منذ 3 سنين مضت توقفت الحياة عند ” ابو احمد ” يوم غزا الفقر بيته الصغير، وطُرد منه وزوجته المقعدة لانه لم يتمكن من دفع الايجار.
صار الرجل السبعيني مجرد جسد نحيل تائه في شوارع بيروت ، ينام يوم على باب مسجد و آخر تحت اي جسر.
في منطقة العازرية وسط البلد، يقف ابو احمد ليشاهد المصليين يدخلون الكنيسة لاداء مناسك الجمعة العظيمة، فيما تقرع اجراس بطنه الخاوية مع الدموع التي لم تتوقف منذ طرده من المنزل.
منذ ذلك اليوم غدر الزمن بسائق الاجرة، الذي لم يعد يذكر عائلته ، ولم يطلب المساعدة من احد بل يبحث كل يوم عن زوجته ” ام احمد ” ، التي فقدها بعد يومين من طردهما من بيتهما في منطقة المصيطبة.
يبكي بحرقة كطفل صغير ، يكمل التعكز على عصاه في رحلة البحث عن حبيبته المقعدة..
لا يعرف باي ارض تعيش، وكيف تعيش وتاكل .. او بأي ارض دفنت ..
كل ما يعلمه انه ينتظر الموت مع كل صرخة ” يا رب