكم اذا لم يهابكم بالدرجة الاولى.
