يداها مكبلتان إلى الخلف والروح فارقت جسدها، لتحضر عناصر قوى الأمن الداخلي في وحدة الشرطة القضائية والأدلة الجنائية والطبيب الشرعي، وتباشر التحقيقات لكشف ملابسات الحادث. علامات استفهام عدة طرحت عما إذا كانت الوالدة لأربعة أبناء قد “انتحرت”، أم أن خلف موتها جريمة شنعاء، عزز ذلك تكبيل يديها على الرغم من أنّ الغرفة التي وجدت فيها مقفلة من الداخل، إلا أنها تحتوي في الوقت عينه على نافذة، ما يعني أن هناك احتمالاً أن يكون شخص قد أقدم على قتلها قبل أن يفرّ من المكان.
محاولات متكررة!
عند أطراف بلدة المحمرة وقعت الكارثة، داخل جدران منزل سامية (45 سنة). قصة مأسوية تعود لسنوات، بعدما أصيبت، كما قال ابن عمها عزام، “بمرض نفسي كذلك زوجها”، وأضاف: “حاولنا كثيراً علاجهما لكن للأسف من دون أن نصل إلى نتيجة، لا بل فقد زوجها عقله وهو يمضي يومه بالسير على الطرق، أما هي فحاولت الانتحار عدة مرات، وتكبيل يديها أمر أقدمت عليه من قبل، إلا أنه في المرة الأخيرة لم يتمكن أحد من إنقاذها، فقد كانت وحدها في البيت”.
وشرح: “بعد ظهر أمس حضرت ابنة سامية من المدرسة لتجدها في أبشع مشهد تعجز عن وصفه الكلمات، بدأت بالصراخ لنسارع ونكتشف المصيبة”.”ابن سامية كان في العمل، كما لديها ابن وابنة مسجلان في مدرسة داخلية، كُتب عليهم جمعياً أن يكملوا حياتهم من دون أمّ ترعاهم، في الوقت الذي يعاني والدهم من مرض عقلي، فأي مأساة هذه؟”، ختم ابن عمها. أما رئيس بلدية المحمرة عبد المنعم عثمان فطرح، في اتصال مع “النهار”، عدة علامات استفهام عن “كيفية إقدام إنسان على الانتحار وهو مكبل اليدين”، وقال “هناك أمور متناقضة. فلماذا كبلت يديها إن أرادت الانتحار شنقا؟ وكيف تمكنت وهي بهذا الوضع من لفّ الحبل على رقبتها؟ ولماذا أقفلت الباب من الداخل؟”، لافتاً إلى أنه “تمّ التحقيق مع زوج سامية وشقيقيه، وننتظر ما ستكشفه القوى الامنية لمعرفة إن كان خلف موتها جريمة من عدمها”، وأضاف أن “عدداً من أفراد عائلة سامية يعانون من مرض نفسي يحول دون خروجهم من المنزل، كما أن زوجها فاقد لجزء كبير من عقله”. أما مصدر في قوى الامن الداخلي فأكد لـ”النهار” أن “التحقيق لا يزال جارياً لكشف كافة تفاصيل القضية”.
تنتظر عائلة طالب تسلم جثمان ابنتها لمواراتها في الثرى، في وقت لا تزال الصدمة تسيطر على البلدة