’سبيلبيرغ’: ’مستعدٌ للموت من أجل ’إسرائيل’’ !!  

 

 

يتحفك البعض في لبنان بتنظيرهم للحرية والإبداع، بينما نفتقدهم في التنظير للانتماء والدفاع عن الوطن. آخر إبداعات هذا البعض دفاعه عن “الحرية الفكرية”، والحديث هنا عن عرض فيلم ستيفن سبيلبرغ، المخرج وكاتب سيناريو والمنتج السينمائي الأمريكي من أصل يهودي، “ذي بوست”.

 

للوهلة الأولى تستدعي ذاكرتك و”تنبش” فيها، بحثاً عن الرجل، قد يقول البعض إن شهرته جاءات من سلسلة” جورسيك باراك” و”إنديانا جونز”، ولكن مهلاً، ليست تلك كل “إبداعاته” فهناك “ميونخ”، “لنكولن” و”قائمة شندلر”.. وسلسلة من المفاهيم الصهيونية تغرّد بها هذه الأفلام، سنمر عليها في عجالة في هذه المقالة.

 

كلنا نذكر العملية الشهيرة التي نفذت في “ميونخ” والتي كانت تهدف لإطلاق سراح مئات المعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني، بالإضافة إلى مناضلي الجيش الاحمر الياباني الذي كان يعمل مع المقاومة الفلسطينية لتحرير الأرض والمعتقلين.

 

 

“سبيلبيرغ” حوّل القضية برمتها إلى بطولة لجهاز “الموساد” الذي لاحق الـ 11 شخصاً المشاركين في العملية، وليعيد تكرار مقولة الصهيونية العالمية أن فلسطين “أرض بلا شعب”، على لسان قائد المجموعة الموسادية حين يقول لـ”علي” الشاب العربي الطموح لتحرير فلسطين والعودة إليها، عند مقابلته على سلم الفندق: “”إن هذا مجرد حلم، لا تستطيع استرجاع بلد لم يكن لك أصلاً”. الفيلم أنتج في العام 2005.

 

“لنكولن”: “تهويد القدس”

 

من الثابت والمعروف في التاريخ الأميركي أن قاتل الرئيس “إبراهم لينكولن” هو يهودي رغم أن لنكولن هو الآخر يهودي، لكن في الفيلم الذي أنتجه سبيلبيرغ عنه، أسقط هذه الثابتة، وانتقل في نهاية الفيلم ليروج ليهودية القدس عبر شوق لينكولن للذهب “إلى القدس والسير في أزقته القديمة التي مشى فيها سليمان وداود”، الفيلم أنتج في العام 2012.

 

“قائمة شندلر”: “صراع البقاء”

 

الترويج لدفع الأموال لصالح اليهود من أجل إنقاذهم، وصراعهم من أجل البقاء هو أبرز ما قدمه سبيلبيرغ في هذا الفيلم، الذي يروي قصة رجل أعمال يهودي يواجه جنرال نازي.

 

“يستنقذ” اليهودي ألف يهودي عبر دفع “الفدية” لهم، لاحظ هنا كيف يروج لاستخدام المال في هذا الصراع، وهو نفسه قام بفعل الشيء نفسه، سنورد كيف بعد قليل. لينتهي الفيلم بمشهد انتهاء الحرب وسؤال “اليهود” إلى أين سيذهبون، فيكون الجواب: “أليست هذه القرية التي هناك؟” في إشارة واضحة إلى تبني الفكرة الصهيونية بالهجرة نحو الأرض “التي تفيض لبناً وعسلاً”، ويكمل مشهد الهجرة على وقع أنغام نشيد “قدس الذهب” العبري. وهو نشيد صهيوني من عام 1967 يتحدث عن حنين اليهود لمدينة القدس وعدم قدرتهم على الوصول إلى بلدتها القديمة. هدف هذا النشيد إلى إعادة الانتباه إلى مركزية القدس صهيونياً. ويعتبر نشيداً قومياً غير رسمي لكيان الاحتلال. الفيلم أنتج في العام 1993.

 

لكن مهلاً هناك شق سياسي في شهرته، لنتوقف عند مقابلته مع صحيفة “دير شبيغل الألمانية والعنوان: “مستعدٌ للموت من اجل إسرائيل”(1).

“منذ اليوم الذي بدأت أكوّن فيه تفكيري السياسي وأطور القيم الأخلاقية الخاصة بي، أي منذ شبابي، كنت مدافعًا متحمسًا عن “إسرائيل”. بصفتي يهوديا، أدرك مدى أهمية وجود إسرائيل لبقائنا جميعا. ولأنني فخور بكوني يهوديا، فإنني قلق من تزايد معاداة السامية والصهيونية في العالم. في فيلمي أطرح أسئلة حول حرب أميركا على الإرهاب وعن ردود إسرائيل على الهجمات الفلسطينية. إذا لزم الأمر، سأكون مستعدا للموت من أجل الولايات المتحدة وإسرائيل”.

هذا كان جوابه عن سؤال ماذا تعني لك “إسرائيل”..

 

تاريخ المقابلة هو كانون الثاني/ يناير 2006، أي قبل العدوان الصهيوني على لبنان في تموز/ يوليو من ذاك العام.

 

ونكمل في تاريخه، فقد أسس سبيلبيرغ جمعيّة خيريّة تُعنى بدعم المجتمع اليهودي وتنظيمه سمّاها “رجال الصلاح”. وقد قامت هذه الجمعيّة، في عام 2006، بالتبرع بمبلغ مليون دولار دعماً لدولة الاحتلال في حربها على لبنان، وجاء التبرع على دفعتين الاولى 250 ألف دولار أستكملها لاحقاً بـ تتمة المليون.(2)

 

“أرشيف ستيفن سبيلبيرغ للأفلام اليهودية”

تقديراً لإنجازاته يُطلق اسم سبيلبيرغ اليوم على أكبر أرشيف مرئي يهودي، أسسته الجامعة العبرية في القدس عام 1960، واعلنته “منظمة الصهيونية العالمية” المخزن الرسمي لأفلامها.

 

“سبيلبيرغ” مستعدٌ للموت من أجل “باطله”..وعندنا متخاذلون عن قضاياهم

شاهد أيضاً

الثورة لا تحدها الأرض ، وقفة تضامنية من برلين مع لبنان

خاص الموقع الواقع برس أقامت الجالية اللبنانية في ألمانيا بالتنسيق مع الرئيس السيد أحمد أحمد …