كتب الصحفي عماد مرمل في صحيفة “الجمهورية”، مقالا بعنوان: “”القوات” في محور “الممانعة”!، جاء فيه:
“صدر عن النائب ستريدا جعجع قبل ايام موقف لافت، لكنه مرّ مرور الكرام تقريباً ولم يتوقف عنده كثيرون.
انتقدت جعجع، عبر بيان، قرار ترمب حيال الجولان، مستخدمة لغة غير مألوفة في أدبيات القوات اللبنانية، الى حدّ انك تكاد تظن للحظة انّ هذا البيان صادر عن أحد أطراف “محور الممانعة”، قبل ان تتثبت من انّ “الملكية له تعود الى زوجة رئيس حزب “القوات” سمير جعجع.
اعتبر مرمل أنه “لا يحتاج المرء الى عناء كبير ليكتشف ان نوعية المصطلحات السياسية التي استخدمتها جعجع غير شائعة كثيراً في “ثقافة” حزب “القوات”، ولا حضور بارزاً لها في قاموسه. وما استرعى الانتباه هو ان هذا الموقف أتى بعد اللقاء الذي عُقد بين وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو وسمير جعجع وزوجته في مقر السفارة الاميركية”.
وأكد أنه “لا يعني بيان ستريدا جعجع انّ هناك تبديلاً في الخيارت الاستراتيجية لـ”القوات” وتموضعها السياسي العام، الّا انه يوحي في الوقت نفسه انها تحاول أن تبقى على مسافة آمنة من “صرعات” ترمب وقراراته المتهورة، وان تستفيد من دروس تجاربها السابقة مع واشنطن وما رتبته من أثمان على معراب”.
وأشار مرمل إلى أنه “ما يجدر التوقف عنده هو انّ انتقاد قرار ترمب صدر عن ستريدا تحديداً، أي من الحلقة الاكثر التصاقاً بسمير جعجع، وليس من أيّ جهة أُخرى في «القوات»، الأمر الذي يعطيه من حيث الشكل دلالة إضافية”.
ولكن، كيف تفسر أوساط معراب موقف جعجع؟
يشير مصدر “قواتي” الى ان علاقة “القوات” مع الولايات المتحدة الاميركية لا تمرّ عبر باب المصالح الاسرائيلية ولا تقوم في أي شكل على الارتهان او التبعية، “بل لنا قرارنا المستقل الذي ينبع من تقديرنا لمتطلبات المصلحة اللبنانية بالدرجة الاولى”، لافتا الى انّ بيان ستريدا جعجع “ليس الدليل الوحيد على تمسكنا بهذه المعادلة، بل سبقه موقف شجاع لسمير جعجع حين دعم انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، خلافا لآراء اصدقاء “القوات” من الاميركيين والسعوديين الذين كانوا لا يحبّذون هذا الخيار”.
ويستعيد المصدر ما ورد في “إعلان النيات” الموقّع مع التيار الوطني الحر من تشديد على اعتبار اسرائيل “دولة عدوّة”والتمسك بحق الفلسطينيين في العودة الى أرضهم، مؤكداً الالتزام بكل ما تضمنه هذا الإعلان والانسجام مع محتواه، ولافتاً الى انّ سمير جعجع هو الذي بادر عندما أصبح الممسك بالقرار في “القوات” الى اقفال مكتب الارتباط الاسرائيلي في ضبية، ثم الى مدّ الجسور مع ياسر عرفات.
ويشدد المصدر على انّ “القوات” تميّز “بين النزاع الذي خاضته ضد الفلسطينيين والسوريين عندما كانوا يحاولون الهيمنة على لبنان وبين اقتناعها بعدالة القضية الفلسطينية وبضرورة الانسحاب الاسرائيلي من الجولان الذي يجب ان يتحرّر، بمعزل عن موقفنا المعروف من النظام السوري الحالي”.
ويضيف: “حتى بشير الجميل، وفي عزّ معركته ضد منظمة التحريرالفلسطينية، لم يكن معادياً لأصل القضية التي تحملها، لكنه كان يواجه طريقة تصرفها في لبنان”.
لكن المصدر “القواتي” لا يلبث ان يستدرك قائلاً: “مع تمسكنا الكامل بالحقوق العربية المشروعة ورفضنا التام شرعنة ترامب الاحتلال الاسرائيلي للجولان، إلّا اننا لسنا من أصحاب المزايدات والاستعراضات في مسألة النزاع العربي – الاسرائيلي، ونحن نعتبر انّ الحل يكمن في المبادرة العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة”.