منتحلاً صفة عنصر من “حزب الله”، نجح “محمد” في سلب مواطنين سوريين في أحياء الضاحية الجنوبية لاسيما في محلة المعمورة والمشرّفية. الخطّة التي اتبعها الشاب العشريني كانت تقتضي بإيهام ضحاياه أنّه سيتم التحقيق معهم في مكتب الأمن التابع للحزب. أمّا كيفية تنفيذها فقد وردت في وقائع حكم قضائي هذه تفاصيله:
“حزب الله” في الضاحية بوجه جديد… لا غطاء لأحد بعد اليوم!
ألقت دورية من مكتب مكافحة الجرائم الهامة القبض على المتهم “محمد.ب” (مواليد 1992) وتمّ تسليمه الى مفرزة الضاحية الجنوبيّة القضائية للتحقيق معه في الشكوى المقدّمة من أشخاص سوريين موجودين في لبنان لقيامه بسلبهم بعد اقتيادهم على متن دراجة نارية وإدخالهم الى مبنى وتفتيشهم موهماً إيّاهم بأنّه من عناصر “حزب الله”، ليعمد بعد تفتيشهم على أخذ هواتفهم الخلوية وأموالهم، ثم يطلب منهم الصعود الى الطوابق العليا في المبنى للتحقيق معهم فيستولي على ما استلمه منهم ويغادر.
اعترف المتهم أنّه لجأ الى تلك الأفعال ليلاً ونهاراً مستعملاً العنف والتهديد وسلاح حربي غير مرخّص، كما أشار الى انّه سلب شخص سوري في محلّة جسر المطار وكان على متن دراجة ناريّة، حيث طلب منه التوقّف جانباً والترجل من السيارة معرّفاً عن نفسه انّه من عناصر “حزب الله” وأنّ عليه التوجّه الى مكتب الأمن لتعبئة إستمارة تجوّل، واصعده خلفه وتوجّه به نحو طريق المطار ومنه الى مفرق عين دلبة وأخذ منه هاتفه الخلوي ومبلغ مالي يقارب الألفي دولار وجهاز قياس ليزر (متر) وطلب منه أن ينتظر الشباب لأخذه الى مكتب الأمن وغادر الى جهة مجهولة.
وأقرّ المتهم بعشرات العمليات المماثلة في الضاحية الجنوبية وأنّه كان يحمل مسدساً حربيّا على خصره، وأنّه في كلّ مرّة كان يطلب منهم، بعد الإستيلاء على مالهم وهواتفهم، الصعود الى أحد الطوابق العليا زاعماً أنّه مكتب الأمن لحزب الله، ويطلب من الضحية أن ينتظر قرب الباب في الطابق الرابع أو الخامس دون أن يقرع الباب لأن عناصر الحزب سيشاهدونه عبر الكاميرات ويفتحون له الباب ليتسنى له الوقت لمغادرة المكان.
وقد بلغ مجموع المبالغ المسلوبة ملايين الدولارات، فيما تعرّف العديد من المدعين على المتهم مؤكدين أنّه هو من قام بسلبهم.
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي ايلي الحلو أنزلت عقوبة الأشغال الشاقة خمس سنوات بالمتهم “محمد.ب” على أن تحسم له مدة توقيفه الإحتياطي.